فيلادلفيا نيوز
بدأت صباح الجمعة عملية اجلاء مدنيين ومقاتلين من اربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة، برعاية ايران ابرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة، وفق ما اكد مراسل وكالة فرانس برس ومصدر محلي.
وقال مراسل لفرانس برس في منطقة الراشدين تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب مدينة حلب (شمال) ان نحو 75 حافلة على الاقل وصلت الى المنطقة اتية من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين والمحاصرتين من الفصائل في محافظة ادلب (شمال غرب).
ونقل مراسل فرانس برس مشاهدته عددا كبيرا من النساء والاطفال وكبار السن على متن الحافلات التي رافقها العشرات من مقاتلي الفصائل وابرزها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
وشاهد مراسل فرانس برس عددا من الركاب يخرجون من الحافلات التي لا تزال تنتظر في منطقة الراشدين، لقضاء حاجتهم.
وفي الوقت ذاته، قال امجد المالح احد سكان مدينة مضايا المحاصرة من قوات النظام قرب دمشق، وهو على متن احدى الحافلات التي تغادر المدينة “انطلقنا الان، نحن 2200 شخص على متن 65 حافلة”.
واضاف ان “معظم الركاب هم من النساء والاطفال الذين بدأوا التجمع مساء امس وامضوا ليلتهم وسط البرد بانتظار انطلاق الحافلات”، موضحا انه “سمح للمقاتلين الاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة”.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت لاحق بدء عملية التبادل صباح الجمعة.
وتوصلت الحكومة السورية والفصائل الى اتفاق الشهر الماضي ينص وفق المرصد على اجلاء الالاف من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين ومن مدينتي الزبداني ومضايا.
وبعد تأجيل تنفيذه مرات عدة، بدأ تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق الاربعاء عبر تبادل الطرفين عدداً من المخطوفين.
ومن المتوقع بموجب اتفاق الاخلاء الذي تم تأجيل تنفيذه اكثر من مرة، اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني، بحسب المرصد السوري.
كما ينص الاتفاق وفق المرصد، على اجلاء مقاتلين من الفصائل مع عائلاتهم من اطراف مخيم اليرموك جنوب دمشق.
والمناطق الاربع محور اتفاق تم التوصل اليه بين الحكومة السورية والفصائل برعاية الامم المتحدة في ايلول (سبتمبر) 2015، ويتضمن وقفا لاطلاق النار. وينص على وجوب ان تحصل كل عمليات الاجلاء وادخال المساعدات بشكل متزامن.
وفي الاشهر الاخيرة، تمت عمليات اخلاء مدن عدة كانت تحت سيطرة الفصائل ومحاصرة من قوات النظام، لا سيما في محيط دمشق.
وتتهم المعارضة الحكومة السورية بانها تسعى من خلال عمليات الاجلاء التي تصفها بـ”التهجير القسري” الى احداث “تغيير ديموغرافي” في البلاد.
وفي مقابلة مع فرانس برس في دمشق، قال الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ردا على سؤال حول اجلاء الفوعة وكفريا “إن التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري”.
واضاف الاسد “لم نختر ذلك. نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته، لكن أولئك الناس، كالعديد من المدنيين الآخرين في مختلف المناطق، كانوا محاطين ومحاصرين من قبل الإرهابيين، وكانوا يقتلون يوميا، وبالتالي كان عليهم أن يغادروا”.
وتابع “لكنهم بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير”، موضحا “أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية، فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائما. لكن بما أنه مؤقت، فإنه لا يقلقنا”.
ويعيش وفق الامم المتحدة 600 ألف شخص على الاقل في مناطق محاصرة بغالبيتها من قوات النظام واربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول اليها. (أ ف ب)