فيلادلفيا نيوز
ماجد القرعان
لدينا في الاردن كم كبير من المؤسسات المعنية بالمراقبة والمتابعة في جميع المجالات يدءً من حماية البيئة والمحافظة على النظافة العامة وانتهاء بالجرائم بمختلف انواعها الأمنية والاقتصادية والمجتمعية ما يفرض اتباع خطوات استباقية لضبط المخالفات والتجاوزات في حينه ولاكتشاف الكثير من الجرائم قبل وقوعها … وقد حصل .
والسؤال هنا أين كان هذا الكم الكبير من أجهزة المتابعة والمراقبة مما بتنا نشهد الآن وشهدنا في السنوات القليلة الماضية من جرائم كبيرة اقترفت بحق الوطن ومواطنيه لم تبدأ من قضية الدجاج الفاسد في أحد شهور رمضان السابقة ولا من ضبط أكبر سرقة كهرباء في الاردن ولا من قضايا الإختلاسات وتبادل المنافع بين مسؤولين على رأس عملهم ورجال مال وأعمال والغموض الذي ما زال يكتنف أموال الخصخصة ولا حتى سر الثراء المفاجىء لرئيس الوزراء الفلاني والوزير العلاني والنائب الذي كان يشحد الملح ويكتفي برشوة خمسة دنانير حين كان موظفا أو كان عاملا في احد المناجم أو كان مأمور لوزام طبية على سبيل المثال لا الحصر وكيف ظهرت ثم اختفت فجاة ظاهرة السطو على البنوك والمؤسسات وظاهرة الجوكر …. والقائمة تطول وتطول .
قريحة الاردنيين تفتقت بصورة كبيرة مع تسارع سيناريوهات ما عُرف بداية بمصنع المخدرات الذي تم ضبطه قبل أشهر ومصنع الدخان غير المرخص الذي تم ضبطه قبل أيام وما تبع ذلك من ضبط عشرات المصانع المشابهة في العديد من مناطق المملكة والمستودعات المكدس فيها كميات كبيرة من السجائر المهربة والمصنعة في هذه المصانع والمساحات الشاسعة المزروعة بالتبغ وانواع من المخدرات والتي يُقال انها تعود لذات االشخص المشتبه به الذي اشارت اليه وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة في احد مؤتمراتها الصحفية وما تم تداوله من قبل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين أشروا بوثائق وصور وفيديوهات على شخصيات متنفذة انها متورطة في هذه القضية ومنهم من كانت ادوارهم توفير الحماية التسهيلات لقائد العصابة والتي من شأن أحداها ان تتسبب في تعريق المتورطين وتجعلهم ينسون مشيتهم كما ينساها الغراب .
هل يُعقل ان المتورطين في مثل هذه القضايا مسلحين بطواقي ألإخفاء ويتنقلون في الوطن من اقصاه الى اقصاه على بساط الريح ليصعب على جهات الاختصاص رصدهم ومتابعتهم أم انهم يعتمدون على سحرة من افريقيا لديهم قدرات خارقة لحمايتهم أم انوراء الأكمة ما وراءها وهو مربط الفرس .
المتتبعون لما جرى ويجري ممن يحسنون القراءة ما بين السطور يخالجهم شبه يقين ان ما وراء الأكمة عصبة قابضة على كل شيء من الباب للمحراب متوزعين في كافة مفاصل الدولة بينهم القرطوز والأجير والمتنفذ وجلهم يأتمرون رغما عنهم وليس عن طيب خاطر بولي نعمتهم الذي بالتأكيد انه من خارج المؤسسات الرسمية كما توحي القضية الأخيرة .
لا اعتقد ان الناس بوجه عام سيقتنعون بأي تفسير ستسوقه الجهات الرسمية في نهاية المطاف لأغلاق هذا الملف فالقناعة الراسخة لديهم والتي تؤكدها كافة المعطيات ان شخصيات متنفذة وصاحبة صولة وجولة متورطة من الراس وحتى الساس والعرق يتصبب من اجسادهم ليلا نهارا .