الأربعاء , مايو 1 2024 | 1:27 ص
الرئيسية / stop / اللواء المتقاعد عبداللطيف العواملة يكتب.. ايام من نور: القدس في القلب

اللواء المتقاعد عبداللطيف العواملة يكتب.. ايام من نور: القدس في القلب

فيلادلفيا نيوز

اللواء المتقاعد عبداللطيف العواملة

اقر الكونجرس الاميريكي في عام 1995 مشروع نقل السفارة الى القدس، و قد كانت حكمة جميع الرؤساء الامريكيين منذ ذلك الوقت تقضي بتأجيل التنفيذ، عام بعد عام، الى اجل غير مسمى، حتى جاء الرئيس الحالي ليفعل هذا المشروع و يحرك من غير قصد العالمين العربي و الاسلامي ضد هذه الخطوة بشكل جدد الامل في ثبات الامة و قوة عزيمتها، و يبعث اياما من نور، مع كل ما نعانيه من تمزق و انكفاء.

لحظات العز في تاريخ الامة كثيرة في صراعها مع المحتل الصهيوني مع كل النكسات و الانعطافات فثورة عام 1936 و ما سبقها من تضيحات، و بطولات الحسيني و رفاقه، و تفاني الجيش العربي في القدس و حروب عام 1967 و ايام الكرامة الشامخة وصمود عام 1973 و ما بعدها تعج بامجاد عربية نذكرها بكل فخر برغم الخذلان.

و اليوم و نحن نعتز بمواقف ملكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المشرفة تجاه القدس الشريف، اولى القبلتين، لنستذكر استشهاد ملكنا المؤسس عبدالله الاول في احضان القدس، و كذلك بطولات ما بينهما من ملوك اشداء انقياء حماة للاوطان اوفياء للعهود. كل منهم سليل الاشراف قادة الثورة العربية الكبرى التي اطلق رصاصتها الاولى من مكة المكرمة قائدها الحسين بن علي شريف الحجاز طيب الله ثراه. ثورة عربية شاملة تسعى للوحدة و الحرية و الحداثة و الاستقلال.

موقف جلالة الملك عبد الله الثاني خلال الازمة الاخيرة كان اشرف المواقف سواء في القمة الاسلامية او قبلها و بعدها، كيف لا و هو راعي المقدسات و وريث المجد الهاشمي العريق. سلم لسانك و سلمت يمناك ايها الاسد الهاشمي رجل المواقف الصعبة وريث العروبة و الاصالة سليل الاشراف من ال البيت لهم منا كل الاخلاص و المحبة و الولاء، و لهم راية القيادة على مر الازمان.

اما انت يا شعب القدس، القدس بكل ابعادها الزمانية و المعنوية و الدينية، فقد انتصرت و انهزمت اسرائيل و حليفها الوحيد. هذا ما يدركه العالم كله، الموافق منهم والمعارض، الصامت و المتكلم، او المعترف بهذا النصر و المنكر له، كلهم يعرفونه. يعرف حلفاء القدس الحقيقيون انهم انتصروا لان ارادتهم الحديدية قهرت ترسانات الاسلحة و السياسة. فالقدس عربية كما صدح بها جلالة الملك بغض النظر عن التهديد او الترغيب و بدون اعتبار لشىء غير المبدأ: القدس عربية.

تعطينا هذه الازمة الثقة بان علينا العودة الى قواعد الصراع، فمع اهمية جميع نقاط الاشتباك فان مربط الفرس هو الاحتلال. احتلال عسكري لارض الغير و تشريد شعبه هو صلب القضية. فالموضوع الحقيقي هو ليس دولة منزوعة السلاح و ليس التنسيق الامني او المقاومة او الحدود او الرئيس و غيرها من القضايا، بل انه الاحتلال و تهجير السكان. هل جربت اسرائيل ارجاع الارض لاهلها لترى اثر ذلك على الصمود و التحدي؟ احتلت اسرائيل الارض من غير استشارة اصحابها، فهل هي بحاجة الى اذنهم حتى تخرج منها؟

ليس من الرجولة ان نقول كعرب اننا سنقاتل حتى اخر فلسطيني، كما انه ليس من المنطق ان نقول بان الشعب الفلسطيني سينتصر يوما ما، بل لقد انتصر و لكنها مسألة وقت حتى نرى القدس عاصمة عربية حديثة. الاردن بقيادته و شعبه قي مقدمة داعمي هذا المشروع القومي. جلالة الملك كسب المعركة الدبلوماسية العالمية من اجل القدس و وارسى مبدأ ان القوة للحق مهما طال الزمن. حياك يا شبل الحسين.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com