فيلادلفيا نيوز
رايق المجالي يكتب : إلى من يهمه الأمر :(لا يطفيء الحريق إلا قطرات الثقة)
أعمق مصيبة حلت بالوطن- وهي في ذات الوقت نتيجة لما قد مضى وسبب فيما هو قادم من توهان وضياع البوصلة تماما – تتلخص في أربع كلمات هي (عدم ثقة الشعب بالإنتخابات) أي أن لا ثقة بالعملية الديمقراطية وبالتالي بكل ما ينتج عنها .. ¿!¿!¿!
هذا هو العنوان أما الترجمة والتفاصيل فهي إيضا في إنقسام الشعب إلى قسمين لا ثالث لهما :
أ-من ترسخت قناعتهم بأن المشاركة وعدم المشاركة شيء واحد لأن النتيجة بالنسبة لهذا القسم لا يغيرها شيء وهؤولاء النسبة الأكبر.. ¿! ^¿! ¿! ^¿!
ب-من ترسخت لديهم قناعة بأن العملية الإنتخابية لدينا ما هي إلا موسم وسوق يعقد كل أربع سنوات ليحج إليه كل صاحب حاجة وغرض شخصي وأن صوت الناخب سلعة غير رائجة إلا في هذا السوق وهذا الوقت فيشاركون لمقايضة الصوت بخدمة أو ببضع دنانير وهؤولاء النسبة الأقل المتبقية.. ¿^¿! ¿! ^¿!
ومهما أسهبنا في التحليل والتشخيص وكيفما إستعرضنا التاريخ والواقع والتفاصيل فأزمتنا في هذا الوطن أصبحت تتلخص وتتمحور وتنحصر في كلمة واحدة (الثقة)… ¿! ¿! ^^¿! ¿!
والأدلة على هذه المصيبة وعلى هذه الأزمة وعلى النتائج لا تحتاج لعرض أو إظهارها مكتوبة على ورق أو البوح بها على المنابر لأنها متفرقة ومجتمعة أصبحت واقعا يوميا ونتائجا نعيشها ونلمسها كلنا دون إستثناء أحد إلا من يعيشون بيننا كأجسام تأكل وتشرب وتستمتع إلا أنهم كأرواح وعقول وقلوب في كوكب آخر يبعد عن الأرض ملايين الأميال ولا تصله أصوات الأرض حتى بالسرعة الضوئية ربما لأن هذه الكوكب خارج المجرة.. ¿! ¿! ¿!
نحن في هذا الوطن لا نحتاج إلى تعديل الدستور أو القوانين أو تغيير الأشخاص وكل ما نحتاج إليه هو إعادة كتابة ثلاث أحرف لنشكل منها كلمة واحدة هي ( ث.. ق.. ة)..!!!
إننا في هذا الوطن لدينا الكثير مما نفخر به والكثير من الإيجابيات والكثير مما يجب أن نتمسك به وندافع عنه وكذلك لدينا الكثير الكثير من الرجال وأبناء الوطن المخلصين ولكن كل ذلك وكل هؤولاء تبتلعهم دائما حفرة أو دوامة (إنعدام الثقة) فلا العمل الجيد محمود ولا الشخص المتفاني محمود ولا أثر يذكر للعمل ولمن يعمل من أجل الوطن لأن التشكيك وإنعدام الثقة كالنار في الهشيم تأكل كل ما تصل إليه من الأخضر واليابس.. ¿! ¿!
واقعنا للأسف أصبح لا يحتاج للمؤسسات ولا للجان ولا حتى للميليارات لسداد المديونية أو لخروج النفط من باطن الأرض بغزارة، بل إلى البدء بزراعة تلك الأحرف الثلاثة (ث) (ق) (ة)، فهذه أحرف وكلمة في الآونة الأخيرة أصبحت دائما محط السخرية مهما حاول البعض أن يرفع صوته بها أو يضيف لها ما يؤكدها (ثقة ونص) (كل الثقة) وغير ذلك من الإضافات حتى أصبحنا لا نثق بمن (يحجب الثقة) إحتجاجا وإعتراضا على سوء الحال وصرنا نتهمه بالإستعراض والكذب ومحاولة كسب الشعبية ليس إلا… ¿! ¿! ¿!
إن كان هناك من عمل قد يفيد فهو ما يعيد لنا الثقة وغير ذلك فهو (حرث جمال)، وأنا ممن يعتقدون بأن رأس النظام جلالة الملك بكل ما يوجه الحكومات والمؤسسات الدستورية له وكل ما يطالب كل مسؤول ومؤسسة به في كتب التكليف وفي كل لقاء وقبل ذلك في الأوراق النقاشية لجلالته إنما يعبر عن إدراك القيادة العليا لجوهر المشكلة والرغبة الأكيدة لإستعادة الثقة بالمؤسسات والمسؤول وعلى رأسها مؤسسة البرلمان والتي تتشكل (بالإنتخابات) وبالنتيجة إستعادة الثقة بالدولة، ولكن للأسف الشديد يبدو أن من يوكل إليهم ترجمة الطموحات والتوجياهات الملكية ما زالوا لا يقتربون من إدراك جوهر المشكلة وهي مسألة (الثقة) وضرورة وكيفية إستعادتها، ولهذا فالجهود والعمل على الأرض ما زال لا يناسبها من الوصف إلا المثل الشعبي (حرث جمال) أو (حراث بعارين) ..!!!!
أبو عناد… رايق المجالي.