فيلادلفيا نيوز
قاسم العمرو
عبر جلالة الملك عن غضبه وعدم رضاه عن الحالات المشهودة في التهاون بتطبيق القانون وأكد بانه سيكون خصم كل من يقصر في تنفيذ القانون خصوصا بعد حادثة الطفل هاشم الكردي الذي قتل في حضن أمه في تصرف همجي ووحشي ولا يقيم الفاعلون أي وزن للانسانية.
من حق الملك ان يغضب ومن حق كل من لديه ذرة انسانية أن يغضب وهو يرى ويسمع ان قطعانا بشرية تهاجم عائلة مسالمة احتمت بالشرطة والدرك ولكن للاسف كانت جهود الدرك قاصرة، عن منع شباب هائج انقض بالحجارة حتى هشم رأس الطفل هاشم.
للاسف هناك حالات تجاوز كبيرة وكثيرة على القانون والامثلة عديدة ولا حصر لها، لكن يدور تساؤل مهم في خلدي لماذا يحصل هذا هنا في الاردن؟ ونحن دولة لديها مؤسسات عريقة ونسبة عالية جدا من المواطنين يحملون الدرجات العلمية، ويعد الاردن في مصاف الدول المتقدمة من حيث عدد حملة الشهادات الجامعية.
الملاحظ ان الاردن تهاجمه ثلاثة أمراض خطيرة فإن لم يتم تداركها والاعتراف بوجودها والعمل على معالجتها سيزداد الوضع سوءاً وتتعقد المسائل أكثر وتصبح انسانيتنا على المحك.
اما المرض الاول والخطير هو تفشي الفساد وارتفاع منسوب الانا وانحراف الافراد كلٌ لتحقيق مصالحه، فانتشر الفساد بصور واشكال مختلفة منه إداري ومالي ورشوة وتهرب ضريبي واستغلال وظيفي، والمحسوبية والواسطة فأدى ذلك الى ضياع العدالة الاجتماعية…….وما زالت الحكومات تتعامى بقصد عن إيجاد الحل الانجع في مواجهة هذه الظاهرة من خلال سن قانون من أربع كلمات …من أين لك هذا؟.
أما المرض الثاني، فهو أخطر من الاول لانه يتعلق بأمننا الفكري الذي أصبح مستباحا بكل اشكال الاختراق، فاصبح المجتمع مشوش وحائر وتهاجمه المعلومات بكل أشكالها من كل حدب وصوب، وهذه المعلومات يتداولها الجميع بمختلف مستوياتهم، فاصبح الشعب ضحية لوسائل التواصل الاجتماعي وما فيها من زخم المعلومات،وهذه المعلومات شديدة الخطورة حتى اصبح الشخص يعيش في هذا العالم الافتراضي وكان الحقائق تلفه من كل جانب، ويعيش في دوامة ما بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي، وأدى ذلك الى اتساع الهوة بين القاعدة والرأس واصبح من الصعب معالجة هذا الخلل لان انتاج معلومة صحيحة يحتاج الى وقت وتحضير بينما المعلومات المشوشة تصل بكل سهولة وهناك من يحرص كل الحرص على تمريرها.
والمرض الثالث يتمثل بانهيار منظومة الاخلاق على كافة الأصعدة، وأعراض ذلك كثيرةمنها النظافة، إذ لا يمكن تخيل شخص يرمي مخلفاته بالشارع العام انه يتحلى بأي منظومة اخلاقية ناهيك عن السلوكات الغوغائية والهمجية والطيش والالفاظ السوقية والسباب واللعن بمناسبة وبغير مناسبة، ولا ننسى انتشار المخدرات وتعاطيها والترويج لها بشكل مزعج إذ اصبحت تشكل ظاهرة حقيقية في مجتمعنا.
إن سلوكنا في مواكب الافراح والخريجين يعكس مدى تحضرنا وانضباطنا الاخلاقي، المزعج والمثير للدهشة انك قد تتعرض لمشكلة او تقع بحقك جريمة إذا صادفك احد الشباب المتهورين بالشارع وحصل اي تلاسن بينك وبينه، ودليل ذلك ما حصل لعائلة الطفل هاشم الكردي، فالذنب الوحيد لهذه العائلة ان الاب تجاوز “موكب عرس” كان يسدُ الطريق بشكل فوضوي ولم يسعفه الحظ رغم احتمائه بدورية شرطة ودورية درك من قتل إبنه في حضن أمه.
جلالة المك من حقه أن يغضب ومن حقه ان يحاسب المسؤول المقصر في أداء واجبه أو من أوكلت اليه مهمة رسمية…… فالرسالة واضحة وعلى الحكومة ان تستمع جيدا وان تعالج الخلل وان تأخذ المجتمع الى شاطئ الامان قبل ان تجنح سفينته وتغرق في وحل الغوغائية وانهيار منظومة الاخلاق والفساد.
حمى الله الوطن وقيادته من كل مكروه