الجمعة , مارس 29 2024 | 1:23 م
الرئيسية / مقالات الكاتب بشير حسن / دعوكم من هذه الهرطقات ، لا وجود لتنظيمات إرهابية

دعوكم من هذه الهرطقات ، لا وجود لتنظيمات إرهابية

فيلادلفيا نيوز

بقلم أمجد أبو عرفة 
 
لا شك أن قتل الأبرياء جريمة لا تتفوق عليها جريمة ، وما حدث في مصر الْيَوْمَ من تفجيرات استهدفت الكنائس في طنطا والإسكندرية جريمة مؤلمة تُدمي القلوب قبل المُقَل شأنها شأن ما تشهده مدن العالم لا سيما جرائم القصف بالكيماوي في خان شيخون بسوريا والموصل في العراق وغيرها من الجرائم التي تستهدف المدنيين لا لشيء سوى تحقيق مكاسب سياسية ، فدماء وأرواح الناس على اختلاف مِلَلهم ونِحَلهم أصبحت تجارة من أرخص أنواع التجارة ، وهذا شأنُ وسيرةُ تُجار السياسة والدم في دول العالم قاطبة وبلاد العرب والمسلمين خاصّة .
لا تُصدّقوا وسائل الإعلام الكاذبة ، ولا تُصدّقوا هرطقات المحللين المحسوبين على السلطات الرسمية ، فلا يوجد هنالك جماعات أو تنظيمات إرهابية ، بل هي أنظمةٌ ودولٌ إرهابية ، هي التي تؤسس الجماعات “الإرهابية” وهي من تدعمها وتمدها بكل أسباب وعناصر الحياة وهي أيضا (الأنظمة) من يُخطط ويختار المكان والزمان ويأمر بتنفيذ الهجمات ويختار ضحاياه بدقّة متناهية وَخُبْث ظلامي شديد .
بصمات نظام السيسي واضحة على حادث تفجيري طنطا والإسكندرية تماما كما هي واضحة بصمات وأدلة ارتكاب نظام الأسد لجرائم القصف بالكيماوي على خان شيخون وغيرها وتمام كما هي واضحة بصمات وأدلّة جرائم النظام العراقي في مجازر الموصل ، وتماما هي نسخة جديدة من تفجيرات نظام مبارك لكنائس الأقباط وغيرها إبان ثورة يناير عام ألفين وأحد عشر وما بعدها والتي نفذتها أجهزة الأمن المصري بواسطة أشخاص هي من غرر بهم وغسل أدمغتهم أو أجبرتهم على ذلك وهي من وضع المتفجرات وفجّرها ( بإشراف وزير الداخلية حينها حبيب العدلي ).
تفجيرات الْيَوْمَ تأتي للتغطية على فضائح جريمة الكيماوي في سوريا وللتغطية على فشل ونهب وسلب نظام السيسي لمقدرات الشعب وحرف الأنظار عن فساد السلطة الذي يزيد من نقمة الناس عليها ويهدد عرشها خصوصا بعد ثبوت خيانة القضاء وإطلاق سراح حسني مبارك وتفشي رائحة الفساد والخيانة في كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس الشعب وبدء تشكل ما يشبه الثورة على نظام السيسي ، فجاءت التفجيرات لتُنقذ السيسي ونظامه من الانهيار وبعد زيارته لسيّد البيت الأبيض الجديد وراعي الإرهاب الدولي .
 
إن ملاحظة التعاطف والتكافل الاجتماعي بين المسلمين والمسيحيين في مصر الْيَوْمَ وأحد أشكاله التبرّع بالدم في المساجد لضحايا الكنائس لهو دليل على أن الإرهاب ليس إسلاميا وليس نتاج دين الإسلام أو فكره ولو كان الإسلام مصدرا للإرهاب لكان لدينا الْيَوْمَ أكثر من مليار ونصف المليار إرهابي ، ما يعني القضاء على كل ديانة أخرى في البلاد العربية والإسلامية .
 
إن نوعية وسهولة تنفيذ تفجيرات الإسكندرية وطنطا وسط جموع المصلين في الكنائس وتوقيتها يخدم مصلحة النظام المصري حصرا ، فلماذا ستنفذه “جماعات معادية للنظام ” ؟!! هل يُعقل أن يمنح العدو عدوه ما يتمنى ؟!!
لا تغترّوا ولا تنخدعوا بخبر تبني تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش ” المسؤولية عن التفجيرات ، فحتى لو كان التنظيم فعلا هو المنفذ ، فأعلموا أنه القّوة الضاربة بيد الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام السيسي ، فالإرهاب سلاح الأنظمة والسلطة لحُكم شعوبها وقهرها ولا يُستخدم إلا عندما يحتاجونه ، وسياسة بث الفُرقة ومشاعر العداء بين مكونات المجتمع سياسة أصيلة لدى الأنظمة العربية وسيّدها المستعمر، يستخدمونها لضرب عصفورين في حجر ، الضحية المباشرة والجهة المُتهمة .
 
لا وجود لتنظيمات “إرهابية” إسلامية ، بل هي الفزّاعة التي صنعتها الأنظمة بأوامر المُستعمر الغربي وزرعتها في حقل الحق لتَصُدّ الناس عنه ، الدّول والأنظمة هي من يرسم ويُهندس الإرهاب وجرائمه ، ودماء الأبرياء من المسلمين والمسيحيين وغيرهم ستبقى لعنة لا بُد أن تُصيب دول وأنظمة الإرهاب يوما ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com