الأربعاء , ديسمبر 25 2024 | 7:26 م
الرئيسية / السلايدر / فدوى البرغوثي تكتب:هل تشتكي من الحجر الصحي لمدة ١٤ يوم ؟ هل تعرف معنى العزل الانفرادي في سجون الاحتلال؟

فدوى البرغوثي تكتب:هل تشتكي من الحجر الصحي لمدة ١٤ يوم ؟ هل تعرف معنى العزل الانفرادي في سجون الاحتلال؟

فيلادلفيا نيوز

مقتطفات من كتاب الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي … مروان البرغوثي

كانت زنزانتي في الجهة الأقدم من القسم، معتمة جداً، وفيها فتحة عند نهاية الحائط العالي كثيراً، وهي فتحة مدججة بالشبك والقضبان، ولا يتعدى ارتفاع تلك الفتحة وعرضها 15سم، ومن المستحيل الوصول إليها بسبب علوّها عن الأرض، ولأنها تطل على مبنى آخر من السجن، فلا جدوى من التسلق والمخاطرة بالسقوط. يتسلل النور من هذه الفتحة لفترة قصيرة كخيط رفيع في ساعة محددة قبل الظهر، وفي أوقات قليلة من الليل يمكن مشاهدة القمر من مكان ما ولكن بصعوبة شديدة. في الزنزانة ضوء خافت ومحدود، وإذا أطفئ النور تصبح الزنزانة مظلمة كلياً، ولا يمكن رؤية أي شيء أو حتى القدرة على التحرك، وبالتالي، يتوجب أن يبقى الضوء مُشتعلاً طوال الوقت، وفي الغالب، فإن السجّان هو الذي يُنير الضوء ويطفئه، لأن مفتاح تشغيل الإنارة يقع خارج الزنزانة

كانت ساحة قسم العزل الانفرادي في الجهة الأخرى من الزنازين وهي ساحة صغيرة جداً لا يزيد طولها على ثمانية أمتار، وعرضها خمسة أمتار، محاطة بجدران إسمنتية مرتفعة جداً ولا يمكن مشاهدة أي شيء سوى الجدران المرتفعة من الجهات الأربع. الساحة مسقوفة بأربع طبقات من القضبان الحديدية، ونصفها مغطى بالحديد الكامل، بينما النصف الآخر فيه فتحات تُمكّن الأسير من رؤية جزء من السماء المشبكة بالحديد والأسلاك الشائكة، وتصل الشمس إلى الساحة في وقت محدود تقريباً، ويعتمد على حظ الأسير والوقت الذي يخرج فيه إلى الساحة، لكنني تعلمت مواعيد الشمس، وقلت أهلاً بالسماء الزرقاء، وإن كانت مغطاة بالصفيح والحديد. طوال فترة وجودي في ذلك العزل في سجن أيالون لم أتأخر عن الخروج يوماً، حتى في ظل طقس شديد المطر، وصعوبة في المشي لأن الساحة تمتلئ بمياه الأمطار، وخاصة أنها أشبه بالبئر، مما يجعل السير فيها صعباً، ومع ذلك كنت أفضل أن أبتل من المطر على أن أبقى في الزنزانة، كي أتمكن فيها من معانقة قليل من ضوء الشمس، وأشم الهواء الذي يخترق الجدران والأسلاك الشائكة في السماء…
وبطبيعة الحال كنت وحيداً في الساحة كما في الزنزانة، أمضي فترة الفورة ماشياً، أنادي المعتقلين في الزنازين الأقرب إلى الساحة مع أنها مهمة شاقة، شعرت كثيراً بالتعب في الحنجرة بسبب المناداة، ورفع صوتي، حتى يتمكن من تجاوز الجدران الإسمنتية، لعلني أتمكن من الحديث إلى إخوةٍ لا أراهم

القصد من كل ذلك هو أن العزل الانفرادي يفصل الإنسان عن العالم… يتوقف الزمن وربما يريدون أن يتوقف العقل والتفكير والتفاعل مع الأحداث والمحيط، إنه موت بطيء بلا أوكسجين الحياة…

#الأسير_الفلسطيني يقبع في سجون الاحتلال لتعيش انت وانتِ ونحن وانا بكرامة وحرية وتحمل عذابات وحرمان لسنوات طويلة من اجلنا … انت سوف تلتزم بيتك لتحافظ على أحباء هؤلاء الأسرى الذين دفعوا حريتهم ثمن حرية شعبهم.

 

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com