فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
لم تعد صرخات المواطنين وآهاتهم معيار حقيقي لقياس مدى الرضى عن الحكومة وبرامجها وسياساتها المتبعة؛ ففي الأردن يتكئ صاحب الولاية على مدى كذب فريقه ، واستهتارهم بالشعب، والتغول على قوت الشعب؛ ليكون معيارًا لإطالة عمر فريقه الوزاري والرضى عنه، ولعل مَثل الحكومة الأعلى في أدائها “الكذب ملح الرجال و عيب على الي يصدق” .
يمر العالم اليوم على مشارف انهيار اقتصادي أخذت ملامحة تتشكل مع بدء هذا العام ويحذر الجميع من مخاطر هذا الانهيار، خاصة فيما يتعلق بالدول فقيرة الموارد، وغير المنتجة، والتي ستكون عرضة لإعلان إفلاسها وانهيار عملتها ، أما في الأردن وبفضل حكومتنا وسياساتها الاقتصادية فنحن الآن خارج المنظومة العالمية، فالنمو الذي يحققه الاقتصاد الأردني بحسب تصريحات وزير الاقتصاد يسير بشكل ممتاز ، متناسيا وزيرنا أن الدين العام شارف على 97% من قيمة الناتج المحلي ، وبحسبة أقتصادية خارقة يصر الفريق الاقتصادي على تعافي اقتصادنا ؛ معولين على جيب المواطن .
ونفس العالم يشهد انهيارًا غير مسبوق بسوق النفط و الطاقة ، ثم تخرج أم الطاقة زواتي لتطمئن الشعب أن الطاقة المستخدمة في الأردن تختلف عن الطاقة العالمية فانخفاض النفط العالمي والذي ينتج منه مادة البنزين والسولار والكاز لن يؤثر على أسعار هده المواد في الأردن لأن البنزين الأردني ليس له أي علاقة بالنفط العالمي ، وهي محقة لأنه من دم الشعب وعرقهم .
ونفس العالم يعاني من انتشار خطير لفايروس شرد الكثيرين وقتل الالاف وغزا جميع بقاع الأرض ويخرج وزير الصحة جابر الخواطر ليصرح بأن استعدادات الأردن على قدم وساق وأسرع بحسبة أن مريض الكورونا سيكلف الدولة 1200 دينار ، على الرغم من أنه لا يوجد مكان تنطبق عليه مواصفات الحجر الصحي ، ولعل الوزير جابر قد أخذ خريطة العالم من زواتي وكناكريه وكما يبدو أننا نعيش في عالم مختلف .
هنا في ظل هذه المفارقات العجيبة يتقدم صاحب الولاية منزوع الاسم ليهنئ المرأة الأردنية بيومها ويطمئنها أنها لن تسجن على بضع دنانير تم تغريمها بهن ونسي أن التنفيذ القضائي يلاحق آلاف الأردنيات الغارمات من وراء صناديق دعم المرأة وأقراضِها المشؤمة .
ولم يبق للأردنيين إلا أن يتوجهوا إلى مركز حقوق الانسان لعلهم يجدو من يسمع لهم مظلمة بعد أن أصبح الحجّاب كثر بينهم وبين ديوانهم العامر .
يشذ عن القاعدة الكذب ملح الحكومة المفوض العام موسى البريزات ويعلن موقفا منحازا للوطن والمواطن عندما تحدث بحالات تنتهك فيها حقوق الإنسان و ممارسات تخالف الإنسانية، فيهز في تصريحاته مضجع الحكومة وأركانها ليتسارع القوم عليه، ويزيلونه عن طريقهم كما فعلوا مع حيدر الزبن وهدى الشيشاني .
هنا يتساءل الأردنيون ماذا حل بالوزيرين الذين صوت مجلس النواب برفع الحصانة عنهما و تحويلهما للقضاء .
ما زالت الحكومة تصر على إدارة الدولة على أنها ملكية خاصة لأفراد وما زال الشعب يظهر طيبته ويكظم غيضه، فالخوف من الانفجار الشعبي القادم لا محالة إذا أصرت الحكومة على هذا النهج. حمى الله الأردن أرضاً وشعبا.
بلال طوالبه-دبي
