السبت , أبريل 20 2024 | 3:00 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / بلال طوالبة: حوت الرزاز

بلال طوالبة: حوت الرزاز

فيلادلفيا نيوز

بلال طوالبة – دبي

لم تعد كتب الروايات والقصص البوليسية ومؤلفيها تجد عند الأردنيين إقبالًا بعد ظهور موهبة سرد القصص و تأليفها عند صاحب الولاية وفريقه الوزاري، فمسلي الأردنيين ما زال ينثر من جعبته الطرائف التي تركت أثرًا كبيرًا في ذهن الشارع الأردني، فبعد قصة الطيارة والقبطان، وقصة الانتحاري في ثواني، يطل علينا صاحب الولاية بقصة جديدة فيها من العبر والدروس التي ستبقى عالقة في ذاكرة الشعب ما حيي .
فكانت البداية في قصص كتاب السلطة :
ما بعد حقبة الزجاجة وعنقها وثورة الشعب على صاحب الزجاجة ” الملقي ” في حدث الرابع قبل عام، إذ أُسند الأمر إلى الرزاز، والذي جاء بطموح عالٍ لدى البعض، ولعل خلفية الرجل، والموروث العائلي له كان السبب في ذلك؛ فمؤنس الرزاز، ومنيف الرزاز، تكتنز الذاكرة الأردنية بهما ؛ لحسن سيرتهما، وترقب الشارع الأردني النهج ذاته في الرزاز، فعلقت الآمال بالرجل، وفكره، فكان بمثابة المخلص لمعاناة الشعب.
إذ بدا واضحا بعد اختيار الفريق الوزاري بأن الرجل لا يملك الولاية وليس بصاحب قرار وأن الأسماء المنتقاه هي في جلها تنفيعات للأصدقاء والمقربين، وبعد عطوة المائة يوم التي طلبتها الحكومة على لسان الناطق بها، تجرع الأردنيون الخبر، وقبلوا به على مضض؛ لعل الرجل يحمل في جعبته ما يشفي غليل الشعب الذي عانى من تخبط الحكومات وقراراتها غير المنصفة.
هنا بدا الرجل كصاحب سلسلة قصص، وحكايات تفوق كتاب ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة ، فسرد الحكايات والقصص على كافة المستويات لا يمكن أن يتصوره العاقل ، ومن أهم نوادره .
العقد الاجتماعي :-
مصطلح روجت له الحكومة مما أشعرنا بأن هذه الحكومة جاءت بعد أعوام من النزاع المسلح بين الشعب و النظام وذهبت بخيالها الواسع إلى أبعد من المتصور ، وغاب عن ذهن الحكومة أن جل الشعب الأردني يعاني من حالة إشباع من الثقافة ودراسة النظريات ولعل” لرسو ” حصة كبيرة من اطلاع الأردنيين فالدستور الأردني هو بحد ذاته يمثل عقدًا اجتماعيًا مضمونًا للجميع .
الرئيس الانتحاري :-
بعد أن فجر النائب مصلح الطروانة قضية الدخان ومصانع الدخان والتي اشتهرت باسم مطيع ، وهروب الرجل إلى لبنان قبل مداهمته بيوم واحد ، خرج إلينا صاحب الولاية يلبس أحزمة ناسفة من القانون وهيبة الدولة وأعلن نفسه انتحاريًا للقضاء على الفساد وإحضار مطيع للعدالة ، ولم يكن الانتحاري هذا بقادر على أن يقبض على الكردي الذي عاث فسادًا في أموال الدولة .
حوت الرزاز :-
فجر وزير المالية قنبلة عن الاقتصاد الاردني والذي بني كما أقر الوزير والفريق الاقتصادي على الضرائب وما يضاهيها من فنون الجباية ، وهنا يشكو الوزير من العجز الذي منيت به موازنة 2019 لأن الأرقام التي كانت تبنى عليها الموازنة من عائدات الضرائب لم تتحقق في النصف الأول من السنة مما يبشر بوقوع كارثة اقتصادية ، ويأتي تبرير الوزير بأن انخفاض الضريبة كانت بسبب قلة الطلب على الدخان ، وهنا يقر الفريق الاقتصادي للمحافظة على العوائد المكتسبة من الدخان أو لا يحق للمسافر بتدخيل أكثر من كروز دخان ، محاولة ضبط عمليات التهريب من المعابر الحدودية .
بعد هذه القرارات ظهر على الساحة مصطلح الحوت ، والحوت هو أكبر مصنع ومهرب للدخان موجود بالأردن ومقره بالحرة وله مصنع بالضليل وآخر بالحرة ، وأن هذا الحوت يقوم بتصدير الدخان بعد أن تتم جميع المعاملات القانونية بالمنطقة الحرة ثم يوعز إلى سائقيه بتوزيع هذا الدخان بمختلف مناطق المملكة ، هذا ما جاء على لسان أحد أطراف الحكومة ، فالحكومة تمتلك كل هذه المعلومات عن الحوت ، وصاحب الولاية يبحث عنه في قاع البحر .
ما زال مسلسل الحكومات الهزيلة مستمر إذا لم يتم تغيير النهج وما زالت الطعمة الفاسدة تمارس نشاطها المنظم داخل البلاد فلن تبني عوائد الدخان اقتصاد الدولة ولن يقضي على الفساد حماة الفساد.
حمى الله الأردن

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com