الأربعاء , مارس 19 2025 | 7:54 م
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : “ترامب يحكي وعاقل يسمع” :..

رايق المجالي يكتب : “ترامب يحكي وعاقل يسمع” :..

فيلادلفيا نيوز

 

العاقل فقط وليس الخبير في السياسة أو ألاعيب الإعلام ونهج الجزيرة يعرف أن الأمر واضح والرد جلي في مشهد قسمت فيه الأدوار كالتالي:

*-جلالة الملك يعرض عنوانا واحدا بخصوص تصريحات وخطة الرئيس الأمريكي (سأعمل ما غيه مصلحة بلدي) والعالم كله يعرف السياق ويعرف الموقف المعلن رسميا وشعبيا للأردن وقيادته ويعلم أن المسألة تتعلق بوجود وطن مستقر أو لأ.

*-جلالة الملك يحيل الأمر كله إلى الدائرة العربية لأن هناك إتفاق عربي وموقف واحد من قضية التهجير قد افرزته إتصالات عربية قبل الزيارة لا يتم الإعلان عنها بتفاصيلها فيبين فقط أن الرد عربي وليس فقط أردني فيشير إلى ذلك بأن هناك قمة عربية الأردن مدعو لها ” العرب سيقدمون ردهم وخطتهم في هذا الموضوع” .
*-جلالة الملك فور خروجه من البيت الأبيض يطلق تغريدات على حسابه عبر منصة إكس تبين موقف الأردن تحديدا الرافض للمبدأ من الأساس بعبارات مباشرة ويقول أيضا أنه أكد للجانب الأمريكي هذا الرفض بطرق عدة ولغة أخرى وقال أيضا” مصلحة الأردن وحماية الأردنيين عندي فوق كل اعتبارا ” وهذا موقع (إكس) منبر عالمي تعلن فيه المواقف السياسية وقد نزلت هذه التغريدات فور خروج جلالته من البيت الأبيض مع أن جلالته خرج وتوجه للكونغرس لإجراء لقاءات ومباحثات عديدة أي أنها كانت تغريدات معدة مسبقا لتنشر فور إنتهاء اللقاء مع الرئيس ترامب.

*-وزير الخارجية الأردني الذي يمثل رسميا الدولة الأردنية ومواقفها السياسية الرسمية يطلق تصريحات واضحة يبين موقف الأردن ويبين وجود خطة عربية فلسطينية لأعمار غزة دون تهجير أهلها واطلقت التصريحات فور انتهاء جلالة الملك من لقاء ترامب وقبل بدء لقاءات الملك في الكونغرس.

*ـجلالة الملك يطرح موضوع استقبال ٢٠٠٠ طفل مرضى للعلاج في الأردن ليبين أن الأردن لم ولن يتخلى عن دوره العربي والإنساني تجاه غزة وهذه المبادرة للإشارة إلى البعد الإنساني عندما يكون الحديث عن “أطفال” و”مرضى” وهذه رسالة للعالم والإنسانية بأن الدور الإنساني هو أولوية وواجب أردني وما دام موضوع رفض التهجير محسوم لدى الأردن فلا مانع لديه أن يدخل مليون غزي لتلقي العلاج ثم العودة لوطنهم فالواقع أصلا يقول إن تقديم الخدمة الطبية والصحية في ميدان غزة شبه مستحيل ، فهذه المبادرة إشارة إلى الأولويات الإنسانية التي يجب أن يفكر بها العالم وأولهم الأمريكان.

في هذه المبادرة كان جلالة الملك يقول للعالم أننا لنا واجب من منطلقات إنسانية وأخلاقية ولكن خطة ترامب غير إنسانية وغير أخلاقية ، فجلالته أمام العالم طرح مبادرة الاطفال المرضى في دعوة للعالم للمقارنة بين طرحين الأول (استعماري تجاري لا علاقة له بالإنسانية أو بالقانون الدولي الإنساني) والذي يقابله الثاني كطروحات أردنية ( إنساني قانوني يعبر عن القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وعن الإنسانية مع كونه الموقف الطبيعي الذي هو مسؤولية أي دولة جاره ودولة عربية تجاه أبناء جلدتها وهو الدور الذي تمارسه الأردن دائما داخل فلسطين وخارجها ).

هكذا يقرأ المشهد في زيارة جلالة الملك وهكذا وزعت الأدوار ووزع الوقت وتنوعت طرق الرد بما يوضح موقف الأردن الثابت وهذا أيضا تحميل للأنظمة العربية كافة مسؤولياتها أمام شعوبها وأمام العالم فطبيعي أن الأردن وحده ليس هو المكلف بالرد الشامل والكامل عن الأمة العربية وليس هو المفوض بأن يخوض معركة سياسية وحده.

فعبارات جلالة الملك منتقاة بعناية حسب الزمان والمكان والموقف وأيضا توزيع الأدوار.

والغبي غباء مركبا فقط الذي ينسى أو يفكر بأن إستقبال ملايين أو مئات الألوف لدولة أمر قد تخفيه دولة أو تمرره بطرق تخدع الشعوب وكأن الأمر تهريب (علبة سيجار) من خارج الدولة إلى داخلها دون دفع الضريبة والجمارك.

والغبي التافه السفيه أيضا الذي يعتقد أن دولة تجيش كل إمكانياتها وتعبيء الشعب والمؤسسات لرفض سياسة وقرار أو سيناريو ثم تطبق هذا السيناريو وتقبل به بعد ذلك وكأن الداخل والشعب (صم بكم عمي) وكأن الشعب يحرك بالريموت كنترول بكل أطيافه وفئاته ليردد فقط ما يقال له..؟!؟!؟؟.

ولمن لديهم ذاكرة أبعد من ذاكرة السمك سيتذكرون أن ترامب في ولايته الأولى طرح صفقة القرن وصور للعالم أن جميع الدولة العربية وعلى رأسها الأردن موافقة ومشاركة في هذه الصفقة وكذلك فعلت قناة الجزيرة والواقع في حينه أثبت أن الأردن ربما وحده كان العقدة في منشار الصفقة وترامب وأن الضغوط مورست على الأردن لدرجة عزله سياسيا رغبة في تجاوزه ولكن الأردن صمد وفشل تطبيق الصفقة من بوابة صمود الأردن إلى جانب الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته.

موقف الأردن الذي مثله جلالة الملك ووزير خارجيته معا بتنسيق وتقسيم أدوار لا لبس فيه ولكن وسائل الإعلام كالجزيرة وغيرها طبعا لديها أساليبها الإعلامية في عرض المشهد وفقا لأجنداتها فالجزيرة مثلا لم ولن تقدم مادة إعلامية لا تقول أن زعامة الأمة وأن الجهاد والنضال السياسي والدفاع عن الإنسانية والقومية والإسلام والمسيحية لغير دولة قطر ، والجزيرة طالما كان نهجها التشكيك بمواقف كل الأنظمة العربية وإظهار السوبرسياسة القطرية فقط.

لا أحد ينكر دور قطر ولكن ذهنية التفرد بتقديم الخدمات الجليلة للأمتين وذهنية تزعم دولة قطر لكل نشاط سياسي أو إنساني هي المسيطرة على الأداء المهني الإعلامي للأمبراطورية الإعلامية القطرية.

أبو عناد

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com