الأحد , نوفمبر 24 2024 | 6:47 ص
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / إلى متى هذا النهج ؟

إلى متى هذا النهج ؟

فيلادلفيا نيوز

بلال الطوالبة/ دبي

 

رغم استياء الشعب من ممارسات الحكومة ونهجها القائم ، والامتعاض من سياستها المتبعة في كيفية إدارة المرحلة التي تمر بها الدولة ، إلا أن حكومة ” الملقي ” تلقى قبولا كبيرا في مؤسسة القصر ، مما جعلها تصم مسامعها عن الحناجر الكسيرة التي تقف في كل مرة بقائمة من المطالبات والانتقادات ، ورأس البلاء هو مباركة القصر للنهج الحكومي القائم الذي أعطى البطاقة الخضراء لهاته الحكومة .

ونحن كشعب حر لا ننكر الجهود الجبارة للحكومة المفروضة علينا قهرا ، فقد حاولت تخفيف حالة الاحتقان في الشارع الأردني من خلال التحدث وأثارة العديد من القضايا التي ليس لها الأولوية على الساحة الأردنية والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وكعادته ساهم الفشل الذريع لمجلس النواب وهشاشة موقفهم في تعاطيهم مع قضايا أبنائهم وأخوتهم ” إن صح قول هذا ” بتفشي الحكومة وتطاولها على الشعب .

وما قيام صاحب الولاية بزيارة المساجد والصلاة مع عامة الشعب الا ليظهر للأردنيين أنه قريب منهم يشعر بما يشعرون ، حتى هذه الحيلة لم تعد صالحة للتطبيق على الشعب ، وبينت الرسالة التي نقلها له أحد المصليين والتي تعكس رأي شريحة كبيرة من الأردنيين والتي مفادها ” صلاتك وحجتك لا تساوي شيئا إن بقي الحال على ما هو عليه ” . فالحكومة تعي تماما أنه ليس لها أي قبول وأن السير في برنامجها الحالي لن يولد إلا المزيد من حالة الأحتقان الشعبي والتي ستفضي إلى ما لا يحمد عقباه .

على الجانب الاخر مر على الأردنيين زمرة من مدعين الإصلاح وكان على رأسهم دعوة النائب محمد نوح القضاه وحثه الأردنيين عن الامتناع عن دفع الضرائب ، كإجراء أحترازي ضد ممارسات الحكومة وتغولها على جيب الموطن ، ولعل النائب نسي أنه مشرع ومراقب فبيده وبيد أقرانه مصير هذه الحكومة ، ونسي النائب المديح الذي قاله لهم عند منح الثقة واتهامة لشرائح دون رتبة المعالي بالفساد .

وما دعوته هذه الا لشر أراد به الأردن وأهله . وعلى النقيض تماما يظهر صاحب مشروع الخصخصة باسم عوض الله ليتحدث عن الإصلاح السياسي الخاص والذي يجب أن ينبع من الداخل ويتواكب مع طبيعة وخصوصية المجتمعات وعادتها وتقاليدها ويؤكد بأن قيام الثورات هو نتيجة للأوضاع الأقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب ، وهو يشير إلى أن الجو العام في الأردن قريب من الأنفجار .

ونسي الرجل أن ما يعانيه الشعب الأردني هو نتيجة الاجراءات الإقتصادية التي قام بها الرجل عندما كان قائم عليها . يعي المواطن الأردني أن المنطقة من حوله تشتعل وأن موقع الأردن ضمن مربع النار لا يخدم المسؤلين ، كما يعي المواطن أن الأمن أولوية والحفاظ على الاستقرار الداخلي هو مطلب شعبي ، ولكن أن ينتهج المسؤول نهج الترهيب في تمرير قرارات لا تخدم المصلحة الأردنية تحت ذريعة إما الخضوع وإما مصير الجوار ، فهذا أمر غير مقبول عند كافة شرائح الشعب .

يصر القائمون على شؤون الشعب الأردني ، من خلال اجراءاتهم وسلوكياتهم المتبعة في أدارة البلاد إلى تقسيم وتقليب شرائح الشعب على بعض ، ولعل تقمص رئيس الوزراء الفكر ” السيسي ” في تمرير أمر معين وكان آخرها عودة النفع على الخزينة جراء رفع رواتب الدرجة العليا لن يمر بسلام فالشعب الأردني لم يعتد الإدمان بعد ، ولم تصل الثقافة لدى الشعب بمستوى ثقافة ” السيساوية ” وإن اقترب الفكر السيسي من فكر أصحاب القرار في الأردن .

دولة الرئيس كنا قد كتبنا في مناسبات سابقة ، بأن المرحلة حرجة جدا وأن تسيير شؤون العباد والبلاد يحتاج إلى الكثير من الكد والجهد ، وتنفيذ الحق وتطبيق العدل ، وضمان الحقوق ، وأن الأردن والشعب الأردني أكبر من كل المناصب وأكبر من كل الألقاب فالمجاملات لن تفيد والتغاضي عن مكامن الفساد والمفسدين لا يفيد ، وأن الزمن لن يرحم ، وأن الشعب إذا تيقن بأنه لم يعد بمأمن على أهله وماله ووطنه سيخرج عن حالة الصبر التي يغصب نفسه عليها.

ولعل ما قام به الأخوة الصحافيون من اختيار مجلس نقابة يخالف تطلعات ورغبات المسؤلين إشارة منهم على أن الخروج عن إراداتكم وتطلعاتكم ليس بالأمر الصعب . اليوم أجدد لك ولفريقك الدعوة لأن تتنحى فالأردن مليئ بالقدرات القادرة على تجاوز المحن لا ضير إن كنت غير قادر على إدارة المرحلة والعبور بالبلاد إلى الأمان ،،،

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com