فيلادلفيا نيوز
بقلم: محمد خالد الطراونة
عفوا أيها الناشر ……اسمح لكلماتي بالمرور ………مقالات تشطيب ديلوكس لكنها بلا سقف……في سياق نقد بعض الستأدبين…..بقلم أبو الطيب المتنبي الطراونه
كعادتي دائما تواق للكلام الذي لا يقال حتى في مقال ، أحاول أن أجعل للصمت صوتا ، أبحث عن لغة على مقاس من يقرأ ، على مقاس من يسمع ، أكتب بحروف متعددة الأبعاد بحجم الذي قد يراك مبدعا ويشيد بك ويدفع ، ويزيد من ألق مفرداتك ومساحة نجمك الذي يسطع ، على مقاس الذي يخترق صدق جوهرك الذي يلمع ، ولكن كيف نكتب وفي القراء من تكبر على جهل وترفع ، وله ذيول من الخيبات يجرها وتجره وكلما حاول نصب هامته يركع، كيف نجد المفردات من العربية لكل الذين تعلموا الأبجدية دون روح تصدع ، أخذوها معلبة ولم يطلقوا عنان اللغة على جوادها فكانوا عربا ينطقونها من الغرب أبشع ، لم يتلذذوا بها ولم يجدوا في طياتها وطنا لا يضاهيه مرتع ، فالعربية أم أبنائها والعربي العربي هو الذي من ثديها يرضع، فأين هم عمالقة الكتابة ؟ وأين هو الذي كتب فأبدع وأقنع ؟
يحدث للغة أن تكون أجمل منا ، نتجمل بها كما نتجمل بثيابنا ، فنحاول جاهدين أن نرتدي مايناسبنا من مفردات قد تضيق بغيرنا وربما هي أكبر من مقاسهم وأوسع ،
تكمن المشكلة دائما في زاوية الرؤية لدى القارئ ، التى تعد الأفعى التي ترصد حروفك المولودة من رحم الأحساس وتلقف ماصنعت يمينك ، فلا يصيب الصفا غيثك ولا يبزغ للضوء زرعك .
سؤال مهم كيف يمكن للكاتب أن يجد لغة على قياس التناقض الذي يلف عالم القراء والمتأدبين معا ؟ هل يكتب الأديب ليرضى القارئ أم يكتب لترضى اللغة ؟
كيف نكتب دون أن نضلل أحدا ودون أن نخدع ؟ كيف نكتب لنسرق من الوطن تنهيدة لأم شهيد لم تجزع ؟ كيف لمن يذوق حلاوة الحرف أن يشبع ؟ كيف لمن تعود أن يغازل السراب اذا ظفر بالماء أن يقنع؟
عفوا أيها الناشر العربي ، لقد سمحت للمستأدبين والمتأدبين ونشرت ملابسهم على حبل الأثير كلاما لا يضر العدو ولا لمن حوله ينفع
عفوا أيها الناشر العربي ……فلا الوسيلة قادرة على النهوض ولا الهدف منشود ولا الرابط بينهما متين ومشدود ……خانتك جميع ماتباهيت به من صور وافتخرت وتخلى عنك الجميل من الكلام ……وفي زمن الحرب لا سلام .
والخلاصة من يكتبون في هذا العصر لا يتحصنون باللغة لحماية أفكارهم ….هم ينثرون ما فيهم دون قيود وبلا حدود …….وصدق العقاد حين لم ينشر حرفا لأنه وقف تماما على حقيقة من حوله من المستأدبين وعرف حقيقة القارئ الذي سمع وعصى.