الجمعة , أبريل 19 2024 | 8:52 ص
الرئيسية / السلايدر / الانتخابات الإسرائيلية تعيد الأمور إلى “المربع الأول”

الانتخابات الإسرائيلية تعيد الأمور إلى “المربع الأول”

فيلادلفيا نيوز

سارع معارضون للحكومة الإسرائيلية، إلى الإعلان عن انتهاء حقبة بنيامين نتنياهو، عقب إعلان نتائج الانتخابات المبدئية؛ ومع ذلك فلم تَلُح في الأفق مؤشرات حقيقية على أن حقبة منافسه بيني غانتس، زعيم حزب “أزرق أبيض”، قد بدأت بالفعل.

فالنتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية لا تنبئ بحصول نتنياهو (زعيم حزب الليكود اليميني)، أو منافسه غانتس على ثقة 61 صوتا المطلوبة لتشكيل حكومة.

ويرى محلل الشؤون الإسرائيلية، يوني بن مناحيم، أن إسرائيل “عالقة ما بين شخصيتين غير قادرتين على تشكيل حكومة جديدة ضمن موازين القوى القائمة”.

وأضاف بن مناحيم في حديث خاص للأناضول:” نتنياهو بحاجة إلى حزب إسرائيل بيتنا، برئاسة أفيغدور ليبرمان لتشكيل حكومة، ولكن الأخير يضع شروطا يرفضها الليكود”.

وتابع بن مناحيم، الذي شغل بالسابق منصب المدير العام لدائرة الأخبار في الإذاعة الإسرائيلية:” بالمقابل فإن غانتس بحاجة إلى كل من ليبرمان والأحزاب العربية لتشكيل حكومة، وهو ما سيكون صعبا جدا على الحزبين قبوله بسبب مواقفهما المتعارضة بشكل كامل”.

واعتبر أن الحل الوحيد، هو “إما حكومة وحدة تضم أزرق أبيض والليكود، أو انضمام ليبرمان مجددا إلى حكومة نتنياهو، وإلا فأنا لا أستبعد إجراء انتخابات جديدة”.

وتشير النتائج الأولية للانتخابات إلى تقدم حزب “أزرق أبيض” برئاسة غانتس بمقعد على حزب “الليكود” برئاسة نتنياهو.

ولكن كلاهما يفتقد أغلبية 61 لتشكيل حكومة، ما يعيد الأطراف إلى المربع الأول ما بعد الانتخابات التي جرت في إبريل/نيسان الماضي.

**نتائج لا تقود إلى حكومة

يقول منصور عباس، النائب العربي في الكنيست عن القائمة المشتركة، إن “النتائج التي وصلت إليها الانتخابات لا تقود إلى تشكيل حكومة “.

وأضاف عباس في حديث للأناضول:” وضع نتنياهو الآن هو أصعب مما كان عليه بعد انتخابات إبريل/نيسان حينما كان لديه كتلة من 60 عضوا، فالنتائج تشير إلى أن الكتلة التي لديه الآن هي 55-56 عضوا، وبالتالي فإن فرصة تشكيله حكومة معدومة”.

وتابع النائب عباس:” أيضا المرشح الآخر وهو غانتس، في وضع صعب جدا، فحتى لو نجح في إقناع ليبرمان بالانضمام إلى ائتلاف برئاسته، فإنه سيبقى غير قادر على الوصول إلى عتبة الـ 61 المطلوبة لتشكيل حكومة”.

واعتبر عباس أن الإمكانية الوحيدة القائمة هي “تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة، ولكن حتى هذه تعترضها عقبات يصعب تجاوزها”.

وأشار عباس إلى أن خيار تشكيل حكومة جديدة، صعب جدا، ولذلك فإن خيار العودة إلى انتخابات جديد “وارد جدا”.

ولفت إلى انه بموجب القانون، فإن الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين سيجري في غضون الأيام القليلة المقبلة مشاورات مع قادة الأحزاب الفائزة بالانتخابات لاستمزاج آرائها بشان عضو الكنيست الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال النائب عباس:” سيتم إمهال عضو الكنيست المكلف بفترة 28 يوما يمكن تمديدها بقرار من الرئيس 14 يوما إضافية، ما يعني 42 يوما، وفي حال أخفق، فإنه يتم تكليف عضو كنيست آخر بتشكيل حكومة في غضون 28 يوما غير قابلة للتمديد، وفي حال فشل فإنه يتم التوجه إلى انتخابات مجددا”.

وكان نتنياهو قد أعلن فجر الأربعاء أنه يسعى إلى تشكيل “حكومة صهيونية لا تستند إلى دعم الأحزاب العربية”.

وعبارة “صهيونية”، فضفاضة، إذ تشمل جميع الأحزاب الإسرائيلية اليهودية بكافة توجهاتها.

ومن جهته، فقد طرح ليبرمان تشكيل حكومة ليبرالية تضم “أزرق أبيض” و”الليكود” وحزبه “إسرائيل بيتنا”، على أن تستبعد الأحزاب الدينية اليهودية.

وبدوره، فإن غانتس قال إنه يريد إقامة حكومة “تعيد الاعتبار لإسرائيل”، لافتا إلى انه سيتحدث مع “الجميع”، علما بأنه قال سابقا إنه “لن يجلس مع نتنياهو في حكومة واحدة بسبب شبهات الفساد الموجهة له”.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام الماضية إن “أزرق أبيض”، سيكون مستعدا لتشكيل حكومة وحدة مع “الليكود” شريطة ألا يكون نتنياهو على رأس الحزب.

وتصر الأحزاب الدينية واليمينية، على أن تمسكها بوجوب إقامة حكومة يمينية، مُفضِلة نتنياهو على باقي المرشحين.

واستعرضت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الأربعاء، السيناريوهات المختلفة لفرص تشكيل حكومة:

**الفرص المتوسطة:

-حكومة وحدة وطنية من “أزرق أبيض” و”الليكود” .

-التوجه إلى انتخابات جديدة بعد فشل كل من “الليكود” و”أزرق أبيض” بتشكيل حكومة.

-حكومة وحدة من “الليكود” و”أزرق أبيض” مع الأحزاب الدينية اليهودية.

**الفرص المتدنية:

-حكومة من اليمين وأحزاب المتدينين وتحالف “العمل-جيشر” الوسطي.

-حكومة من “الليكود” و”أزرق أبيض” بعد تنحي نتنياهو

-ائتلاف من “أزرق أبيض” والأحزاب الدينية اليهودية

-حكومة كتلة يمين برئاسة نتنياهو تضم ليبرمان.

-حكومة من “الليكود” و”أزرق أبيض” يترأسها بيني غانتس.

ليبرمان.. من حارس “ملهى ليلي” إلى “صانع ملوك”

إن كان ثمة فائز حقيقي في الانتخابات الإسرائيلية فهو زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني أفيغدور ليبرمان؛ فبسببه جرت إعادة الانتخابات، ونتيجة لمواقفه، فإن هذه الانتخابات، الثانية هذا العام، قد لا تكون الأخيرة.

في خطاب النصر، فجر الأربعاء، قال ليبرمان لمؤيديه، وسط تصفيق حاد:” المواقف التي طرحناها قبل الانتخابات هي ذاتها التي نكررها الآن بعد الانتخابات”.

وخلافا لباقي الأحزاب الإسرائيلية، فإن ليبرمان، المولود في مولدوفا عام 1958، يحظى بقاعدة من المهاجرين اليهود، من الاتحاد السوفيتي السابق.

**صانع ملوك

يرى يوني بن مناحيم، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ليبرمان أصبح الآن “صانع ملوك، فهو بيده المفتاح للائتلاف الحكومي الجديد”.

وأضاف بن مناحيم، للأناضول:” ليبرمان يحاول الآن أن يفرض شروطه على الليكود برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض”.

وتابع بن مناحيم، الذي شغل سابقا منصب مدير عام دائرة الأخبار بالإذاعة الإسرائيلية:” إذا ما أصر ليبرمان على مواقفه من الانضمام إلى حكومة يمينية برئاسة نتنياهو، فلا أستبعد أن تجري انتخابات جديدة في إسرائيل”.

وكان إصرار ليبرمان على تبني الحكومة الجديدة مشروع قانون التجنيد، الذي يلزم المتدينين اليهود بالخدمة العسكرية، قد حال دون تمكّن نتنياهو من تشكيل حكومة في شهر مايو/أيار الماضي، ما قاد إلى تبكير الانتخابات.

ولكن ليبرمان، الذي عزّز مواقعه من 5 مقاعد في انتخابات إبريل/نيسان الماضي إلى 9 مقاعد في الانتخابات الحالية، بدى أكثر تمسكا بشروطه.

وطرح ليبرمان في خطاب النصر، تشكيل حكومة ليبرالية موسعة تستبعد الأحزاب الدينية اليهودية، بحيث تشمل “الليكود” و”أزرق أبيض” و”إسرائيل بيتنا” .

وكرّر أقواله هذه صباح الأربعاء، في حديث للصحفيين في منزله في كتلة مستوطنة “نيكوديم”، جنوبي الضفة الغربية، حيث قال:” إن الخيار الوحيد استنادا إلى النتائج هو تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية واسعة”.

ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إضافته:” لن أجلس في حكومة واحدة مع القائمة المشتركة ولن أوافق على الانضمام إلى حكومة يمين ضيقة، تكون الأحزاب اليهودية المتدينة جزءا منها”.

وقال بن مناحيم:” ليبرمان يتحدث الآن من موقع قوة”.

وأضاف:” ليبرمان طرح قانون التجنيد من أجل تعزيز قوته السياسية وهو خطط لأن يسرق أصوات من الوسط عبر طرح هذه القضية الحساسة، وقد نجح في ذلك بشكل ملفت من خلال زيادة مقاعده في الكنيست”.

وتابع بن مناحيم:” العلمانيون في إسرائيل، يرفضون استثناء المتدينين من الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، وكان من الذكاء أن يركز برنامج ليبرمان للانتخابات على هذا الموضوع”.

ولكن ثمّة جانب شخصي في مواقف ليبرمان، من تشكيل نتنياهو للحكومة القادمة، حيث أن الأخير وبعد إخفاقه بتشكيل الحكومة في مايو/أيار الماضي، فإنه وسم ليبرمان بـ”اليساري”، رغم “يمينيته” الصارخة.

وقال بن مناحيم:” ليبرمان يريد الانتقام من نتنياهو شخصيا لسببين: الأول وهو أنه يتهم رئيس الوزراء بمنعه من تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة عندما كان وزيرا للدفاع، وذلك من خلال تشكيل كتلة مانعة في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)”.

وأضاف:” السبب الثاني هو أن ليبرمان، يتهم نتنياهو بمحاولة تحريض الشرطة الإسرائيلية على فتح تحقيق معه في قضية فساد قديمة”.

وخلافا لتصريحاته في الأسابيع الأخيرة، فإن نتنياهو لم يهاجم ليبرمان في خطابه لمؤيدي الليكود، فجر الأربعاء، وإنما اكتفى بالدعوة إلى حكومة “صهيونية” لا تضم أو تحظى بدعم النواب العرب.

ولكن كبار القادة في حزب “الليكود” قالوا في أحاديث عبر شبكات التلفزة الإسرائيلية خلال الساعات الماضية إن “مكان ليبرمان الحقيقي هو حكومة يمينية”.

غير أن بن مناحيم رجّح أن تكون إعادة ليبرمان إلى ائتلاف يضم أحزابا يمينية أمرا صعبا.

وقال:” اعتقد أن من الصعب أن يتوصل نتنياهو إلى اتفاق مع ليبرمان في ظل بقاء الأحزاب الدينية”.

وأضاف بن مناحيم:” من الصعب جدا، أن يجلس ليبرمان في حكومة تضم أحزاب عربية فهو يميني جدا”.

**مستوطن متطرف

ويشتهر ليبرمان، بمواقفه السياسية المتطرفة، وبخاصة ضد الشعب الفلسطيني.

ويعلن ليبرمان، رفضه القاطع، لإقامة دولة فلسطينية، ويرفض الانسحاب من أي أراض فلسطينية محتلة.

ويقيم زعيم “إسرائيل بيتنا”، بشكل دائم، في مستوطنة يهودية، ويؤيد تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.

وبادر في نوفمبر/تشرين أول 2018 إلى مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام على فلسطينيين معتقلين بتهمة قتل أو المشاركة في قتل إسرائيليين.

كما يرفض ليبرمان عملية السلام مع الفلسطينيين، ويقول إنه “لا يوجد شريك فلسطيني للسلام”.

وسبق أن طرح فكرة تبادل السكان والأراضي، مع الفلسطينيين، من خلال نقل سكان عرب داخل إسرائيل، إلى أراضي السلطة الفلسطينية.

وقال ليبرمان في تصريحات سابقة:” لا يوجد أي سبب أن يبقى سكان مدينة أم الفحم (مدينة فلسطينية داخل إسرائيل) الذين يعرفون أنفسهم بأنهم فلسطينيون أن يبقوا معنا.

وأضاف:” المبدأ الأساسي للتوصل لحل تسوية مع الفلسطينيين هو عبر تبادل الأراضي وتبادل السكان وليس ارض مقابل أرض”.

**اغتيال هنية

حينما كان ليبرمان، في المعارضة، أطلق تصريحات نارية، في 16 إبريل 2016، قال فيها إنه في حال تولي منصب وزير الدفاع، سوف يغتال إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، خلال 48 ساعة من توليه المنصب.

وعقب هذه التصريحات بنحو شهر ونصف، وتحديدا في 30 مايو/أيار 2016، انضم ليبرمان لحكومة نتنياهو، واستلم منصب وزير الدفاع، واستمر بهذا المنصب حتى نوفمبر 2018، دون أن ينفذ الوعد الذي قطعه على نفسه، وهو ما عرضه للكثير من السخرية.

وعقب استقالته من منصب وزير الدفاع، اتهم ليبرمان، نتنياهو بمنعه من تنفيذ وعده باغتيال هنية.

وقال في تصريحات صحفية، إنه عندما كان وزيرا للدفاع، قدّم أكثر من مرة خططا رسمية لتصفية هنية، لكن نتنياهو كان “الطرف الذي أحبط كل هذه الخطط”.

** حارس ومدير ملهى ليلي

بحسب بن مناحيم، فإن ليبرمان، الذي بات نجم الساحة السياسية الإسرائيلية، بدأ حياته حارسا في ملهى بالقدس.

ويضيف:” الآن هو من يقرر من سيكون رئيس الحكومة”.

وهاجرت عائلة ليبرمان إلى إسرائيل عام 1978، وتعلم اللغة العبرية وخدم في الجيش الإسرائيلي، قبل أن يحصل على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة العبرية في القدس.

وخلال دراسته في الجامعة العبرية، عمل حارسا في ملهى ليلي في القدس، قبل أن يتم تعيينه مديرا عاما لهذا الملهى، بعد عام من بدء عمله.

وفي الفترة ما بين 1993-1996 عمل مديرا عاما لحزب “الليكود” قبل أن يتولى منصب مدير عام مكتب رئيس الوزراء، نتنياهو آنذاك، لمدة عام.

واستقال ليبرمان من حزب “الليكود” في العام 1997بعد اتهامه للحزب بتقديم تنازلات سياسية للفلسطينيين.

وفي العام 1999 أسس حزب “إسرائيل بيتنا”.

**طرده من حكومة شارون

في أواسط العام 2004، تولى ليبرمان منصب وزير البنى التحتية، في حكومة أرئيل شارون (رئيس الليكود وقتها).

وبسبب معارضته خطة الانفصال الإسرائيلي عن قطاع غزة، طرده شارون من الحكومة.

وتولى ليبرمان حقيبة “الخارجية”؛ وكان آخر منصب تقلده هو وزير الدفاع الذي استقال منه في العام 2018، احتجاجا على توصل الحكومة الإسرائيلية إلى اتفاق تهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

الأناضول

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com