فيلادلفيا نيوز
بلال الطوالبة
بعد أن أطل علينا صاحب الولاية ورئيس ديواننا العامر في رداء الإحرام عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف حيث كانت السكينة والرحمة تتغشاهم ، فرح الشعب الأردني من صنعهم فالعمرة في رمضان شرف يناله المسلم لها ما لها من الأجر والثواب عند الله ، ولأن أبواب السماء مفتوحه والشياطين مصفدة كانت أولى بشائر العمرة خفض أسعار المحروقات على الشعب رغم تدني أسعارها بصورة كبيرة عالميا ، فالفلسات التي أمر صاحب الولاية خفضها من أسعار المحروقات جعلت الشعب الأردني يستشعر عظمة فعلة صاحب الخير في شهر الخير .
توالت بشائر العمرة على الشعب ولم يكتفِ صاحب الولاية بالدعاء للشعب الطيب بعمومه ، فخص فلذة كبده فوزي الثاني بدعاء رصين من الحرم المكي ، جعله مديرا في الملكية الأردنية ، بعد أن تم تعيين الألماني الذي فشل وسقط في قيادة خطوط برلين ، على رأس طيران عالية سابقا ” الملكية ” حديثا .
ألجمت الهيئة العامة التي ظهر عليها صاحب الولاية العديد من النقاد والمنتقدين ، فحالة الرهبة والخضوع التي ظهر بها الرئيس جعلت الشعب الأردني يبرر القرارات التي وصفت بالكارثية فيما سبق ، فالاعتماد على جيب المواطن لسد عجز الموازنه التي أثقل كاهلها مخصصات المسؤولين بات أمرا غير مقلق للشعب ، لقناعة الأردنيين أن المسؤولين هم من أهل الله ، وأن عمرة المسؤول الأردني ستأتي بثمارها على الشعب فبركات عمرة صاحب الولاية ما زال الشعب يتنعم بها ، ولعل أهمها قيام النائب خليل عطية بالتخلي عند دوره الرقابي والتشريعي وتشريب المناسف وانزاح للدفاع عن احقية فوزي الملقي بالمنصب الجديد ، رغم أن الكثير من الممتعضين بينو أن المدة الزمنية والتسلسل الاداري لفوزي الملقي لا يؤهله لمثل هذا المنصب ، إلا أن دعوة الأب لا ترد وخاصة عندما تكون في الحرم المكي ، فقدرة الله اعظم .
مع بداية الشهر الفضيل وارتفاع الأسعار بشكل لافت ، ولعل ارتفاع أسعار الدواجن غير مبرر ، جعل موائد الإفطار للطبقات البسيطة من الأردنيين تخلو لأيام من هذا الصنف ، رغم التحذيرات من الجهات الرقابية على أن الأسعار ستبقى ثابته ولن يتم التلاعب بها ، إلا أن اسعار الدواجن لم تبقَ على حالها فشحها من الأسواق أدى إلى ارتفاع أسعارها ، تباحث الشعب عن سبب شح الدواجن ليفجع الجميع بأن الموكل باطعامهم اللحوم والدواجن قد تاجر بأرواحهم فأطنان من الدجاج الفاسد غزا أسوقنا ، دجاج الوطنية الذي تعود ملكيته لحجازي وغوشه ، وهو المورد الأول والأوحد للحوم في المملكة ، يتاجر بأرواح الشعب الأردني ، فالطمع والجشع ليس هما العاملان الوحيدان لهذا التصرف فالعائلتان حجازي وغوشة غير أنهم أصهار يملكون من الثروات ما لا يعد ويحصى ، ولهم من المراكز التجارية العديد ، إلا أن ضعف الرقابه وتجاوز القوانين والأنظمة التي يعتقد أمثال حجازي وغوشة أنهم فوقها ، هي ما دعت وسولت لهم المتاجرة بأرواح البشر ، اللافت للنظر أن المشرع خليل عطية لم يتطرق للموضوع ولم يمارس أي دور رقابي كما وكل نفسه محام دفاع عن تعيين فوزي الملقي .
كل ما يحدث على الساحة الاردنية من تجاوزات يقوم بها المتنفذين ، جاءت نتيجة لمواربة ومحاباة الفاسدين وتطبيق القانون على الصغار ، أما الهوامير فهم محميون معصومون برعاية رسمية ، لعل ماحدث من الجرأة والشجاعة التي أظهرها محافظ العاصمة بالكشف عن أسماء المتورطين وطلبهم إلى المدعي العام مغفورون ، خففت من حالة الغليان في الشارع الاردني .
ويبقى السؤال ماذا بقي للمواطن الأردني على أرضه ؟ فالقرارات الحكومية غير مسؤولة جلبت الويلات للمواطن الأردني ، ولعل المواطن صار لقمة سائغة للجميع فلم يعد يأمن على طعامة أفاسد هو أم صحي ،
وصاحب الولاية ما تزال صورته في ملابس الاحرام لا تغادر مخيلة الأردنيين .