الأحد , نوفمبر 24 2024 | 4:17 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / ايمانيويل ماكرون من كرسي الدراسة الى قصر الرئاسة الفرنسية

ايمانيويل ماكرون من كرسي الدراسة الى قصر الرئاسة الفرنسية

فيلادلفيا نيوز

ثامر محمد العناسوه

يدرك الجميع ان الحب يتشكل من مسار أو رحلة طويلة من الزمن يقطعها شخصين معا في مواقف الحياة في علاقات اجتماعية و سياسية  تعد ولا تحصى مثل العلاقات العائلية و اماكن العيش و الأصدقاء و بعض المهن، الا ان رحلة ماكرون و زوجته بريجيت تخطت كل التحديات و المصاعب ليصل بهما المطاف من كرسي الدراسة الى كرسي الرئاسة “الايليزيه” قصة حب ايمانيول ماكرون و بريجيت وصفت بأنها غير عادية علاقة استثنائية زوجان خارج نطاق المألوف زوجان بمعنى الكلمة بهذه الكلمات بدأ ماكرون حديثه في يوم الاحتفال بذكرى زواجهما، فعامل السن بينهما لم يقف عائقا و حائلا بينهما فحبه لمعلمته ولد معه منذ ان كان عمره 15 عاما، هذا التلميذ لطالما كان متميزا ذكيا طموحا بالوصول لقلب معلمته و اقناعها بنفسه و بصدق حبه لها رغم صغر سنه، وتقول بريجيت انه أظهر علامات النضج كالبالغين ولم يتصرف كالمراهقين بل كان على قدر عال من المسؤولية و التفكير، و ان لم يكن يتحلى بهذه الصفات فكيف استطاع ان يوقع معلمته التي تكبره ب 24 عاما بحبه و تتزوجه مؤكدة بريجيت “انها انبهرت كليا بذكاء هذا الصبي” و الغريب بالقصة انه عندما علم والدا ماكرون بالأمر طلبا من بريجيت الابتعاد عن ابنهما حتى يبلغ سن 18 عاما و كانت اجابة بريجيت صادمة “لا استطيع ان اعدكما بأي شئ”، مخاطرة ماكرون بحبه من بريجيت بعمره الصغير و تحديه بالزواج منه هو نفس السيناريو بمخاطرة خوضه للانتخابات الرئاسية الفرنسية كأصغر رئيس منتخب في تاريخ الجمهورية الفرنسية ووصوله لسدة الحكم، فقبل عام واحد فقط كان ماكرون وزيرا في حكومة احد أقل الرؤساء شعبية في فرنسا و قد نجح بهزم خصومه من اليمين الوسط و يسار الوسط و اليمين المتطرف، استطاع تحدي اقوى المرشحين و العريقين في السياسة الفرنسية بمثل  الاصرار و الذكاء و العزيمة بالحب و بالزواج من بريجيت و بمثل التهديدات التي تعرض لها في سن 39 عاما في وسائل الاعلام و  الحملات الترويجية واسعة النطاق في التهديد الاول بحبه لبريجيت فلقد كان تهديد غير آمن بمستوى سن ماكرون و انه زواج لا يحتمي تحت أي مظلة سواء أكان نظام عائلة او النظام الاجتماعي و الثقافي . ورد في كتاب المدح بالحب للكاتب آلان باديو انه كان يوجد موقع شهير مختص في مجال الدعاية و المسمى ميتك:meetic”” لتنظيم المواعيد الغرامية في باريس، وأبرز شعارتها” لعبة الحب و الحظ” أحصل على الحب من دون أن تنتظر الصدفة، فهل كانت قصة حب ماكرون من بريجيت صدفة ووصوله الى كرسي الرئاسة صدفة أم حظ أيضا؟؟؟؟؟

و استنادا لما سبق نصت دعاية الجيوش الامبريالية أن المخاطر سوف تلحق بالاخر فلو انك تدربت تدريب جيدا على الحب متبعا قوانين الامان المعاصرة لن تجد صعوبة في دحر و نبذ الشخص الاخر في حالة وجدته غير مناسب لك، و أوضح قائلا هنا استطاع ماكرون و بكل ثقة مواجهة المرشحين و على سبيل المثال احد اقوى المرشحين زعيمة الجبهة الشعبية ذات الارث السياسي مارين لوبين و دحرها و هزيمتها فهل الفضل يعود لبريجيت فلقد تلقى ماكرون تدريبا جيدا على الحب معها  و المخاطرة منذ ان كان صغيرا فهو لم يخشى احد المرشحين، مع العلم انه كان بمقدوره الترشح عن الحزب الاشتراكي لكن بدهائه و ذكائه تيقن مبكرا، ان الحزب أصح منتهي الصلاحية منهك تماما و متدني شعبيا، غير قادر على العطاء في الوقت الحالي بعد أن أمضى عشر سنوات في الحكم و بالتالي سيواجه ماكرون بعض الاشكاليات و العقبات في ايصال برنامجه و رسالته للناخب الفرنسي، فسارع ماكرون قبل اعلان ترشحه للانتخابات الفرنسية الى مسقط راسه بمدينة “اميان” شمال فرنسا باطلاق “حركة الى الامام”، و هي حركة سياسية لا يمينية ولا يسارية لتكون وجهته السياسية الجديدة في فرنسا نحو قصر الايليزيه الذي وصل اليه في العام الموالي بعد فوزه في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بأغلبية الاصوات و تم تغيير اسم الحركة لتصبح ” الجمهورية الى الامام”، و تعهد ايمانيول ماكرون خلال حملته الانتخابية قبل فوزه بالانتخابات باحترام جميع الديانات بما فيها الاسلام، فالاسلام بالنسبة له لا يطرح أي اشكال في فرنسا شأنه شأن بقية الديانات بل ان مكانته محفوظة باعتباره ثاني الأديان في البلاد لا تستدعي  مراجعة قانون الفصل بين الدين و السياسة الصادر  عام 1905 و الذي وضع أسس العلمانية في فرنسا الحديثة، فهل سيوفي ماكرون بوعوده بمثل ما عاهد بريجيت انه سيتزوجها يوم من الأيام و قد أوفى بوعده و تزوجها بالفعل، في نهاية هذه المقالة لا بد أن نضع في اعتبارنا ان اجراء الحب ، مثل العديد من الاجراءات الحقيقة لا يتصف بالسلام الدائم، يمكن أن يتشكل من شجارات عنيفة و معاناة و انفصالات قد نتجاوزها و قد لا نستطيع، و يجب ان نعترف انها خبرة من اكثر الخبرات ألما في الحياة الشخصية لأي فرد، لكن استطاع ماكرون و بريجيت ان يتجاوزوا كل تلك العقبات التي قد تكبح جماحهم و توقف مسيرتهم ، فها هو يٌعدبخطابه بأن تكون فرنسا قوية،و يطمح الى اعادة ثقة الفرنسيين بأنفسم، فالمحب يكره الانعزال و الانقسام عن مجتمعه، و تعهد أيضا بالعمل على اصلاح سياسي كبير لفرنسا و كذلك تعهد باللإفاء بالتزاماته التي وعدها أبان حملته الانتخابية فهو الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة، بهذه العزيمة و الاصرار و الوفاء استطاع ماكرون تخطي الصعاب و العقبات،   فهل كان وصول ماكرون و بريجيت سويا “للايليزيه” حلم يروادهم طوال تلك السنيين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟سؤال برسم الاجابة

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com