فيلادلفيا نيوز
قادت جرائمُ الإبادة الجماعية الإسرائيلية، إلى خلق الفراغ الأمني والسياسي في قطاع غزة، وهو الفراغ الذي ستنجم عنه ويلات إضافية، لأهلنا هناك.
فالطبيعة التي لا تقبل الفراغ، وسرعان ما تملأه.
قوى الجريمة المنظمة، كانت جاهزة وها هي قد بدأت عمليات الملئ، التي تشمل السطو والخطف والابتزاز ونهب قوافل المساعدات والسلب والتجسس والإرهاب.
ان الانفلات التام للأمن في قطاع غزة، والافتقار إلى وجود الحد الأدنى منه، قد أدى إلى نشوء عصابات الجريمة المنظمة، التي بدأت فعلها برضى سلطات الغزو الإسرائيلية.
وسيؤدي هذا الانفلات التام للأمن، إلى دخول المنظمات الإرهابية المتطرفة، التي ما تزال فلولها في سيناء، إلى القطاع، مما يجعل العيش في غزة مستحيلاً، ومما يضاعف من مأساة أهلنا، ويدفعهم إلى الهجرة القسرية الإكراهية !!
وحسب الزعيم الشريف أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة: “هناك فوضى عارمة تامة في قطاع غزة، لا توجد سلطة في معظم الأراضي، إسرائيل لا تسمح حتى لما يسمى بالشرطة الزرقاء، بمرافقة قوافلنا التي تحمل المساعدات الإنسانية”.
في العدوان الثلاثيني، الأميركي الفارسي العربي، على العراق عام 1991، تنبهت القيادات الأميركية، إلى مخاطر اليوم التالي بعد سقوط نظام صدام حسين، وإلى أن استمرار العدوان على العراق، سوف يولد فراغاً وخللاً استراتيجياً، سيملأه الحرسُ الثوري الإيراني، فتوقف العدوان، مما اتاح للسلطات العراقية استعادة السيطرة على 18 محافظة عراقية سقطت بيد الميليشيات الإيرانية، واستعيض عن الغزو بالحصار الإجرامي على شعبنا العراقي الحبيب.
في الحرب على سورية، تنبهت مختلف الأطراف إلى أن منظمات الإرهاب والجريمة، قد دخلت وتمركزت في محافظات سورية عدة، مما طرح السؤال الخطير: ماذا عن اليوم التالي لسقوط بشار الأسد، فكانت وقفة مراجعة خففت من تمدد وسطوة عشرات المنظمات الإرهابية.
السؤال الذي لا يريد الإرهابي نتنياهو سماعه، وهو أحد أبرز نقاط الخلاف مع الإدارة الأميركية: ماذا بعد وقف إطلاق النار، وتوقف العدوان الإسرائيلي الآثم !!
لن ننسى أن جميع محاولات خلق بدائل او إدارة مدنية في الضفة الفلسطينية وغزة قد فشلت فشلاً كلياً.