الجمعة , نوفمبر 22 2024 | 12:29 ص
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : الأردنيون إلى أين…؟؟؟

رايق المجالي يكتب : الأردنيون إلى أين…؟؟؟

فيلادلفيا نيوز

 

العنوان أعلاه هو السؤال الأوحد الذي يلخص الأسئلة وكل تعليقات وتحليلات واتجاهات الأحاديث في كل شأن على الساحة وهو السؤال الطبيعي جدا أن يسأله حتى غير الأردني المهتم في شأن السياسة إذا ما كان من المراقبين والمحللين في منطقتنا العربية والإجابة على هذا السؤال لا تأتي من جهة واحدة أو شخص أو اشخاص حتى لو كانوا معنيين بالإجابة بحكم ولايتهم أو صلاحياتهم ومسؤولياتهم في هذا الإتجاه بل تأتي فقط من العقول التي لديها القدرة على النظر للمشهد بكامله وبطريقة التركيب لا التحليل وهذه العقول يجب أولا أن تتجرد وتتحرر من الأفكار المسبقة وذهنية الانحياز والتمسك بألافكار وهذا ما يعرف مهما جملناه ولطفناه بأنه (التعنت في الرأي والموقف) والحقيقة في هذا السياق تقول أن التعنت دائما مرده إلى ضيق الأفق وضحالة الثقافة وهذه قطعا مؤداها (جمود الفكر) أو (لدانة التفكير) …!

وحتى يستطيع أي عقل -لديه حد ادني من التجرد والموضوعية -من إدراك حقيقة الوجهة وسلامتها أو انحرافها يجب أن يدرك أولا أن الذي بحصل في الأردن ليس تجربة سيقاس على نتائجها الأولى ما إذا ستعتمد أو يتم الرجوع عنها بل هو تغير في نهج الحكم وإدارة الدولة وهو تغيير في بنية النظام جاء عن طريق تعديل القانون الأساسي (الدستور) وهذا التغيير أو التعديل وما سمي بالتطوير لهو إنتقال نوعي بالدولة من مرحلة إلى مرحلة لا رجوع فيه إلى الخلف ومن نهج إلى نهج مما يعني أن الدولة بدأت السير في طريق له إتجاه واحد فقط وهذا طريق إذا خطت أي دولة فيه خطوة واحدة فلا يمكن بل لا يجوز أن تقف أو تتراجع فهذا ليس فقط غير ممكن بل هو ضرب من التخبط يرقى إلى ما قد يسمى انتحارا أو تدميرا للذات فكلفة التوقف أو التباطؤ فقط هي كلفة لا تقدر دولة على تحملها فما بالنا بالتراجع فالمسألة تشبه التأسيس لبناء ضخم وبناء الطابق الأول ثم والبناة تحته يقومون بنسفه بغية التراجع فالمنطقي والطبيعي أن هذا التراجع وهذا النسف يعد دفن أنفسهم بأياديهم.

وحتى ندرك أيضا أو يتضح إتجاه المسير علينا أو على كل عقل سليم أن يدرك حقائق الواقع الأردني وهي (الظروف المحيطة إقليميا ودوليا) وفي وسط ذلك ارتباطا بها (ظروف المملكة الإقتصادية) و( كل المشاريع أو السيناريوهات المطروحة لمستقبل العالم والمنطقة) وبالرغم من سوء كل الأوضاع والظروف على كل صعيد إلا أن الدولة الأردنية وضعت خطة ونفذت خطواتها الأولى وبدأت الترجمة -بكل ما شهدناه – وهذا كله يعد الخطوة الأولى في الطريق الذي لا توقف أو رجعة فيه ،وحقيقة أخرى لا يغفلها أو لا يراها إلا الأعمى والأصم في ذات الوقت وهي حقيقة أن ما يتم العمل عليه هو ما يسمى (ثورة بيضاء) تقوم بها الدولة بنفسها على (نهج سياسي) وعلى (أساليب إدارة الدولة) ولكن أي ثورة لا تسمى ثورة أو تدرك طبيعتها إلا عند اكتمالها وعند تحقق نتائجها ففي بدايات أي ثورة فكل ما يدرك أو ما تطلق من تسميات هي (حركة)(تحرك)(حراك ) (تغيير)(تطوير) وهذه هي المصطلحات التي تستخدم وتطلق على جوانب أو على محطات أو تغيير في جزئيات أو على صعيد دون غيره ولكن نهاية كل هذه الأوصاف أو التوصيفات عندما تلتقي في خط نهاية مهما احتاجت من زمن هي مجتمعة تكمل احرف تسمية (ثورة بيضاء) لأن الثورة تكون أو تعرف بأنها (تغيير كل ما هو قائم بشكل جذري) لكن التغيير السلس والتدريجي يسمى (ثورة بيضاء) بينما التغيير المفاجيء والسريع والدموي يسمى (ثورة شعبية) لأن الشعوب فقط تغضب وتنفجر وتبدأ بهدم ما هو قائم دون خطة ودون تروي أو تدرج.

نعم لدينا ثورة بيضاء ولدينا طريق بدأنا أول خطوة فيه ولكنه طريق طويل ووعر وصعب وفي هذا الطريق -ككل طريق -بالتأكيد عقبات وصعوبات وكذلك متغيرات ومفاجآت وفي أيضا مسافات للصعود ومسافات للنزول أو الانحدار الشديد ومن الطبيعي أن يشق على السائر فيه وهو يحمل على أكتافه اشياء لا يستغني عنها وأشياء لم يستطع التخلص منها ،والطبيعي أيضا أن الركب في بداية الطريق الصعب أن يكون فيه من (لم يعرف الاتجاه ومن لم لا يعرف الطريق ومن لا يحتمل مشقة ويسقط بسرعة متعبا أو جزعا) والطبيعي أيضا أن يكون الركب كله ليس خبيرا بالطريق لكن الرهان فقط على من يقود الركب بأنه يحسن التعامل مع مفاجآت الطريق ومع الصعوبات فيه ومع مراحله ومحطاته استنادا لخبرات اكتسبت من المسير في طرق مشابهة في كل شيء.

الأردن بدأ السير في طريق بإتجاه وأحد لتنتقل الدولة من نهج سياسي وإدارة الدولة ومن بنية سياسية إلى أخرى في النظام حتى تستمر مسيرة دولة لأن الظروف الدولية والإقليمية والتغيرات في العالم قد القت على طريق أخرى صخورا ضخمة اغلقتها تماما.

وما نشهده من أشكال الضعف أو الهشاشة في تفاصيل أو من اضطراب الركب وما ينتج عن ذلك من جلبة أو ضوضاء ما هو إلا أمر طبيعي فهذه جلبة وإضراب من يشدون الرحال ويجهزون ما يلزم لمجاهيل الطريق فهناك من ينسى شيئا وهناك من لم يجد ما يحتاجه وهناك من يعتريهم الخوف الشديد وهناك من يطمع بأن يصل نهاية الطريق أولا فيزاحم على مكان في مقدمة الركب وهناك وهناك وهناك ،لكنه ركب دولة بدأ في طريق ليصل الى بر ووجهة تكون الأجواء فيها لمن يستطيع الوصول هي أجواء صحية وسليمة بالضرورة سينعم بها كل من يبقون في الركب وستصل دولة إلى بر من الاستقرار الطبيعي في كل جانب وصعيد والأهم أن تسمح تلك الأجواء على البر الآخر بأن تعمل كل أعضاء واجزاء كيان الدولة بشكل صحيح فتنتج ما لا ينتج إلا بعمل دولة وهو مجتمعي صحي بحد مقبول وحياة كريمة وآمنة أيضا بحد مقبول.

هذا طريق الأردن وهذا إتجاهه ولا رجعة قطعا عنه ولكنه ليس بالطريق الممهد المزروع في بدايته أو منتصفه بالورود والأزهار وعلى جانبيه كافة أنواع الأشجار التي تطرح الثمار.

رايق عياد المجالي/أبو عناد

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com