فيلادلفيا نيوز
المعارضة طرف أصيل فى الأنظمة الديمقراطية، يبرز دورها كلما حادت الحكومات عن تفعيل الدستور والقانون، والأنظمة القوية تحتاج معارضة بنفس الوزن، ولا يضيرها رقابة المعارضة المستمرة عليها، ويلقى الطرف المعارض دائمًا احترامًا من النظام والشعب، سواء كان حزبًا أو تيارًا أو حركة أو أفرادًا، خاصة إذا كان عمله يخدم الصالح العام، ويترفع عن المصالح الضيقة.
وفى السنوات السبع الأخيرة، تحولت المعارضة إلى بيزنس يتكسب منه البعض، ومع تزايد عدد منظمات المجتمع المدنى بعد أحداث يناير.. أصبحت المعارضة ستارًا للمتربصين، الباحثين عن المال القادم من الخارج، والمتخفى خلف أجندات تحمل خرابًا للمنطقة، تنامى دور المنظمات خاصة الحقوقية، لتملأ فراغًا خلفته أحزاب سياسية رخوة، سقطت فى أول اختبار حقيقى لها، تحولت مقرات المعارضة إلى (دكاكين) اقتصر نشاطها على كتابة تقارير للخارج، وكلما كان التقرير قاتمًا.. كان المردود المادى للمنظمة أكبر، كان ذلك الهارب فى الخارج بمركزه (الحقوقى) القاطرة التى جرجرت مئات المنظمات خلفها لتغرف من المال الحرام، ويكفى أن عدد الجمعيات الحقوقية تضاعف بعد أحداث يناير ليصل إلى ٢٣٩ جمعية حصلت على تراخيص من وزارة التضامن الاجتماعي، بالإضافة إلى ١٣١ جمعية تأسست باعتبارها شركات مدنية، أما الجمعيات التى تعمل فى مجالات أخرى ويحصل كثير منها على تمويلات من الخارج أيضًا.. فأصبحت (سبوبة) لكثيرين، ففى السنوات السبع الأخيرة فقط حصلت ١٧٣٦٦ جمعية على تراخيص عمل.
وعندما ضيقت الدولة الخناق على الجمعيات مشبوهة التمويل..فر بعض القائمين عليها إلى الخارج، لاذ بعضهم بالجهات التى دأبت على تمويله، بل إنها ساعدت على فتح قنوات اتصال بينهم ودول ومنظمات أخرى، قدموا لها مئات الشكاوى ضد مصر، وكان فى المقدمة كالعادة بهى الدين حسن الذى دعاه الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما إلى البيت الأبيض، كما التقى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كى مون ثلاث مرات، وفى كل مرة كان يقدم تقارير ضد النظام المصري، وحتى تكتمل منظومة المتربصين.. فتح له موقع (العربى الجديد) الممول من قطر المجال ليتبنى وجهة نظر الإخوان ويستخدم نفس مصطلحاتهم للإساءة إلى النظام المصري، كما فتحت له «نيويورك تايمز» صفحاتها ليشكك فى كل خطوة إصلاح تتخذها مصر.
تغول المنظمات الحقوقية وصل إلى الحد الذى يعرب فيه بان كى مون عن قلقه إزاء احتجاز حسام بهجت تلميذ بهى الدين حسن والمدير التنفيذى للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وكانت السلطات احتجزته للتحقيق معه بسبب نشره لأخبار كاذبة، وما كان لهذه المنظمات أن تتغول إلا فى ظل حالة الموات التى تعانى منها الأحزاب السياسية، وانشغال النخبة بتحقيق مكاسب شخصية، وكم من محسوب على النخبة تحول إلى معارض بأجر بعد أن عجز عن تحقيق مطامعه السياسية.
المعارضة مقابل أجر.. انتقلت من دكاكين المنظمات الحقوقية والنخبة إلى نجوم الصف الثانى من الفنانين، فبعد أن عجزوا عن العثور على فرصة عمل.. ذهبوا إلى تركيا للهجوم على مصر، فكانت برامجهم فى القنوات الممولة من قطر مفضوحة النوايا وسطحية فى الفكر والطرح، هشام عبدالحميد ومحمد شومان وهشام عبدالله، هؤلاء ظهرت عليهم أعراض السياسة فقرروا الجلوس على منصة المذيعين، ليمنوا بفشل لا يضاهيه إلا فشلهم فى الأعمال الفنية.
وفى رحلة بحثهم عن فرصة عمل.. قرر بعض المذيعين وأشباههم العمل فى صفوف المعارضة المتربصة مقابل أجر، فلا هم كانوا إخوانًا حتى يعملوا فى قنوات الجماعة، ولا هم كانوا معارضين حتى يقنعونا بأدائهم، فقط.. هو الأجر مقابل النيل من النظام المصرى.