فيلادلفيا نيوز
فيصل عوكل
منذ عام 1984 وانا اعيش في قلب القلب للاعلام وبكل تفاصيله الصغيره والكبيره ونصارع موجات بحاره المتلاطمه مابين المد والجزر وعايشنا بكل فخر اعواما كان الاعلام يصل عنان السماء بحريته وتالقه وعنفوانه وكنا مفخره العالم العربي بمصداقيته وقدرته على تناول الحدث بكل تفاصيله وبمصداقيه نحسد عليها
ولم يكن الاعلام يوما الا رساله حياه ومراه تنعكس عليها الاحداث عبر العالم ليراها المواطن اينما كان وكنا لسان حال المواطن وعين الوطن التى لاتعرف الاغماض وكان ايماننا بالكلمه والاعلام بان من يحمل القلم اقدر على احتمال الصعاب لايصال رساله الحياه ونشر رساله الوعي والثقافه والادب والتراث.
وطوال تلك السنين والاعوام كانت النقابه نقابه الصحفيين موجوده وكنا نعتقد بان دورها هي استيعاب ابنائها من حمله الاقلام واصحاب الراي ومن هم ممتهنين لهذه المهنه التى لايعرف ابعادها عدى الذين عايشوا لحظاتها الحقيقيه كمهنه احتكاك بالمواطن والمسؤول وجسر تواصل وتناغم لمسار الحياه على كافه الاصعده ولكنها لم تفعل وكان لها دورها الخاص بمنتسبيها من الزملاء الذين عايشو هذه المهنه وتنقبوا وكان هذا خيرا لهم وكل انسان له توجهه الذي يريد.
وكانت النقابه وفي كل انتخاب قوانين جديده لتطورها كما تراه مناسبا لاعضائها المنتسبين اليها ولكنها تضع شروطا لم تكن قبل ذلك مما اعاق الطريق امام الكثير من الزملاء الذين افنوا اعمارهم في مهنه المعاناه والصبر وعشق الوطن قبل كل شيء وفوق كل شيء وتابعوا طريقهم في عملهم دون الالتفات لفكره هل يتنقبون ام لا وهل هي فرض قهري ام اختياري ولان الانسان حر في التعبير، وتكفل حريه الراي والتعبير قوانين ناظمه يكفلها الدستور اولا واخرا ولان عجله الحياه الاعلاميه متسارعه بلا توقف يبقى الاعلامي يدور بسرعه دوران محرك الاعلام الذي لايعرف التوقف على الاطلاق فقد بقى الكثير الكثير من الزملاء بعيدا عن النقابه ويعملون ليل نهار في حقل الاعلام وجوانبه المتعدده الصحافه الورقيه والالكترونيه.
والمشكله وارجو ان لاتكون هناك مشكله ان بعض الزملاء في النقابه اضحت لهم نظره اخرى لزملائهم الغير متنقبين وهم خارج نطاق النقابه بانهم اكثر تميزا واكثر حصانه عمن هم خارج النقابه والمفروض اولا واخيرا ان تكون النقابه همها الاول والاخير استقطاب الجميع وهم معروفون تماما للنقابه ولغير النقابه وتجاهلهم تماما امر ليس من العدل او الانصاف او الزماله المهنيه مهما كانت المعاذير والقوانين التى تم وضعها سابقا من اجل ابقائهم خارج الاطار المطلوب وهم حتما ليسوا خارج الحدث بل هم في قلب قلب الحدث وهمهم المهنه ورسالتها وليس منفعتهم الشخصيه.
لهذا اتوجه للزملاء في النقابه ان تكون النقابه للجميع وواحه الجميع وحاضنه لابناء المهنه جميعا فالصحفي صاحب كلمه وصاحب راي وصاحب رساله حياه والنقابه ليست هي التى تمنح موهبه الابداع الاعلامي والاحساس المهني بل هي نقابه من واجبها ان تدافع عنهم وان تجمعهم ولهذا وجدت النقابات المهنيه في ارجاء العالم لتجمع ابناء المهنه وتحافظ عليهم وتدافع عن حقوقهم ومستقبلهم كابناء مهنه واحده لايعرفون عداها.
فالصحفي الحقيقي كالسمك والاعلام بحر واسع الافق متلاطم ولا يستطيع ان يعيش على اليابسه يجلس على كرسي فالسباحه عبر تيارات موج الاحداث المتلاطم محليا وعربيا وعالميا يستوجب منه البقاء متحركا والنقابه هي سماء تعلو بعيدا ويجب ان تكون صافيه لكي لاتحجب الغيوم ضياء الشمس عنهم.
ومن هاهنا اسال الزملاء في النقابه ومن خارج النقابه اعلامنا الان اين يتجه وهل بقى منه شيء كما كان في الماضي ولنفكر معا كي يصل الاعلام الحقيقي الى بر الامان وخدمه الوطن والانسان قبل كل شيء.