رايق المجالي يكتب : النقيب القديم الجديد لنقابة المحامين

فيلادلفيا نيوز

هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها الأستاذ المحامي يحيى أبو عبود لكرسي مركز النقيب لكنه النقيب الذي ظهرت ملامحه منذ المرة الأولى التي دخل فيها لعضوية مجلس النقابة منذ سنوات ولعدة دورات وقد كان له سيرة ومنهجية في عمله النقابي منذ ذلك الحين من أجل المهنة وتحقيق أهداف النقابة وهيئتها العامة يشهد له ولها جميع زملاءه والهيئة العامة مجتمعة حتى من يختلفون معه بسبب الإنتماءات والإتجاهات الفكرية، فقد عرفته الهيئة العامة حق المعرفة كنقابي مهني لا يشق له غبار أبرز سماته الجدية والإجتهاد والنزاهة وأنه النقابي المنفتح على الجميع ويجيد الإستماع لكل رأي.

وهو أيضا النقيب الذي خاض إنتخابات الدورة السابقة فحال فارق بسيط بينه وبين تولي قيادة النقابة فأعتبر النقيب الغير متوج وكان الجميع يدرك تماما أنه قادم إلى سدة هذه المؤسسة الوطنية وأن المسألة مجرد وقت حتى يتحقق ذلك ولم يشك أحد للحظة أن الأستاذ (أبو عبود) قد يتخلى عن تكملة ما بدأه في مشواره النقابي الذي اتضحت خطوطه العريضة مع تفاصيله حيث كان دوما المثابر على عرض رؤياه لما تحتاج هذه النقابة والحرص أيضا على تطوير وتجويد هذه الرؤية بالإعتماد على متابعة حثيثة لشؤون النقابة وقراءة مستمرة لما يطرحه جميع أعضاء الهيئة العامة وما يعتري المزاج والرأي العام من توافقات أو تجاذبات وما يستجد على شؤون المهنة بالنسبة للهيئة بمجموعها وكذلك بالنسبة لما يعترض أفرادها من مشاكل فردية.

النقيب (أبو محمد) وبعد إعلان فوزه رسميا وفي كلمة مختصرة وبعد أن أثنى على من نافسوه وعلى كل عضو في الهيئة العامة أكد على منهجيته وعرض عناوين خطته للعمل الفوري حيث وجه عدة رسائل صريحة أولها أنه نقيب للمحامين الأردنيين وينتمي للهيئة العامة بكل ما فيها من تيارات وإتجاهات فكرية وأنه سيصل الليل بالنهار لتحقيق أهداف برنامجه الذي يشمل أيضا ذات الرؤى في برامج من نافسوه لأن جميع البرامج تهدف لتحقيق ذات الأهداف التي يسعى لها خصوصا برامج المتقدمين الجدد للتنافس على شغل موقع النقيب الذين توحدوا جميعهم تحت شعار واحد هو (التغيير نحو الأفضل للمهنة وللوطن).

ومن الرسائل التي أكد عليها في كلمته بعد الفوز أن إستقلال النقابة وعودتها للعب دورها الأساسي كمؤسسة شريكة لشقيقاتها من مؤسسات الوطن الرسمية والغير رسمية هو جوهر برنامجه لأن نقابة المحامين ركيزة أساسية في حماية الوطن ونصرة قضاياه ورعاية مصالحه العليا، ووجه الرجاء للهيئة العامة بأن تثابر وتستمر في نقدها البناء للنقيب والمجلس على الأداء طوال الوقت وأن لا تكف عن مناجاتهم والإشارة للعيوب إن ظهرت فإن لمس منهما التمادي في الخطأ فعلى الهيئة العامة أن تقومهما بكل وسيلة قانونية.

وقد أطلق عطوفة النقيب (أبو عبود) تصريحات عقب دخوله إلى مكتب النقيب ودون أن يجلس على كرسي النقيب قبل ظهور نتائج إنتخابات أعضاء المجلس وجه فيها النداء لمن تنافسوا على عضوية المجلس وكذلك للهيئة العامة ممن لن يكونوا في مواقع النقابة الرسمية بعد أن يتحدد من سيشغلونها في المجلس يطالبهم بالمشاركة الفاعلة والتكاتف للنهوض بالنقابة مع زملائهم الفائزين من خلال المشاركة في اللجان التي ستتفرع عن المجلس وأشار إلى أنه أول ما سيقوم به هو دعوة من لم يحالفهم الحظ للوصول إلى عضوية المجلس ليكونوا أعضاء وقوام تلك اللجان ليتمكنوا من تنفيذ رؤاهم وبرامجهم من خلالها.

وقد تضمنت كلمة الأستاذ يحيى بعد الفوز وكذلك جميع ما صدر عنه من تصريحات إصراره على ترسيخ الأعراف النقابية والسير دون كلل على نهج التمسك بالمباديء الوطنية للدولة الأردنية وعلى رأسها قضيته الأولى قضية الصراع الأزلي مع العدو الصهيوني (فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية) مؤكدا أن الدفاع عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين هي مهمة مقدسة لنقابة المحامين.

لذا فإنني أسجل فخري بما شهدته بالأمس من عرس ديمقراطي حقيقي ومن معركة إنتخابية خاضها جميع الأطراف بكل شرف ونبل في أجواء لم يعتريها أي توتر أو تراشق أو صدامات فكان الفوز بالأمس للوطن بأسره ولكل فرد في الهيئة العامة لنقابة المحامين.

أبو عناد /رايق المجالي