فيلادلفيا نيوز
قال قائد عسكري إيراني يوم الخميس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يجب أن يوجه إليه هو الحديث عندما يهدد طهران وأشار ساخرا إلى أن ”أدبيات ترمب لا زالت أدبيات الملاهي ونوادي القمار“.
وتصريحات الميجر جنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني هي الأحدث في إطار حرب كلامية بين البلدين.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية عن سليماني قوله ”كجندي… من واجبي الرد على تهديدات ترمب… إن كان يريد استخدام لغة التهديد… فعليه أن يتحدث إلي لا إلى الرئيس (حسن روحاني). ليس من شأن رئيس جهوريتنا أن يرد عليك“.
ورسالة سليماني في جوهرها تحذير للولايات المتحدة بأن توقف تهديداتها لإيران بالحرب أو المجازفة بمواجهة رد فعل إيراني.
ونقلت وكالة تسنيم عن سليماني قوله لترمب ”نحن قريبون منك، في مكان لا تتصوره أبدا… تعال نحن بانتظارك. أنتم ستبدأون هذه الحرب لكن نهايتها نحن من سيفرضها“.
وأضاف ”أنت تعلم أن هذه الحرب ستدمر كل ما تمتلكه“.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن خطاب سليماني الناري ليس سوى ”حديث أجوف“ لأن إيران تدرك ”قوة وقدرة الجيش الأمريكي“.
كان ترمب قال في تغريدة على تويتر مساء يوم الأحد وجهها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني ”إياك أبدا أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ. لم نعد دولة تقبل كلماتكم المختلة عن العنف والموت… احترسوا!“
وقبل ذلك بيوم وجه روحاني حديثه لترمب في كلمة وقال إن السياسات الأمريكية العدوانية والحرب مع إيران هي ”أم الحروب“.
وأذكت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون التوترات حيث قال في بيان يوم الاثنين ”الرئيس ترمب أبلغني بأنه إذا فعلت إيران أي شيء سلبي فستدفع ثمنا لم تدفع مثله من قبل على الإطلاق سوى قلة من الدول“.
وأشار سليماني، الذي يتولى فيلقه مسؤولية العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، إلى كلام ترمب هذا وخاطبه قائلا ”رغم أنه مضى عام على رئاسة ترمب فما تزال أدبياته هي أدبيات نوادي القمار والملاهي الليلية“.
وهدد قادة الحرس الثوري الإيراني بتدمير القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط واستهداف إسرائيل، التي لا تعترف بها إيران، في غضون دقائق من تعرضهم لهجوم.
* حرب كلامية
تواجه المؤسسة الدينية في إيران ضغوطا أمريكية متزايدة وتوقعات بفرض عقوبات محتملة منذ أن قرر ترمب في مايو أيار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بين إيران وقوى عالمية.
وتسعى واشنطن لإجبار طهران على وقف برنامجها النووي ودعمها لجماعات متشددة في الشرق الأوسط حيث تخوض إيران حربا بالوكالة في اليمن وسوريا
وبرغم التصريحات النارية إلا أن هناك ميلا محدودا في واشنطن لنزاع مع إيران ليس فقط بسبب الصعوبات التي واجهها الجيش الأمريكي في العراق بعد الغزو في عام 2003 لكن أيضا بسبب الأثر على الاقتصاد العالمي إذا أدى النزاع إلى ارتفاع أسعار النفط.
وتعصف الضغوط الاقتصادية الأمريكية المتزايدة وركود الاقتصاد وانخفاض قيمة العملة والفساد الحكومي بالمؤسسة الدينية في إيران لكن محللين ومطلعين على بواطن الأمور يستبعدون أي فرصة لحدوث تحول جذري في الأفق السياسي في طهران.
وقال مسؤول إيراني كبير طلب عدم ذكر اسمه لرويترز ”إنها حرب كلامية. لا يريد أي جانب مواجهة عسكرية. لكن بالطبع إذا هاجمت أمريكا إيران فسيكون ردنا مدمرا“.
وأشار ترمب يوم الثلاثاء إلى أن المحادثات مع إيران أحد الخيارات وقال إنه مستعد ”للتوصل إلى اتفاق حقيقي“ مع إيران. لكن إيران رفضت ذلك.
وقال شتاينتز ”لكن في نهاية المطاف، في غضون بضعة أشهر، نصف عام، لن يكون أمامهم خيار وسيعودون إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ويتخلون عن برنامجهم النووي“.
وبينما تسعى الولايات المتحدة للضغط على الدول لوقف جميع وارداتها من النفط الإيراني اعتبارا من نوفمبر تشرين الثاني حذرت إيران من اتخاذ إجراءات مضادة ووقف جميع صادرات النفط الخليجية إذا تم وقف صادراتها.
وقال سليماني يوم الخميس ”البحر الأحمر لم يعد آمنا مع وجود القوات الأمريكية في المنطقة“.
وأعلنت السعودية أنها أوقفت مؤقتا مرور جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر بعد هجوم شنته حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على ناقلتي نفط. (رويترز)