فيلادلفيا نيوز
أكد مدير مراكز الإصلاح والتأهيل العميد أيمن العوايشة أن كلفة النزيل الواحد وصلت بحسب آخر دراسة أعدتها الإدارة إلى “730 دينارا شهريا أي حوالي 24 دينارا يوميا”، لافتا إلى أن “الكلفة السنوية لـ 17830 نزيلا، تصل إلى 156.366 مليون دينار”.
وبين العوايشة أن هناك كلفا مالية مباشرة وغير مباشرة تدخل في النفقات على النزلاء، “من أجل مكافحة الجريمة وتوفير حياة مريحة للنزلاء، وحياة غير جاذبة بذات الوقت”.
وتضم هذه المراكز 160 محكوما بالإعدام من بينهم 17 سيدة.
وأشار العوايشة إلى أن من ضمن الكلف المباشرة “الطعام والشراب، الملابس، الرعاية الصحية، والتعليمية، وسائل الترفيه، التدفئة، الكهرباء، الأثاث، برامج مهنية تشغيلية، وبرامج ثقافية متعددة”، أما على صعيد الكلف المالية غير المباشرة “فتشمل الحراسة، النقل، موارد بشرية من المرتبات، مساعدات من صندوق المعونة الوطنية لعائلات بعض النزلاء، إضافة الى أعمال المحاكم المتعلقة بالنزلاء”.
وبحسب العميد العوايشة، فإن تطبيق “استراتيجية مراكز الاصلاح والتأهيل تحث على توفير حياة آمنة ومريحة للنزلاء على ان تكون في الوقت ذاته غير جاذبة”، مشيرا الى اهمية الأخذ بعين الاعتبار المواثيق الدولية لحقوق الانسان.
واضاف، ان البرامج التي تقدمها الادارة لتقويم سلوك النزلاء لمنع تكرار الجريمة لها أيضا كلفة مالية، تشمل البرامج الثقافية وتتمثل في “محاضرات، ندوات، التدريب على أعمال الرسم والموسيقى، عدا عن وجود مدرسة في كل مركز اصلاح، مهمتها تقديم خدمات تعليمية تبدأ من مرحلة محو الأمية، ثم التعليم الاساسي ولغاية التوجيهي بمختلف فروعه، وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم، والتي تقدم رواتب شهرية للنزلاء الذي يعملون في مهنة التدريس، إضافة الى دورات في علم الحاسوب يقدمها ايضا نزلاء”، مشيرا الى ان جميع الموظفين من النزلاء خاضعون للضمان الاجتماعي.
وأوضح ان توفير فرص عمل للنزلاء داخل مراكز الاصلاح والتأهيل “أمر ليس بالسهل”، مشيرا الى ان “كل نزيل يعمل في أي وظيفة مهنية أو إدارية او تعليمية لديه شرطيان يتوليان حراسته”.
وأضاف، ان ادارة مراكز الاصلاح والتأهيل “طرحت مؤخرا عطاء لغايات منح القطاع الخاص الاستثمار في مراكز الاصلاح والتأهيل، بقصد توفير فرص عمل للنزلاء”، مشيرا بهذا الخصوص الى أنه يوجد بمركز اصلاح وتأهيل السواقة (مثلا) الذي يعتبر المركز الاوسع والأكبر من حيث المساحة وعدد النزلاء “مشاغل حرفية في مجال النجارة، الحدادة، ميكانيك السيارات، فرن آلي ومزارع زيتون وخضار، وزرائب لتربية المواشي والابقار”.
وحسب مدير مركز اصلاح وتأهيل السواقة العقيد فلاح المجالي “يجري العمل على زيادة عدد المشاغل لزيادة لتوفير فرص عمل أكثر للنزلاء”، مشيرا الى ان عدد النزلاء العاملين يصل الى 300”.
واضاف المجالي، ان النزلاء الذين يعملون في المشاغل المهنية، يتم عزلهم عن باقي النزلاء، وتخصيص منامات قريبة من أماكن عملهم.
العميد العوايشة يقول، “هناك نزلاء يعملون في هذه المشاغل، وينفقون على أسرهم، من بينهم احد النزلاء الذي يزود أسرته بالمال عبر مالية مركز الاصلاح بشكل شهري ومنتظم ويدفع نفقات الدراسة الجامعية لأحد أبنائه” مؤكدا أن “هناك قصص نجاح وكفاح بين أوساط النزلاء، وهناك من يريد إصلاح نفسه ونحن نوفر الوسائل والبرامج”.