فيلادلفيا نيوز
تدعم الصين القضية الفلسطينية العادلة دعمًا متصاعدًا متواصلًا، ومن أجل تحقيق أهم شرط من شروط صمود الشعب العربي الفلسطيني، جمعت الصين 14 فصيلًا فلسطينيًا في بكين، وقّعوا يوم 23 تموز 2024 “إعلان بكين ذي النقاط الثمانية” القاضي بإنهاء الانقسام وتبني “حكومة مصالحة وطنية مؤقتة”.
وتنطلق الصين في مقاربتها الاستعصاءات والمعيقات في وجه حركة التحرر الفلسطينية، من تجربتها المريرة والناجحة في تحقيق شروط الصمود والنصر على اليابان، التي احتلت الصين في الفترة من سنة 1937 إلى سنة 1945.
كانت الصين تعاني من حرب أهلية دامية طويلة الأمد، بين الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسي تونغ، وقوات الوطنيين (الكومنتانج) بقيادة الجنرال شيانج كاي تشيك.
سهّلت الحربُ الأهلية الصينية الشرسة، مهمةَ اليابانيين الذين استغلوها لاحتلال الصين، دون أن يواجهوا مقاومة مؤثرة.
كان من أبرز وقائع تلك الحرب، مذبحة شنغهاي التي ارتكبتها قوات كاي تشيك ضد الشيوعيين يوم 12 نيسان 1927 وراح ضحيتها عدة آلاف من الشيوعيين.
استحوذت الحرب الأهلية الصينية على الجهود والطاقات والبرامج الصينية كلها، لصالح بقاء وديمومة واسترخاء الاحتلال الياباني.
لكن قيادة ماو تسي تونغ الفذة وبصيرته الثورية دفعته إلى التسامي على جراحه، فطلب فتح حوار مع أعدائه جماعة كاي تشيك، لتأجيل الصراع الآيدولوجي الصيني- الصيني، لصالح الصراع الجذري مع المحتل الياباني.
لم يستجب الجنرال كاي تشيك، الذي كان متفوقًا إلى درجة كبيرة، لنداءات الوحدة الوطنية، مما أدى إلى سخط في مختلف أنحاء الصين، وخاصة بين جنرالاته العظام وأبرزهم تشانغ زوليانغ ويانغ هوتشنغ اللذين خطفا الجنرال كاي تشيك واعتقلاه وأجبراه على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أعدائه الشيوعيين.
أسفرت المفاوضات بين «الإخوة الأعداء» ماو تسي تونغ وشيانج كاي تشيك، عن توقيع اتفاقية وحدة وطنية في كانون الأول عام 1936، أرجأت الصراع الثانوي لصالح الصراع الرئيسي مع الاحتلال.
أسهمت اتفاقية الوحدة الوطنية الصينية في تحقيق النصر النهائي على الاحتلال الياباني. وبعد ذلك عاد كل طرف إلى حمل السلاح لحسم الصراع الآيدولوجي على نمط حكم الصين.
انتهت الحرب الأهلية الصينية التي استمرت متقطعة من عام 1927 الى عام 1949، بسقوط جميع الأراضي التي يسيطر عليها رئيس الحكومة الوطنية شيانج كاي تشيك، في قبضة الحزب الشيوعي الصيني، فانحسر حكمه ونفوذه في ما يعرف اليوم بجمهورية تايوان.
بدون جبهة وطنية ما في مقاومة !!
