الأحد , ديسمبر 22 2024 | 10:21 ص
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / الاردن خط أحمر …

الاردن خط أحمر …

فيلادلفيا نيوز

بلال الطوالبة

دولة الرئيس إن الأمانة عرضت من الله على السماوات والأرض و الجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها لثقلها ، وعرضت عليكم والمسؤلين ونسيتم الرهبة من الله فحصرتم أنفسكم في نطاق دائرة ضيقة خلقتموها أنتم ومن سبقكم ، فكانت مختزلة لكم ، فتعامل الشعب معكم ومع غيركم على أنكم منقذون بل حاملون أمانة سماء وأرض الأردنيين ، تمعنا في خطاباتكم الرنانة وأنصتنا لها خاشعين ، هاته التي تمدح قبح أفعالكم ، تسوّقون ذاتكم على أنكم دعاة خير وسلام ، أقوالكم وتصريحاتكم في المؤتمرات وعبر شاشات التلفاز منافية تماما لما يشاهد على أرض الواقع ، افترستم طاقاتنا أصبحنا موسم حصاد فمنجلكم ليس له موسم فهو يحصدنا في الأوقات كلها ، وما زالت الأردن هي استراحة اللئيم منكم تقضون فيها أوقات راحتكم ، لا يقوض مضجعكم شيء ، فالأمانة عندكم تقاس بمدى راحتكم .

يغتال في فنائكم الرحب كل شخص منتمٍ ، ويجرجر بأحبال إعلامكم المسعور فيشوهونه وينالون منه ، أما من ضل واهتدى إلى طريقكم تبسط له أكف الراحة ، امّا آن للشعب أن يستريح ، أمّا حانت ساعة الفرج ، أما فضضتم أيديكم عن عنق الأردنين الأحرار ، أمّا زلتم معتقدين أن سوءتكم قد توارت عن أعيننا ، تتعاملون معنا على أننا قطعان إبل وتختبرون صبرنا ، تسوقننا حيثما تريدون ووقت مشيئتكم، معتقدين أن الشعب الذي وليتم أمره ، جاهل في الأمر غير آبه به .

دولة الرئيس لم يكن الأردني مهتم يوما “بالبولبيف” ولم يكن طبقا رئيسا على ” حصيرته “، رغم معرفتكم المطلقة بما يعنيه لغير الأردنيين ، ولم تغب فلسطين وحدودها وما يحدث بها عن الأردنين كما غابت عنكم في إسطنبول ، فذاكرة الأردنين حبلى بالعديد من المواقف والقضايا التي تمسهم بشكل مباشر ، ويعلمون كيف يتعاطى المسؤلون الفاسدون معها ، وما صمتهم إلا لأن الأردن أكبر منكم ومن هم على شاكلتكم ، ولم يصل الأردني إلى درجة السفاهه بحيث يمكن أن يقود سيارة تعمل على الغاز يكلف ملؤها دولار لقطع مسافة 400كم ، ولم يصل الشعب إلى مستوى أخلاقي منحدر ليكرم أحد مسؤليكم أحدى الراقصات على أنها أم مثالية ، والأردنيات الحرائر الممتلئات بالعفة والشهامة يتجاوز عددهن تعداد دول .

دولة الرئيس انظر حولك في تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن أمثلة واضحة على نهاية استعباد المواطن وإمتهان كرامته ، ومحاربته في رزقة و حرمانه حقوقه التي كفلها له الدستور ، فمهما علا صوت السحيجة من حولكم وزادت هتافاتهم لكم بالتمجيد والثناء ، لن يسعفكم هتافهم ولا تسحيجهم عند استقامة الأمور فالتاريخ لا يرحم والمحاكم الشعبية ستعري كل فاسد وخائن للأمانة .

اليوم ومن أجل استمالتكم من هم على شاكلتكم ، خصصتم لهم ولأبنائهم ما لا يحق لكم من وظائف عليا ومناصب وهيئات خلقتموها ، أثقلتم بها كاهل الشعب فمخصصاتهم وحوافزهم ، مصدرها جيب المواطن ، ألم يكن في الأردنين من هم جديرون بأن يتسلموا مثل هذه الوظائف إن كان لوجودها داع .

دولة الرئيس إن المتناحرين والمتلاعنين عقب أنتهاء مبارة الفيصلي والوحدات لا يمثلون الأردنيين وإن تفكيرهم ونظرتهم للرياضة ليست نظرة الأردنيين ، هؤلاء شرذمة أوجدها أحمد عبيدات إبان توليه جهاز المخابرات ، عندما خلق التقسيمات بين أبناء الوطن الواحد ، فشمالي وجنوبي وبدوي وحضري وفلاح ، وأردني أصيل وأردني دخيل فكانت تستخدم لفرض السيطرة إبان الأحكام العرفية ، أما اليوم فالشعب يعلم ما يحيط به من أخطار ويعلم الشعب ما تعنيه لهم أرض الاردن ، وبرهن الشعب على أنهم ينتمون إلى هذه الأرض وما أحداث الكرك الأخيرة لا أعادها الله خير شاهد على وعي الأردنين وحبهم للأردن .

دولة الرئيس ينظرالشعب الأردني إلى ايران وأفعالها وما تقوم به من محاولات لزعزعة أمن الأردن واستقراره ويعلم الأردنيون أن أرض الأردن خط أحمر فأرواح الشعب الشريف هي فداء للأردن وأرضه ، فحديث الأردنين كافة على أمتداد أرض الوطن ، بالروح بالدم نفديك يا أردن ، أما ان يأتي زعزعة استقرار الأردن وتقليب الرأي العام من تصرفاتكم أنتم ومن وليتموهم أمرنا فهنا يسهل على ايران وغيرها أن تضربنا وتشق وحدة صفنا .

دولة الرئيس لم يعد الشعب يطيق هذا الأستمراء والتعدي على حقوقه ، ولم تعد هناك ثقة بكم ولا بجهازكم الحكومي ومن هم على شاكلتكم ، فالأردن الذي لا أعلم هل أنتم تعيشون به يقع وسط محيط ملتهب ،الأخطار تحدق به ليل نهار ، نحن أحوج إلى رص الصفوف وارتفاع منسوب الوطنية الحقيقي الذي يبنى على أساس متين أما أطماعكم ومصالحكم الشخصية لا مكان لها بيننا الان .

لن يرحمكم التاريخ ولا الشعب أن وقع للأردن مكروه .

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com