فيلادلفيا نيوز
ثمة انزلاق إلى إطلاق الأحكام الرغائبية وفق الانحيازات السياسية، في مأساة غزة الهائلة التي لم تتكشف فصولها وأهوالها بعد.
فالدماء والدمار والمعاناة والإذلال والتجويع الوحشي الذي كابده أهلنا منكوبو قطاع غزة، لا تبرره أيةُ وعود أو نتائجُ سياسية، طالما اننا على يقين ان العدو الصهيوني لا عهد له.
تخوض الشعوب معاركها تحت راية وقيادة سياسية وعسكرية موحدة، على خلاف فصائل الشعب العربي الفلسطيني الخمسة عشر، التي ظلت تواجه كيانًا توسعيًا له قيادة سياسية وعسكرية ومرجعية واحدة، ودعم سياسي وعسكري ودبلوماسي واقتصادي وإعلامي وبرلماني أميركي، لا حدود لمداه !!
وفي كل الحسابات، فالفصائلية مصلحة إسرائيلية، والوحدة الوطنية الفلسطينية، كما هي مصلحة فلسطينية، فهي مصلحة أردنية ومصلحة قومية !!
الكارثة التي هدمت قطاع غزة، تتطلب الوحدة الوطنية الفلسطينية، تستحق الفطام وخلع الفصائلية وقطع العلاقات الأوامرية مع “مرضعات” الخارج !!
انه وقت المزيد من المستشفيات الميدانية
العسكرية الأردنية، ووقت المزيد من طائرات المساعدات، وآلاف شاحنات الإغاثة، ومحطات تنقية المياه، والخيام، والمطابخ، والوقود، والمستلزمات الطبية، والجرافات، وهناقر الإيواء، والطحين، والكتب المدرسية، وحليب الأطفال، وتعظيم مبادرة “استعادة الأمل” الأردنية لدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة.
إنه وقت الهيئة الخيرية الهاشمية التي أصبحت في مصاف منظمات الإغاثة الدولية العريقة لدورها النبيل الجليل، في إغاثة أهلنا منكوبي قطاع غزة.
سيمر وقت قبل ان ينكشف الغطاء عن هول مأساة غزة، التي يحتاج جبرها إلى 20 و 30 عامًا، مُرة مريرة كي تعود إلى نقطة الصفر !!
وكما تحطمت غزة، فقد تحطم الكيان التوسعي الإسرائيلي.
لقد انكشف جوهر الكيان، وها هو يبوء بالعزلة والنبذ والاحتقار والمقاطعة وخسارة امتياز الإفلات من العقاب !!
الدرس الأوضح: القوة المفرطة والمذابح والمحارق والتجويع الوحشي، لم تجلب الأمن للكيان الإسرائيلي !!
ليس التهجير القسري فحسب هو الذي سقط، بل سقط على أعتاب قطاع غزة، وهم إسرائيل الكبرى، ووهم إمكانية استمرار الاحتلال، ووهم ضم الضفة الغربية.
تستطيع ان تفعل بالسيف ما تشاء، إلا أن تجلس عليه حين تخور قواك !!
