فيلادلفيا نيوز
بشير حسن
إذا كنت تتعامل مع الانتخابات الرئاسية على أنها منافسة بين السيسي وموسى مصطفى موسى.. فعليك أن تعيد قراءة المشهد كاملًا لتكتشف أنك أمام أشرس معركة انتخابية تستوجب نزولك ومشاركتك، وإن لم تكن لديك الرغبة في القراءة.. فيمكنك متابعة قناة الجزيرة وأخواتها اليوم وغد وبعد غد، لتدرك أن المنافسة بين مصر ويمثلها السيسي وقوى أخرى لا تريد لمصر أمنًا ولا استفرارًا وإن لم تكن لديك الرغبة لا في القراءة ولا المتابعة..
فعليك أن تستمع لتلك الأصوات التي عادت من ثباتها لتحرضك على عدم المشاركة بحجة أن النتيجة محسومة لصالح السيسي، هي نفس الأصوات التي ضللت المصريين طوال السنوات السبع الماضية، ولم يكن التردي الذي نعيشه إلا نتيجة لهذا التضليل، وإذا كنت تبني قناعاتك على مشهد واحد.. فأحيلك إلى ما تم في الإسكندرية أول أمس من محاولة استهداف فاشلة لمدير أمن الإسكندرية والتي راح ضحيتها شهيدان، وهي محاولة لتخويف المواطنين من النزول إلى الشارع والمشاركة في الانتخابات.
لم ينل موسى مصطفى موسى من خوضه لمعركة الانتخابات الرئاسية سوى شرف المحاولة التي يستحق الشكر عليها، تلك حقيقة يقرها الواقع ولا يقبل بغيرها العقل، وتبقى المعركة الحقيقية بين السيسي طرفًا وأردوغان وتميم والإخوان طرفًا ثانيًا، يعاونهم أجهزة ومنظمات ومأجورين من برلمانات، فإلى أي طرف تنحاز؟
إذا كان انحيازك للسيسي فهذا يعني نزولك ومشاركتك حتى لو لم تعطه صوتك، وإذا كان انحيازك للطرف الثاني فالزم بيتك ولا تشارك وانتظر ارتباكًا وعدم استقرار وستظل هدفًا للإرهاب الذي يوجع المتربصين بالوطن دحره في سيناء فانتقلوا بفلوله إلى الإسكندرية في محاولات يائسة بائسة لن تزيد المصريين إلا صلابة.
لم يخف على أحد حجم التحديات التي عاشها المصريون في السنوات الأخيرة بسبب إصلاحات اقتصادية كانت مؤجلة، تلك حقيقة أكدها السيسي نفسه عشرات المرات، وجاحد من ينكرها، وجاحد أيضًا من ينكر أن هناك ثباتا كبيرا في طريق الإصلاح حتى لو تباينت الآراء حول الأولويات، وكاذب من يشكك في وطنية السيسي ونظافة يده وحرصه على العبور بمصر إلى مستقبل أفضل، فالذين اقتربوا منه وعملوا معه يجاهرون بذلك في مجالسهم الخاصة والعامة، حتى الوزراء الذين أعرفهم جيدًا وعملوا معه فترة ثم استبعدوا.. ما زالوا يتغنون بوطنيته.
على مدار الأيام الماضية حاول الإخوان التقليل من أهمية الانتخابات الرئاسية بزعم أنها أقرب إلى استفتاء، ومع ذلك سخر إعلامهم ساعات بثه لتحريض المواطنين على عدم المشاركة، ومساحات في صحف عالمية تم شراؤها لتشويه المشهد، وهو ما يؤكد أنك كمواطن مصري أمام معركة انتخابية شرسة، طرفاها مصر التي تناديك للمشاركة.. وقوى أخرى تتربص بوطنك وتحرضك على عدم المشاركة، فإلى أي طرف تنحاز!