فيلادلفيا نيوز
بشير حسن
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعانى نفسيًا بسبب مشاهدته لجرائم القتل التى يرتكبها بشار الأسد فى مدينة دوما السورية، وقد هاله استخدام بشار للأسلحة الكيماوية التى راح ضحيتها أطفال أبرياء، وهو ما استحق إعلان ترامب الحرب على سوريا، بعد وصفه الأسد بـ«الحيوان»، وإلقائه بالمسئولية على الرئيسين الروسى والإيراني، بل إن الرجل لم يعف سلفه باراك أوباما من المسئولية، حيث اتهمه بالتهاون مع بشار عندما استخدم السلاح الكيماوى قبل عامين، راح ترامب فى نوبة «تويتية» تحمل إعلانًا شبه مؤكد عن ساعة الصفر، ومن فرط ثقته أو ارتباكه المشوب بفقدان الثقة تحدث عن الطريقة المستخدمة لضرب سوريا، وطلب من بوتين انتظار الصواريخ الذكية، وبعيدًا عن رعونة ترامب وإعلانه عن خطة بلاده لضرب سوريا، وبعيدًا أيضًا عن هرولة وزير دفاعه إلى البيت الأبيض لإلجامه.. فما يهمنا هنا قلب ترامب الموجوع على أطفال سوريا دون غيرهم، فثمة علاقة إنسانية تربط الرئيس الأمريكى بمواطني «دوما» خاصة الأطفال والنساء.
ترامب لم يعان نفسيًا، ولم يوجعه قلبه على أطفال الروهينجا فى بورما، الذين قتلوا فى تصفيات عرقية على مرأى ومسمع من العالم، أكثر من ألف قتيل ما بين نساء وأطفال كانوا يحرقون جماعة تلو الأخرى، ومئات الآلاف من اللاجئين فروا إلى بنجلاديش، وآلاف المنازل هدمت على رءوس من فيها، مشاهد القتل تناقلتها وكالات الأنباء، وتصدرت اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ترامب أغمض عينيه عنها، وصم أذنيه عن صراخ أكثر من مليون مسلم فى بورما، ولم نسمعه يصف أونج سان سو تشى زعيمة ميانمار بالحيوانة كما فعل مع بشار الأسد، وهى التى أعطت تعليمات بقتل المسلمين، وأشرفت على ذبحهم وتهجيرهم وحرقهم، ولم نسمعه يجيش القوى الكبرى ضدها، أو يعلن الحرب عليها.
قلب ترامب لم يوجعه قتل الأطفال الفلسطينيين، الذين يواجهون رصاص جيش الاحتلال بصدور عارية، أطفال ونساء نظموا مسيرات سلمية للاحتفال بذكرى يوم الأرض.. فشيعتهم الجماهير إلى مثواهم الأخير، مشاهد القتل والضرب عرضتها الفضائيات، وجثامين الأطفال ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، وصرخات الأمهات الثكالى انطلقت مدوية لتسمع العالم، لكن ترامب لم ير ولم يسمع، لكنه تكلم، ليس عن جرائم إسرائيل.. ولكن عن إرهاب الفلسطينيين، ولم نسمعه يصف رئيس الوزراء الإسرائيلى بالحيوان، أو يعلن الحرب عليه.
قلب ترامب لم يوجعه إلا ثروات العرب والمسلمين، فراح يجرفها، تارة بالبلطجة، وأخرى بالوقيعة، وها هو يعيد إلى الأذهان مشهد غزو العراق وتدميرها، وكانت الحجة الأسلحة الكيماوية التى يمتلكها صدام حسين، وبعد تدمير واحد من أقوى الجيوش العربية، ونهب ثروات واحدة من أغنى الدول..اكتشفت أمريكا أنه لا وجود للأسلحة الكيماوية، وأن بوش أخطأ عندما دمر العراق، ويأتى ترامب ليعيد نفس المشهد، فبعد أن أنهكت الفتنة الجيش السورى ومزقته.. يخشى ترامب أن تضيع حصته من الغاز السوري، فيعلن الحرب على بشار. توجعنا قلوبنا على ما آل إليه حالنا، وقلوب ترامب والغرب توجعها ثرواتنا.