فيلادلفيا نيوز
.البتراء … تروي قصتها عبير الامعري
البتراء تشتاق لزوارها وضيوفها ..
السابع من تموز 2007 ، وقف العالم والأردنيين ليحتفل ب يوم تتويج البتراء لتكون من احد عجائب الدنيا
البتراء
ليست مجرد مدينة صخرية بين الجبال ، بل أنشودة لرواية تنبض بالحياة كتبتها يدُ الانباط عبر الزمن على صفحات الصخر الوردي،
وحافظ عليها الأردنيين وأهل البتراء عبر السنين ..
معجزة من أسرار الكون تنبض بالجمال تتنفس السحر
أودعتها الطبيعة سحرها وسكونها
توهبها الشمس من اشعتها قبلة دافئة بكل صباح،
فتلألأ جدرانها بلونٍ أحمر وردي كالورد إذا خجل وابتسم،
وكالعنبر إذا تنفس، وكالحنين إذا اشتاق و اشتدّ .
البتراء عروس الصحراء المختبئة بين الجبال، تحتفظ بأسرارها بين طيات الممرات وخزائنها العميقة ،
تهمس للريح ، و تغازل الضوء، وتنادي الشمس نهارا لتشع بأشعتها وتنتظر القمر والنجوم ليلا .
تسحر القلوب وتمتلكها وتفتن العيون لتأسرها و كلما اقتربت منها شعرت بصوت خفي يناديك بين
جبالها الشاهقة التي لا تكتفي بالعلو، بل كأنها تحلق بالسماء ل تأتي اليك من بعيد،
لتخطو نحوك بخطى ناعمة عبر سيق وكلما انت تقترب هي تقترب أكثر لتفتح ذراعيها كأمٍ حنون تستقبل أبناءها العائدين .
ترابها الاحمر الملون ليس ترابًا، بل هو كوشاح حريري ناعم نثرته النجوم في لحظة حب للأرض ، دافئ كحضن الأب ، لونه كلون الغروب الساحر و دفء الفجر الحالم حين تختلط الأحلام بالأمل بالفرح .
كل ذرة من رمالها تروي حكايات لكتاب عجائب ، وكل ظل فيها يأوي روح عاشقٍ بين نقوشها، وكل صخرة تهمس لك لتغني وتغني : “أهلاً بك، أنت لست ضيفًا، بل ابن هذه الأرض .”
البتراء تناديك لتحتضنها لتسكنك بعظمتها تترك بقلبك وروحك بصمة لا تغادرك ابدا لتزرع عشقًا بقلوبنا لا ينتهي .
مدينة تناديك من بعيد، لا بصوت، بل بجمالها الطاغي، فتسير إليها، لا بقدميك، بل بروحك ..
في البتراء، كل شيء يشبه القصائد: اللون، الملمس، الهواء، التراب الرائحة وحتى الصمت الهادئ الصاخب
كل شيء فيها يدعوك أن تبقى،
أن تتأمل، أن تحب، ان تعشق و أن تُولد من جديد بين حجارة تتنفس التاريخ، والعظمة جمال يوقظ المشاعر وسحر يأسر القلوب.
فيا من تبحث عن السحر والحب .. البتراء تناديكم .. زورو البترا فهي مشتاقة إليكم ..
فحين قرر الجمال ان يسكن الأرض اختار البتراء وطنا له .
يلا على البتراء
