فيلادلفيا نيوز
مع تزايد استخدام شبكات الإنترنت في مختلف شؤون الحياة، وكونه أصبح ضرورة لا غنى عنها، تزايدت بالتوازي معه عمليات البحث عبر المواقع المختلفة.
أحد أهم وأخطر هذه المجالات هي المجال الطبي؛ إذ أخذ العديد من المستخدمين حول العالم يعتمدون على المعلومات التي تقدمها المواقع الإلكترونية، وتطبيقات الهواتف الذكية المتخصصة في مجال الصحة والأمراض بدرجة كبيرة، كمصدر رئيسي ينهلون منه معرفتهم ويتشكل بناء عليه وعيهم الصحي.
ومن منطلق كون الإنترنت قد صار أحد أهم وسائل الإعلام، التي يتم الحصول منها على المعلومات الصحية، بات لزاماً التحقق من مدى صحة هذه المعلومات، التي يتسم الكثير منها بعدم وضوح مصداقيته؛ تفادياً لما قد تُعززه من معتقدات خاطئة، ونتائج أخرى لا تُحمد عُقباها.
في دراسة أجرتها عدة جامعات متخصصة بمدينة سول في كوريا الجنوبية، قام الباحثون بتحليل المعلومات الصحية التي يقدمها 120 موقعاً إلكترونياً، عن حساسية والتهابات الأنف والتهابات الجيوب الأنفية.
ووُجد أن غالبية هذه المواقع لم تُقدم لزوارها المراجع المناسبة للمعلومات التي تنشرها، بالإضافة لعدم ذكر تنبيهات عن الأضرار الجانبية للأدوية المذكورة، كالمخاطر المحتملة والأخرى التي لم تُجر دراسات كافية للتحقق منها.
دراسة أخرى، فحص فيها باحثون بقسم العدوى وصحة السكان التابع لإحدى جامعات المملكة المتحدة 87 تطبيقاً على متاجر جوجل وآبل للهواتف الذكية، مختصة بتقديم معلومات حول الأمراض المنتقلة جنسياً والعدوى التناسلية.
جاءت النتائج أن 13 تطبيقاً فقط منها كانت معلوماتها دقيقة بالكامل، 46 تطبيقاً كانت معلوماتها غالباً دقيقة، وفي 28 تطبيقاً كانت دقيقة جزئياً.
علاوةً على أن 25 تطبيقاً منها احتوت على أكثر من معلومة أو نصيحة من المحتمل أن تكون ضارة.
وكشفت دراسة قامت ببحث العلاقة بين سعي المريض في الحصول على معلومات طبية عبر الإنترنت، ودرجة التوافق بين المريض وطبيبه، والامتثال لتعليماته، عن وجود علاقة إيجابية هامة بينهما.
ويشمل التوافق بين المريض وطبيبه، الاتفاق المتبادل بينهما حول ما يتعلق بالمشكلة الصحية لدى المريض، ونظم العلاج الموصى باتباعها من الطبيب.
لا شك أن المرضى المتعلمين، ومن يمتلكون درجات أعلى من المعرفة حول وضعهم الصحي، تزداد درجة التوافق بينهم وبين الطبيب المختص حول وضعهم الصحي والعلاجي.
لذا فإن توافر معلومات طبية لدى المريض حول حالته، قد يؤدي لاتخاذ قرارات بشأن علاجه مبنية على كل من معرفته الخاصة، بجانب معرفة الطبيب، إلا أنه قد يحدث تباين في المعلومات لدى كلا الطرفين، وتختلف المعلومات المتصورة عند المريض عنها لدى الطبيب.
لكن لا يجب أن يقلق الأطباء، فوفقاً للدراسة، درجة وعي المريض تؤثر بدرجة ضعيفة على التوافق.
العامل الأقوى الذي يؤثر على درجة التوافق بين الطرفين هو جودة ومهارة الطبيب، وهذا هو ما يجب أن ينشغل الطبيب بالعمل على تطويره.( هافنغتون بوست عربية)