فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
فيلادلفيا نيوز
وقع حادث تدهور لسيارة خصوصي في الزرقاء، فيها عائلة أحد الأصدقاء، فهرعتْ إلى موقع الحادث 4 سيارات إسعاف و3 سيارات إطفاء !!
لما وصل رجالُ الإسعاف النشامى إلى مكان المركبة المتدهورة، وشاهدوا ما تعرضت له المركبة التي انقلبت في الوادي، من تهشيم وانبعاجات، قدّروا أن من فيها، هم بين أموات أو مصابين إصابات جسيمة بالغة، ألحقت بهم كسورًا وهشمتهم !!
لكن الله لطف بأفراد الأسرة، فلم تتعدَ الاصاباتُ بعضَ الخدوش السطحية الطفيفة التي لم تستدعِ حتى، الإدخال إلى المستشفيات !!
“هاي العيلة عندها لله”.
كان هذا تعليق ضابط الدفاع المدني.
فقد نجا جميع مَن في المركبة، مِن حادث سير قاتل، بما يشبه المعجزة !!
ولمن ينسى،
فإن جملة “عندها لله”، بكل مضامين الخير التي تحملها، تفعل بالتأكيد فعلها في اللحظات القاتلة وفي المواقف الخانقة.
“عندها لله”، أقل ما فيها أنها تعني ان أهلها يحبون الخير للناس، ويساعدون المحتاجين ولو بالبسمة او بالبشاشة، او بالكلمة الطيبة، أو بالصدقات، أو حتى بإماطة الأذى عن الطريق.
ضابط الدفاع المدني الخبير الذي شاهد مئات الحوادث القاتلة، والذي انتزع الأرواح أو الأجسام النازفة الممزقة، من براثن حديد السيارات الذي كان منطبقا على من فيها، لم يجد تفسيرًا سوى “هاي العيلة عندها لله” !!
وتعالوا نعود إلى مطلع المقالة.
فإنني أسجل بكل فخر واعتزاز، أن 4 سيارات إسعاف و3 سيارات إطفاء هرعت إلى موقع الحادث على الفور !!
هذه القوة الأردنية المذهلة، التي تحقق الانقاذ، التي تشيع الطمأنينة، التي تبرزُ وقت الشدة والحاجة الماسة، هي قوة صلبة تقف وراءها عشرات السنوات من الإعداد والتأهيل والتدريب، وملايين الدنانير من الإنفاق على التجهيزات.
كتبت مقالة هنا بعنوان “بلادنا الأردنية العربية الصلبة” يوم 12 أيار الماضي جاء فيها:
(أتدرون ما هي دلالات أن يقوم الدفاع المدني الأردني بنحو 9000 عملية إسعاف وإنقاد وغوث، في يوم واحد من أيام وباء كورونا السوداء، بعضها نقْل سيدة في حالة وضع إلى المستشفى، وانتظار ان تضع حملها، وإعادتها هي ووليدها ووالدتها ووالدها إلى المنزل بأمان وسلام ؟!
وأن يحمل رجال الدفاع المدني الأردني الطحين والسكر والشاي والسجائر تبرعًا، من منازلهم إلى أسر أردنية مقطوعة ؟!)
قولوا الحمد لله.
