فيلادلفيا نيوز
حذّر الخبراء في إحدى الندوات التي أُقيمت في الجمعية الملكية البريطانية، من أن الإنترنت قد ينهار بحلول العام 2023 بسبب “أزمة السّعَة”.
وقد دفعت هذه الفكرة الفنانة نتالي باتشاند إلى إنشاء معرض فني بعنوان “نهاية الإنترنت” بهدف دفع الفنانين إلى استكشاف مدى تأثير هذا الانهيار على المجتمع والفن والتكنولوجيا.
وفي حديثها مع مجلة “ذا كريتورز بروجيكت” قالت باتشاند: “كل عمل فنّي يتناول الفكرة الرئيسة للمعرض من وجهة نظر مختلفة، لكن هذه الأعمال المختلفة ترتبط بفكرة واحدة وهي: كيف سيبدو العالم بعد انهيار شبكة الإنترنت بالإضافة إلى التقادم التكنولوجي؟ من خلال ممارساتهم الفنية المتنوعة بداية باللوحات الزيتية، وحتى التصميمات ثلاثية الأبعاد تمكّن هؤلاء الفنانون من تمثيل فكرة المعرض ببراعة فائقة”.
وفي أحد المشاريع الفنية المستوحاة من الفنان بريون غيسين، قام المصممان سيمون لاروش وإيتيان غرينير بتصميم آلة يجلس فيها المشاهدون على مقعد ويدخلون رأسهم داخلها وعندما تدور هذه الآلة حول محورها ينعكس وجه المشاهد على بضع مرايا موجودة داخل الآلة، ووفقا لما ذكره المصمّم فإن هذه الانعكاسات تكوّن صورا مذهلة لوجه المشاهد.
وأخبر المصمّمان مجلة “ذا كريتورز بروجيكت”: “ابتعدنا عن فكرة إسقاط الفيديو لكي نصمم آلة ميكانيكية كهربائية تعتمد على الانعكاسات فقط. واستخدمنا مرايا تعكس في اتجاه واحد فقط لكي نصوّر فكرة النرجسية المنتشرة على الإنترنت بطريقة جديدة”.
وكان لا روش وغرينير استخدما قطع المرايا الصغيرة واللمبات الكهربائية في تصميم نماذج المشروع الأولية، وذلك قبل أن يتوصلا إلى التصميم النهائي للمشروع. وقد بدآ تنفيذ هذا المشروع قبل أسبوع فقط من انطلاق المعرض.
وأضاف المصمّمان: “نريد أن يقوم الناس بتجربة الانفطام التدريجي من الإنترنت، ونأمل تحقيق ذلك من خلال إجراء تعديلات مجرّدة على انعكاسات صورتهم الشخصية، وحينها سيبدأ الناس في التفكير بشأن وجودهم الوهمي على الإنترنت”.
وأشارت باتشاند إلى أحد الأعمال الفنية الأخرى التي حاول فيها الفنان فريدريك لاليبرتيه تصوّر إمكانية إنشاء مشروع إنترنت يمتد إلى ما لا نهاية، وتصف هذا العمل الفني على أنه محاولة يائسة لتشبيه الإنترنت بمراكز البيانات التي يمكن إنشاؤها يدويا.
وتتضح فكرة محاولة إعادة إحياء الإنترنت إذا ما تعرضت الشبكة للانهيار والدمار في أعمال غريغوري تشاتونسكي ودومينيك سايرويس، حيث قام الفنانان بتخيل عميلة استخراج لخوادم الإنترنت (التي ما زالت لديها القدرة على العمل مرة ثانية) شبيهة باستخراج الجثث من المقابر الأثرية.
وأشارت باتشاند خلال لقائها مع مجلة “ذا كريتورز بروجيكت” إلى لوحة أخرى في المعرض للفنان جوليان بولي بعنوان “ميمينتو فاستوم”، وتحتوي هذه اللوحة على رسمة لجمجمة موضوعة على مكتب وأمامها شاشة كمبيوتر بالأبيض والأسود، وعلى يسارها توجد شمعة منطفئة حديثا. ووفقا لما ذكرته باتشاند فإن هذه اللوحة تمثّل الذاكرة المفقودة، وفي هذه الحالة يكمن هذا الفقدان في عدم معرفة كيفية استبدال المعرفة الفنية أو التقليدية بالأمور الجديدة، والتي غالبا ما تكون في هيئة معلومات أو بيانات.
وفي مشروع آخر بعنوان “جولي ترتعش” قام الفنانون بصنع سلسلة قصيرة من الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والتي تصور موت نجم وتحوّله البطيء. وبعد موت الكون والإنترنت تولد ألماسة من وسط ركامهما.
وتأمل باتشاند من خلال هذا المعرض أن يقوم الناس بإعادة التفكير في علاقاتهم الشخصية والجماعية مع الإنترنت، وتحديد ما الذي يريدونه فعلاً من شبكة الإنترنت.
وأضافت باتشاند قائلة: “يعتقد الكثيرون أن الإنترنت يعزل الناس عن بعضهم البعض، لكنه في الحقيقة يدفعنا إلى التواصل معا. وأنا أقرأ حاليا كتاب كينيث غولدسميث بعنوان: تضييع الوقت على الإنترنت، وقد أدركت مدى تأثيره الايجابي على حياتي اليومية، وهو الأمر الذي لم أكن ألاحظه من قبل”.
وتابعت: “يبدو أن الإنترنت لا يتوقف عن المضي قدما، وأنا لا يمكنني الانتظار لرؤية مستقبل الإنترنت، فقد تحدث أمور لا يمكننا تخيلها”.