الخميس , أبريل 25 2024 | 7:25 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / بشرى عربيات: تجارة وتعليم

بشرى عربيات: تجارة وتعليم

فيلادلفيا نيوز

بقلم : بشرى سليمان عربيات

مضى عشرون عاماً على ضخ ما يسمى ب “دوسيهات” التوجيهي في عديد من المباحث في الأسواق، حيث بدأت بالرياضيات والفيزياء حتى وصلت إلى جميع المباحث وجميع التخصصات الأكاديمية والصناعي والزراعي. هذه الدوسيهات – حسب قولهم – تحتوي على ملخص للمبحث، إضافةً إلى أسئلة وزارية لسنوات سابقة، لذلك فإن معظمها عبارة عن منهج متكرر بأسماء أساتذة وبعض معلمات تلك المباحث.
والسؤال هو لماذا لم تتنبَّه وزارة التربية والتعليم عبر العشرين عاماً أن المناهج التعليمية ” مستباحة ” من قِبَل هؤلاء المعلمين، حيث يتم تسويق هذه الدوسيهات بأسماء هؤلاء المعلمين الذين لم يشاركوا يوماً في تأليف المناهج، وحتى لو شارك البعض يوماً في تأليف جزء من منهج مرحلة أساسية دنيا، فهذا لا يمنحهم الحق في ترويج وبيع تلك الدوسيهات في الأسواق على أنها من مؤلفاتهم.
أيضاً يتوجبُ علينا أن نتساءل عن آلية بيع هذه الدوسيهات، والتي يشترط أصحابها على الطلبة شراؤها سواءً كان الشراء داخل المدرسة – وهذا مؤشر خطير- أو توجيه الطلبة للشراء من إحدى المكتبات أو المراكز “الثقافية” التي يتعامل الأستاذ معها. كل ذلك وأكثر ولا توجد رقابة لوزارة التربية والتعليم على تلك المدارس الخاصة ولا على المراكز ولا على المعلمين في القطاعين العام والخاص.
وانتقلت فكرة إنتاج وبيع الدوسيهات – المربحة -إلى المرحلة الأساسية، لتجدَ مؤلفات من بضع صفحات لكل من العلوم والرياضيات واللغة العربية والإنجليزية، ومع ذلك هناك تراجع ملحوظ في مخرجات التعليم، ذلك لأنَّ هؤلاء المعلمين لا يقومون بواجبهم الحقيقي نحو الطلبة، إنما يتخذُ بعضهم الغرفة الصفية ومواقع التواصل الإجتماعي فرصة لتسويق منتج هزيل، يعمل على إبعاد الطالب عن المنهاج الوزاري، ليعيشَ الطالب حالة من التشتت في إدراك المفاهيم، ويعيش أولياء الأمور حالة من استنزاف المال كي يحصل أبناؤهم على تلك الدوسيهات التي يعتقدُ البعض أنها مفاتيح النجاح والتفوق.
ومما يزيدُ الأمر سوءاً هو أن يكون المعلم داخل المدرسة مساهماً أو مالكاً لأحد المراكز الثقافية التي تقوم بتدريس الطلبة نفس المنهاج أيام العطل الرسمية أو بعد انتهاء الدوام المدرسي – هذا لو فرضنا أن الدوام انتهى -. نلاحظ وجود عدداً كبيراً من طلبة المرحلة الثانوية في الشوارع حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً، متوجهين إلى المراكز التي يعمل بها أساتذتهم، والسؤال هو أين هو ضمير المهنة لدى هؤلاء المعلمين الذين يدفعون بالطلبة إلى التسجيل في مراكز ويرهقون أولياء الأمور بأعباء مادية تضاف إلى أسعار الدوسيهات؟ إن المعلم الذي يستطيع أن يصل بطلبة المركز إلى مستوى تعليمي لائق أو إلى مستوى التفوق، لماذا لا يقوم بواجبه تجاه هؤلاء الطلبة داخل الغرفة الصفية؟
لقد حان الوقت أن يوضع حدّ لهؤلاء الفئة من المعلمين الذين يستغلون حاجة الطلبة للتعليم ويضعون عليهم شروطاً لا علاقة لها بالتربية ولا بالتعليم. وعلى وزارة التربية والتعليم دور كبير في الحد من هذه الممارسات الغير تربوية، كذلك على جميع الطلبة العودة إلى المنهاج الوزاري، وعلى جميع أولياء الأمور توعية أبناءهم من الخطر المادي الذي يحيط بهم، لأن تلك الدوسيهات والمراكز الثقافية لن تضيف لمستقبلهم العلمي شيئاً، بل ربما تكونُ سبباً في ضياعه.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com