فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
اطلقت دولة الامارات العربية المتحدة هذا الاسبوع قمرا صناعيا لاستكشاف المريخ اسمته مسبار الامل . خطوة جريئة و جبارة ، و الاولى عربيا ، من دولة فتية طموحة حققت على مدار الخمسين سنة الاولى من عمرها انجازات فريدة ، و ها هي تعمل لبناء الخمسين القادمة بجد و اجتهاد .
بدأ العمل في مسبار الامل عام 2014 بطاقات اماراتية تدربت لسنوات في كوريا الجنوبية و غيرها من الدول حتى وصلت الى اكثر من مئة شاب و شابة اماراتي من مهندسين و علماء استفادوا من تجارب دولية في عملية ذكية و ممنهجة لنقل المعرفة مقرها مركز محمد بن راشد للفضاء . من انجازات المركز المبكرة كانت ارسال رائد فضاء اماراتي الى محطة الفضاء الاوروبية .
مسبار الامل الذي تم بناؤه بشكل كامل في دبي و بمكونات صنعت في جامعات و مراكز بحثية اماراتية و كورية جنوبية و اميريكية ، تم اطلاقه بنجاح بحمد الله اول امس من جزيرة تانيغاشيما اليابانية بصاروخ صممته شركة ميتسوبيتشي. سيقطع القمر حوالي 400 مليون كيلومتر في سبعة اشهر ليصل بأذن الله الى الغلاف الجوي للمريخ في الشهر الثاني من عام 2021، عام اليوبيل الذهبي للدولة. سيدور المسبار حول المريخ لمدة عامين يحمع فيها البيانات عن هذا الكوكب و يرسلها الى مركز التحكم في دبي لاتاحتها مجانا لعلماء الامارات و العالم اجمع لدعم العلم و اسهاما في المعرفة الانسانية. و سيكون لهذه المعرفة انعكاسات هامة في فهم التغير المناخي و مستقبل الارض و غيرها الكثير من الدراسات الهامة.
و مع كل تلك الاسهامات الرائعة ، فان هدف المسبار لا يزال اكبر واعلى. فهو يطلق الطاقات لبناء قطاع العلوم المتقدمة و التكنولوجيا المتطورة في الامارات و المنطقة. فعلوم الفضاء على مر تاريخها هي رافعة للعلم و ملهمة للابتكارات في مناح كثيرة من القطاعات الاقتصادية المبنية على المعرفة ، و نقطة تحول في القيمة المضافة الحقيقية ستفتح الافاق و توظف الشباب و تعزز من اقتصاد المعرفة.
و اهم من ذلك ايضا ، فان المسبار كما اختارات قيادة الامارات له اسم الامل، يزرع الامل. الامل في مستقبل عربي منتج و فاعل فيه العلم و المعرفة حجر اساس. انه تغيير جذري في الجوهر و في الصورة النمطية لاحلام الشباب العربي . تصنع الامارات اليوم المستقبل العربي بالعلم و العمل و الامل. تصنعة بالابتكار و بالادارة الحكومية.
العروبة تفخر بالامارات و هي تبلغ السماك . الى العلا يا الامارات.
