الإثنين , ديسمبر 23 2024 | 3:05 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / محمد فؤاد الكيلاني: وانسحبت أمريكيا من سوريا

محمد فؤاد الكيلاني: وانسحبت أمريكيا من سوريا

فيلادلفيا نيوز

محمد فؤاد زيد الكيلاني

تفاجأ العالم بانسحاب أمريكيا من سوريا بقرار مفاجئ وغير متوقع وغير مسبوق من ترامب وأفاق العالم على هذا القرار (قرار الانسحاب من سوريا) ومنهم من أيد الانسحاب ومنهم لم يؤيد هذا الانسحاب بهذه الطريقة السريعة والمفاجئة .
مَن المستفيد من هذا الانسحاب؟ الأكيد سورياً بانتصارها البارع على المؤامرة التي استمرت لأكثر من ثماني سنوات وصمودها في وجه الإرهاب بكل قوة . وبعد الانسحاب لم يتبقى سوى حاملي الفكر التكفيري لوحدهم دون دعم أمريكي كما كان في السابق ، وعليهم أن يسلموا أنفسهم للحكومة السورية أو إلى مزبلة التاريخ، في هذه الحالة لا يمكنهم محاربة أياً كان لنقص في العتاد والأموال والدعم اللوجستي الذي كانت تغطيه القوات الأمريكية بوجودها في سوريا .
ومن نتائج هذا الانسحاب تتوحد القوات الإيرانية والسورية على الأرض السورية لما له الأثر السلبي على العدو الأزلي إسرائيل، وأصبح الآن باستطاعة سوريا إعادة الجولان المحتل ، وهذا يشكل خطراً كبيراً ويحطم آمال الصهاينة بان تكون سوريا خالية من أي عسكري إيراني ، والآن بدأت اللعبة الكبيرة بين سوريا وإيران لتحقيق الأهداف ورد الاعتبار لإيران وسوريا بعد ثماني سنوات عجاف ودمار هائل في البنية التحتية وتهجير الشعب السوري.
روسيا بقيادة القيصر الجديد فرحة جداً بهذا الانسحاب ويمكن أن نقول أصبح حميدان في الميدان وحيداً، علماً بان سوريا بحاجة إلى إعادة إعمار في البنية التحتية والعسكرية وإعادة الشعب المهجر وموسكو سيكون لها نصيب الأسد في إعادة الإعمار في هذه الفترة بعد أن دعمت سوريا عسكريا طيلة فترة المؤامرة.
وتركيا وما تقوم به الآن من محاربة الأكراد تقوم بتحديد الأهداف التي ستحارب بها وأصبحوا الآن الأكراد دون دعم أمريكي كما كان في السابق .
إسرائيل في هذا الانسحاب تستجدي أمريكيا للبقاء في اقرب نقطة لكي تستمد قوتها بعد مجموعة الخيبات التي ألمت بها هذه الفترة والضعف الشديد التي هي به الآن ، حماس وحزب الله وسوريا والداخل الفلسطيني يحيطون بهذا العدو وأصبح الآن وحيداً ولا يمكن لترامب الرجل المادي أن يقدم أي دعم لهذه الدولة الضعيفة لأنه أصبح الآن دعم إسرائيل لا جدوى منه .
بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا هناك تداعيات كبيرة ستكون في الشرق الأوسط على الصعيد العسكري وتحديد سياسات جديدة وظهور قوى عظمى على السطح وانتهاء حقبة دول سيطرت بالقوة العسكرية وانتهاء جيوش مفتعلة أسست لغايات لم تحقق أي هدف من الأهداف التي أسست من اجلها.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com