مي عمر الدبايبة تكتب: (( أبطال النفق .. أصحاب الملعقة التي أطعمتهم الكرامة والحرية وشرف المقاومة))

فيلادلفيا نيوز

للمرة الأولى أشعر وكأن يداي باتت مُكبلة.. وان قلمي يقف عاجزاً … فلم أجد كلمات تُسعفني ولا باتت ابجديات اللغة تنفعُني.. لتُسطير هذا الحدث العظيم… الذي لم نكن لنراه الا بالروايات والاساطير
ولكن هذه المرة بات واقعاً على يد أبطال حقيقين وكأنهم ضربٌ من خيال… فكانوا وما زالوا رجال بحجم الوطن عاهدوا الله ان يصونوا الوطن ويحافطوا على أولى القبلتين وثالث الحرمين… فدافعوا عن مقدرات الوطن وترابه.. ولكنهم دفعوا أعمارهم ثمناً لذلك.. فباتوا مكبلين الأيدي في غرفٍ مظلمة.. باردة لا روح فيها ولا أمل … فكبروا في تلك الغرف إلى ان خانتهم أعمارهم وباتت التجاعيد تملئ وجوهم وترتسم على ملامحهم … فهرموا… ولكن مع كل ذلك ما زالت روح الشباب والمقاومة مجبولة في دمائهم.. فلقد ولدوا احراراً منذ نعومة اظافرهم.. فمن اعتاد على أن يكون حُر يبقى كذلك إلى أن يموت….
فانظر لعيني الحر.. فهي لا تُهزم..
فالابطال وأن خانتهم النتائج يبقوا أبطالاً فيكفيهم شرف المقاومة.. فما طئطوا رأس ولم تنحني لهم قامة فما كانوا يوماً خانعين بل كانوا وما زالوا صامدين راسخين كالجبال الشامخة… فمن ملعقة صدئة استطاعوا ان يحفروا نفقاً لحريتهم.. هذه الملعقة التي اطعمت الابطال الكرامة والحرية وشرف المقاومة
هذه الملعقة التي زلزلت كيان إسرائيل وزعزعت آمنه وأوضحت مدى هشاشة اجهزته الأمنية
هذه الملعقة التي استطاع الابطال من خلالها تجاوز جميع العقبات من طواقم أمنية وكلاب حراسة وكاميرات مراقبة وأجهزة استخبارتية وغيرها الكثير …. فخرجوا للعالم كأبطال لأحد الافلام السينمائية … واصبحوا حديث العالم بأسره وتصدروا عناوين الصحف والمجلات العالمية كأعجوبة مثيرة في هذا الزمان .. ولكن ارادة الله ان يعودوا مرة أخرى.. ولكن كالعادة عادوا مرفوعين الرأس بعد صفعوا اسرائيل صفعة قاسية لن تنساها.. وسُتخلد بالتاريخ وسيذكُرها العالم بأسره على مر الأعوام والعصور
فبوركت جهودهم وسلمت اعمارهم ..وبوركت تلك الأيادي التي ربت وانشأت رجالاً اشاوس … وابطالاً بحجم هذا الوطن.
فلكم منا عظيم الحب وخالص الدعاء.