الثلاثاء , ديسمبر 24 2024 | 3:10 ص
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : الإسم الأبرز والقيادة الانتقالية السورية (أحمد الشرع)

رايق المجالي يكتب : الإسم الأبرز والقيادة الانتقالية السورية (أحمد الشرع)

فيلادلفيا نيوز

قرائتي وتقييمي الشخصي لرئيس هيئة تحرير الشام كسياسي لا كمعارضة عسكرية أو (ثورجي) :

فكر سياسي ناضج جدا ولا يمكن أن تكون تصريحاته وردوده عبر اللقاءات آلتي أجريت معه تصدر ممن لا يؤمن بما يقول فحتى طريقة الرد وصياغته تؤكد أن المتحدث فاهم ويعرف ما يقول ومؤمن به وليس مجرد حافظ لكلام يقصد منه المناورة السياسة.

رأيي الشخصي ان هذا الرجل ناضج سياسيا وفكريا استنادا لفكر وثقافة إسلامية صحيحان ومستنبطة من نهج النبوة ومنهجية الرسول صلى الله عليه وسلم في بناء المجتمع الإسلامي السليم.

رسولنا الكريم وشريعته التي شرعها لأتباعه قامت على نشر الرسالة السماوية وفق تدرج منطقي وهذه الشريعة لأنها مصدرها خالق السموات والأرض ورب العباد فقد مرت بمراحل راعت طبائع البشر وطبيعة المجتمعات التي تريد إخراجها من الظلمات إلى النور ثم بنائها بناء صحيح.

لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم في قومه ويهبط عليهم من غار حراء ليطبق عليهم الأحكام النهائية لشرع الله ،فلم يتجه سيدنا محمدـ صلى الله عليه وسلمـ إلى الكعبة أو بيوت بني هاشم ليحطم الأصنام ويمنع عشيرته وأهل مكة من شرب الخمر والتعامل بالربا ومحرمات أخرى حرمها الإسلام تدرجا في القرآن الكريم الذي نزل منجما ومتدرجا أيضا لإتمام رسالة السماء .

لقد جاءت رسالة محمد ـصلى الله عليه وسلم ـ لتبدأ في معالجة أولويات كان أولها (اخراج قومه في مكة) (من الظلمات إلى النور) ودعوتهم ( للتوحيد) ثم أمر من اتبعوه وأمر قومه بترك ما كان يصنع مجتمع الجهل والظلم ويأكل فيه القوى الضعيف فكانت الفترة المكية من تنزيل القرآن ودعوة النبي تركز على (بناء عقيدة المسلم السليمة) فقط.

ثم تغير النهج وبدأت مرحلة جديدة من الرسالة بعد الهجرة في المدينة المنورة (يثرب) بالبدء في تهيئة مجتمع يثرب حتى يتم بناء مجتمع جديد على قواعد الدين وشريعة محمد ـصلى الله عليه وسلم ـ فلم يدخل ـعليه السلام ـ (يثرب) فيتجه في اليوم التالي ليقاتل يهود يثرب الذين كانوا يملكونها ويحكمونها بل عقد معهم المواثيق ونظم العلاقة بينهم وبين بقية مجتمع يثرب فلم ينقض حتى نقضوا هم وناصبوه العداء فقاتلهم وأخرجهم منها ، وبين مكونات يثرب من قبائل عربية كان أن (ألف بين الأوس والخزرج) وجمعهم على الإسلام ونبذ أي نوع من العنصرية القبيلة “دعوها فإنها منتنة” ومع هذا ايضا كانت (المؤاخاة) بين المهاجرين والأنصار.

وكذلك لم يجند المسلمين من أتباعه في بداية الأمر ليخرجوا لقتال المشركين من قومه في مكة أو بقية القبائل العربية ولم يعلن- عليه الصلاة والسلام ـ النفير والاستعداد للقتال إلا بإذن ربه ـ عز وجل ـ ولكن بعد أن اكتمل بناء مجتمع المدينة ونظمت شؤون الناس في كل جانب.

ثم عاد أول مرة من مداخل مكة بعد أن عقد اتفاقا مع أهل مكة وسادتها بأن يتوقف القتال بين الطرفين لعشرة أعوام وأن يعود في العام الذي يلي عام الإتفاق ليدخل ومعه المسلمون معتمرين ويقيموا في مكة ثلاثة أيام ثم يعود ـ صلى الله عليه وسلم ـوالمسلمون إلى المدينة ، ولم ينقض أيضا حتى نقضوا فعاد إلى مكة المكرمة فاتحا.

وبين هجرته ـ عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ـ ودخوله مكة فاتحا كان (التزيل الحكيم) قد استمر منجما متدرجا في بيان أحكام الشريعة وفي بيان الحلال البين من الحرام البين المنهي عنه قطعا.

هذا هو نهج الرسالة المحمدية في بناء المجتمع الإسلامي وتأسيس دولة الإسلام لتنشر الرسالة السماوية الخاتمة للرسالات ولتبسط بحكم الإسلام الصحيح عدالة السماء على الأرض وبين البشرية جمعاء.

وأنا شخصيا ومن خلال قرائتي لهذه الشخصية القيادية في سوريا وفي هذه المرحلة وقرائتي بتمعن لكل ما يصدر عن رئيس هيئة تحرير الشام (أحمد الشرع) أجده فعلا ليس مجرد قائد تنظيم أو معارضة مسلحة بل يتحدث كمفكر إسلامي قد نضج فكره وغزرت ثقافته الدينية وأكتملت ثقافته السياسة فالرجل لا يتحدث من فراغ أو يقرأ في كتيب او من نصوص كتبت له ،بل ينطق عن فهم وثقافة عميقين وعن إدراك وإستعياب كامل وشامل لقواعد العصر والمرحلة وتتضح أيضا الدراسة العميقة السابقة للظروف التاريخية السابقة في المنطقة وكذلك للظروف السياسية في المنطقة والعالم.

لا أقول ما قلت لأمتدح الرجل أو لأنني اخذت بميزات شخصيته (كالكريزما) الواضحة عنده أو لأني فقط اتعاطف لنزعتي الدينية أو اتعاطف مع الشعب السوري ومعارضته وما تعرضوا له من اضطهاد وظلم وإستبداد ، بل أنا أقول رأيي وأبين ما قرأته في هذه الشخصية والتي بالتأكيد لا تنطق بآراء شخصية بحتة بل يمثل من ولوه قيادتهم وبالضرورة لم يقدمه من قدموه إلا لأنه كفؤ لقيادتهم وكفؤ للنطق بإسمهم وكفؤ لتطبيق ما أرادوه لشعبهم وأرضهم.

والقراءة ما بين السطور تقول أيضا أن هذا الرجل بالضرورة قد لعب دورا لم يظهر للعلن سابقا في نجاح عملية (المراجعة) من قبل كل التنظيمات آلتي خاضت حربها مع النظام البائد وأنه كان محوريا في عملية التنظيم وتوحيد هذه الفصائل المعارضة تحت ما عرفناه بهيئة تحرير الشام.

علينا أن نقرأ كل شيء وكل حدث وكل كلام وكل شخص أو جهة وكل مرحلة بتعمق لا بسطحية وعلى عجل ، حتى نستطيع فهم ما يدور لنحدد مواقفنا العامة كدولة ومجتمع أردني او كأفراد وأشخاص وأيضا أن نتخذ المواقف استناداً لمصالحنا الوطنية والقومية وأن لا نحاكم كل أمر أمام محاكم التفتيش ال ص ه ي و عربية.

أنا أيضا ضد تمجيد الأشخاص فالتمجيد مدعاة لتقديسهم ومدخلا بعد ذلك لتأليههم وهذا ما حصل مع النظام البائد وكذلك حصل وما زال في دول عربية ودول العالم الثالث بالعموم.

أبو عناد/ رايق المجالي

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com