فيلادلفيا نيوز
علي الطراونة
لمن لايعرف جمال الفار هو ذاكرة زمان ومكان ، مصري عمل معنا في شيحان في اوائل التسعينيات من القرن الماضي في مهنة المتاعب ، كان محبا لنا، نبادله الحب بالحب ،والود بالود .
تغيرت لهجته المصرية ،الا ان مصريته وملامحه العذبة، وخفة دمة، لم يتغيرا .
تركنا مدرسة شيحان ،وكنا نزوره بين الفترة والاخرى، لنرى تغير الازمنة في وجهه، وما تغير جمال ،حيث بقي بين اعداد المجلات والارشيف سادنا لها ، وقضى عمرا باكمله بين الاوراق التي عشقها ، الى ان وافته المنية عن خمسة وستين عاما ..
جمال شهد بداياتنا في مهنة الصحافة ووكان الشاهد على انطلاقة احلامنا ، كان يشبهنا في كل شي .. وكان سيد مشهد الطيبة والنقاء دون منازع !!
لم نكن لنشعر ان جمال الفار غريبا بيننا، لانه الدمث الخلوق، ولانه يشبهنا في كل شيء ،،كان اردنيا اكثر منا رغم مصريته ووفيا وطيبا وصادقا رغم ليل اغترابه الطويل ..
كنا نشتكي اليه همومنا واوجاعنا ،ويشاركنا الرأي والحل لذلك احببناه واودعناه المقل !!
كم اوجعني رحيلك يا ابن النيل الابي ، يا اخي فقد عشت وحيدا ،ومت وحيدا، لكن روحك ستبقى بيننا ..
رحم الله صديقنا وحبيبنا المصري الاردني الجميل” جمال الفار “الذي وافته المنية بعد ان قضى ثلاثين عاما خازنا للصحف في الاردن دون رجعة الى وطنه مصر ولو مرة خلال تلك السنين ..