فيلادلفيا نيوز
رغم مرور أقل من عامين على تولّي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، فإن إدارته اتخذت سبعة قرارات خطيرة ومصيرية، تضرب عمق القضية الفلسطينية، خاصة في ملفي القدس واللاجئين.
وتأتي هذه القرارات المتتالية إثر رفض الفلسطينيين خطة السلام الأميركية التي لم يعلن عنها بشكل رسمي والمعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”، لكن تسريبات متواترة أكدت أنها تتضمن انتقاصا خطيرا للحقوق الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بمدينة القدس وملف اللاجئين والاستيطان.
وبحسب العديد من المصادر، فإن الخطة تقوم على منح الفلسطينيين حكما ذاتيا في الضفة الغربية، مع الاعتراف بشرعية الاستيطان الإسرائيلي فيها، كما تسعى الخطة لإنهاء حق العودة للفلسطينيين، وشطب قضية اللاجئين.
وتدعو الخطة أيضا إلى الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل فقط، ومنح الفلسطينيين عاصمة في ضاحية أبو ديس، القريبة من المدينة.
وفيما يلي رصد للقرارات التي اتخذتها إدارة ترامب ضد القضية الفلسطينية منذ إعلان الرئاسة الفلسطينية رفضها لخطة “صفقة القرن”:
1ـ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل:
في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن ترامب رسميا اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة لاقت إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية.
وأثار قرار ترامب غضبا فلسطينيا كبيرا، حيث اندلعت احتجاجات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أدت إلى استشهاد وجرح العديد من الفلسطينيين.
ومنذ إقرار الكونغرس عام 1995 قانونا بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأميركيون على تأجيل التصديق على هذه الخطوة لمدة ستة أشهر، وهو التقليد الذي أنهاه ترامب.
2ـ تقليص المساعدات للأونروا:
في 16 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت واشنطن تقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث جمدت نحو 300 مليون دولار من أصل مساعدتها البالغة حوالي 365 مليون دولار.
وتسبب ذلك الإجراء في مفاقمة الأزمة المالية التي كانت تعانيها وكالة الأونروا أصلا، مما دفع إدارة الوكالة إلى اتخاذ قرارات عدة أدت إلى تقليص خدماتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
3ـ نقل السفارة إلى القدس:
بعد نحو خمسة أشهر من قرار واشنطن الأول الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، نقلت سفارتها فعليا من تل أبيب إلى القدس يوم 14 مايو/أيار الماضي، وقال ترامب في خطاب لاحق إن نقل سفارة بلاده إلى القدس “يزيح ملف القدس من أي مفاوضات فلسطينية إسرائيلية”.
وأثار ذلك القرار غضب الحكومات العربية والإسلامية والأجنبية، كما تسبب في موجة احتجاجات في قطاع غزة ارتكبت إسرائيل خلال مواجهتها مجزرة راح ضحيتها 62 فلسطينيا في يوم واحد.
4ـ قطع المساعدات كلها عن الأونروا:
بعد أشهر من قرار تقليص المساعدات، قررت الإدارة الأميركية في 3 أغسطس/آب الماضي قطع كافة مساعداتها المالية لوكالة الأونروا.
وفي بيان لها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت إن واشنطن قررت عدم تقديم المزيد من المساهمات للأونروا بعد الآن.
واعتبر الفلسطينيون ذلك القرار “تصعيدا أميركيا خطيرا ضد الفلسطينيين، يهدف إلى شطب حق العودة وإغلاق قضية اللاجئين”.
وفي السياق ذاته، كشفت مجلة فورين بوليسي الأميركية في 4 أغسطس/آب الماضي أن إدارة ترامب بدعم من صهره ومستشاره جاريد كوشنير وأعضاء في الكونغرس، تعمل على إنهاء وضعية “لاجئ” لملايين الفلسطينيين من أجل وقف عمل الأونروا.
5ـ قطع كل المساعدات للسلطة الفلسطينية:
في 2 أغسطس/آب الماضي، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في تصريحات خلال مؤتمر صحفي بمدينة رام الله إن الإدارة الأميركية قررت وقف كل المساعدات المقدمة للفلسطينيين.
ويشمل ذلك القرار “المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة، التي تأتي لمصلحة مشاريع بنية تحتية ومشاريع تنموية”، وفق الحمد الله.
وأصدر البيت الأبيض بيانا جاء فيه أن واشنطن أعادت توجيه أكثر من 200 مليون دولار كانت مخصصة لمساعدات اقتصادية للضفة الغربية وغزة، إلى مشاريع في أماكن أخرى حول العالم.
6ـ وقف دعم مستشفيات القدس:
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في 7 سبتمبر/أيلول الجاري حجبها 25 مليون دولار، كان من المقرر أن تقدمها مساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس، وعددها ستة مستشفيات.
7ـ إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن:
أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم الاثنين أن الإدارة الأميركية أبلغتهم رسميا بقرارها إغلاق مكتب المنظمة بواشنطن.
وقال عريقات في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) “تم إعلامنا رسميا بأن الإدارة الأميركية ستقوم بإغلاق سفارتنا في واشنطن عقابا على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية، وستقوم بإنزال علم فلسطين في واشنطن العاصمة”.