فيلادلفيا نيوز
دولة الرئيس المبجل الدكتور بشر الخصاونة أسعد الله اوقاتك ,,,,
بما أنك ذكرت في أحد تصريحاتك أنك ممن يحبون كرة القدم ويتابعونها حيث قلت أنك حارس مرمى قديم فإنني أنتهز الفرصة لأخاطبك بمنطق كرة القدم والرياضة لا بمنطق السياسة .
وهنا أود أن أسجل عن نفسي بأنني في البداية قد إستهجنت مقولتك ” ايام الأردنيين الأجمل لم تأتي بعد ” وكذلك كل تصريحاتك منذ تشكيل حكومتك “بأن القادم أفضل ” إلا أنني عندما سمعت تصريحك عن كونك قد كنت حارسا لمرمى فريق إسمه الرعد وأنك تحب كرة القدم زال عجبي أو إستهجاني لأنني فهمت أن عقليتك رياضية كروية ففي كرة القدم يعتبر مدرب أي فريق أو مدير الجهاز الفني هو صاحب الولاية على الفريق وهو من يختار فريقه بالكامل وكذلك عناصر جهازه الفني الذي يريد من خلالهم تطبيق فكره الكروي وتطبيق خططه لتحقيق أعظم الإنجازات للفريق (منتخبا أو ناديا ) وحصد البطولات والكؤوس , ومن المعروف والثابت والبديهي أن أي مدرب يتم التعاقد معه ويتسلم مهمة تدريب فريق يأتي مجملا بالنوايا والأماني والطموحات بأن يحقق للفريق كل اهدافه واحلامه وطبعا يكون الحلم والهدف من التعاقد هذا المدرب من قبل الإتحاد أو النادي أي القائمين على الفريق هو تحقيق الطموحات فيضعون ثقتهم بمدرب معين على أنه هو من سيحقق الطموحات والأحلام بأن يتطور الفريق ليحصد كل البطولات وكل الكؤوس , لهذا فالطبيعي أن يصرح المدربون دائما عن طموحاتهم بالنسبة للمنتخبات والأندية التي يدربونها وهم بهذا لا ينجمون ولا يقطعون وعودا بتحقق كل أمانيهم وأنت بالتأكيد عبرت فقط عن آمالك وطموحاتك للأردنيين .
وبما أن حال المدرب الذي يتولى اختيار وتدريب أي فريق ينطبق على أي رئيس حكومة يكلف بتشكيل فريق حكومي فمن الطبيعي أن يأتي رئيسا للحكومة يتوسم به صاحب القرار بأنه الشخص القادر على اختيار فريق وزاري من عناصر جيدة وأنه يحمل فكرا ورؤية وخططا ممتازة قابلة للتنفيذ لتحقيق الطموحات والأهداف والأحلام ورئيس الجكومة هو المدرب ورئيس الجهاز الفني والإداري وكابتن الفريق الوزاري ولا شك بأنك يا دولة الرئيس تحمل من الأماني ومن النوايا الطيبة بأن تحقق للأردنيين كل أحلامهم وأن تحول الأردن إلى جنة وأن تجعل أيام الأردنيين أجمل أيام تمر على شعب في الكرة الأرضية وأنا لا أقبل أن أزاود أو يزاود غيري على نواياك وأمانيك وما تصبو إليه منذ توليك مهمة تشكيل الفريق الوزاري وأنيطت بك الولاية العامة ولكن يا سيدي إسمح لي أن أوضح لك وأيضا بمنطق كرة القدم وعالمها وثوابتها وقواعد هذا العالم ما يلي :
كما ذكرت لك أعلاه فمهمة مدرب منتخب أو نادي هي مطابقة لمهمة الولاية العامة ووإختيار وقيادة فريق وزاري هو أيضا مطابق تماما لإختيار وقيادة فريق كرة قدم وكذلك فإدارة دولة بفريق وزاري تماما كخوض بطولة بفريق (منتخب أو نادي ) فهناك خطة استراتيجية للوصول إلى نهاية البطولة وهناك برنامج عملي وزمني لتجاوز جميع المحطات (المباريات ) بما يضمن الوصول إلى الهدف والمباراة النهائية لتحقيق الإنجاز والحلم وهذا طبعا يعني أن خسارة بعض المباريات أو تحقيق التعادل فيها ليس هو المهم بل المهم حصد النقاط التي تنقل الفريق من مرحلة إلى مرحلة وكذلك فوجود خطة لكل مباراة واختلاف التكتيك حسب ظروف كل مباراة أيضا أمر طبيعي بل ضروري وهو نهج المدرب الناجح ومن ذلك إجراء التعديلات على تشكيلة الفريق إما في كل مباراة أو على مدى مراحل البطولة .
وبتطابق المهمتين كما أوضحت بين مدرب منتخب وبين رئيس حكومة من حيث المهمة ومن حيث استراتيجيات العمل نخلص إلى أن تقييم المدرب بأنه ناجح وأنه حقق ما جاء من أجله رهن بما يتحقق من نتائج في كل مباراة وفي كل مرحلة بعد تولي المدرب لمهامه وإطلاق يده في كل شيء يتعلق بالفريق وبالبطولة فإذا حقق النتائج ووصل لنهاية المطاف وللمباراة النهائية فالجميع يصفق له والجميع يرفعون له القبعة والجميع يعتبرون المدرب (قول وفعل ) حتى لو لم يفز بالكأس وفقط وضع الفريق في المباراة النهائية للظفر بالبطولة والكأس .
ولكن بالمقابل عندما يخسر الفريق كل مباراة منذ أول مباراة يخوضها ويمطر الخصوم مرمى الفريق بالأهداف منذ صافرة البداية وحتى صافرة النهاية لأن الفريق الذي دربه المدرب ويقوده اثناء اللعب يقدم أسوأ أداء ويكون الفريق تائها في الملعب ولا يوجد بين عناصر الفريق أي إنسجام أو تناغم وجميع الخطوط تضرب بسهولة لأنها تعمل بكسل وبتوهان , وعندما يصبح اللاعبون في الملعب لا يميوزن بين اتجاهات الملعب واللعب فيقوم بعضهم بضرب الكرة عند لمسها عشوائيا بكل اتجاه وعندما يصبح اللعب في نفس الفريق يسدد كرات الى مرماه فيحرز أهدافا للخصم , فعندها لا ينفع الفريق أن يزمجر المدرب على الخط وأن يبدأ بالصراخ على اللاعبين ولا يسعف الفريق أن يتم تبديل معظم التشكيلة التي في الملعب والنتيجة الطبيعية أن استمرار الفريق مع مدربه في اللعب لن ينتج عنه إلا تلقي المزيد من الأهداف مما يشكل فضيحة كروية يتابعها العالم على مر دقائق كل لقاء وعلى مر اللقاءات في المرحلة الأولى من البطولة وهذا قطعا سيجعل جماهير الفريق ومشجعيه تبدأ بالغليان وتبدأ بالتعبير عن هذا الغليان أولا بأصوات الإستهجان وإطلاق عبارات من كل نوع وبكل الاشكال -هتافات جماعية أو صراخ افراد ) وسيستمر هذا الغليان ويتفاقم الغضب لدى الجماهير وتبدأ بعض الفئات وبعض الأشخاص بالإنفجار كالبراكين دون ترتيب ودون اتفاق مسبق فإذا إستمر الإتحاد أو إدارة النادي بوضع ثقتهم في المدرب وبالفريق وإذا أدار المدرب طوال الوقت ظهره للجماهير وصم آذانه عن هتافاتهم وعن أصواتهم بذريعة تركيزه وإنشغاله بإدارة الفريق والمباراة فالمنطقي والطبيعي أن الجماهير سيزداد غضبها فتبدأ بالتدافع على السياج الذي يفصلها عن الملعب ثم ستجرف السياج وما يقف في طريق تدافعها وستصل الحشود والجموع إلى الملعب وستعم الفوضى وستتوقف المباراة وعندها لا أحد -غير الله – يعلم ماذا سيحصل وما هي النتائج .
سيدي صاحب الشرف دولة الكابتن الموقر :
بمنطق الرياضة وبكل منطق آخر وبما قد يدركه أصغر لاعب في أشبال أي فريق فالتصرف الوحيد السليم -على الإطلاق – لهذا المدرب والذي يمكن أن ينقذه و ينقذ الفريق والملعب والبطولة ويمنع اندفاع الجماهير للملعب وحدوث الفوضى والشغب هو أن يقوم المدرب فورا بالإنسحاب وإعلان فشله مع فريقه وإعلان استقالته مع الإعتذار للجماهير وللإتحاد أو إدارة النادي وإعلان إعتزاله التدريب بشكل نهائي وللأبد وكل ذلك يجب أن يحصل في وقت واحد ليترك للإتحاد أو إدارة النادي أن يتولوا الأمور وأن يتخذوا القرارات التي توجد البدئل وتوجد ما ينقذ سمعة الإتحاد أو النادي ويصحح المسيرة الكروية .
وعودا على بدء فإنني -والله- حتى (فيتال ) ذلك المدرب الذي درب منتخبنا الوطني فهبط مستواه لدرجة (البهدلة ) لا أشكك بأنه كان يضمر وينوي ويطمح فعليا أن يعمل على الصعود بالمنتخب الأردني إلى أعلى تصنيف عالمي ولكنه فشل من البداية فشلا ذريعا فالقصة لا علاقة لها بالنوايا وبما يطمح اليه مدرب لهذا إنني صادق في النصيحة بأن تطبق على نفسك وعلى فريقك الوزاري منطق كرة القدم وما يجب أن يفعله المدرب عندما يتلقى الفريق الهزائم النكراء وعندما يقدم أسوأ أداء عرف في كرة القدم .
يقال : ” النصيحة كانت بجمل ” وأنا نصيحتي لا أريد عنها ناقة أو جمل ولا حتى (طير دجاج ) فهي خالصة لله والوطن والمليك وإنني أيضا ما زلت اتحدث بمنطق كرة القدم لتأثري بأجواء مونديال قطر وما نشاهده في عالم كرة القدم .
ابو عناد .