الأحد , ديسمبر 22 2024 | 6:13 م
آخر الاخبار
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : يا دولة رئيس الوزراء أيامنا الأخطر لم تأتي بعد

رايق المجالي يكتب : يا دولة رئيس الوزراء أيامنا الأخطر لم تأتي بعد

فيلادلفيا نيوز

نراقب المناخ واخبار الطقس وما سيأتي من برودة أو حرارة وأمطار وثلوج ونستعد لها ولكننا لا نراقب مناخا سياسيا عالميا وفي المنطقة وما سيمر علينا بالضرورة نتيجة التغيرات التي تحصل.

الأردن بسبب موقعه الجيوسياسي في المنطقة ومن القضية المركزية والصراع العربي الصهيوني كان دائما الأكثر تأثرا بما يجري على الساحة السياسية في المنطقة وفي العالم وتنعكس اي متغيرات على داخله بشكل اسرع وأوضح من بقية الإقطار العربية وذلك لأن الأردن على أطول خط مواجهة جغرافيا وسياسيا مع العدو المحتل.

وقد تشكل إلى الغرب من المملكة منخفضا سياسيا عميقا بقدوم أكثر الحكومات تطرفا لدى الكيان الصهيوني سيسبب قطعا عواصف سياسية في المنطقة برمتها وستكون الأرض المحتلة والأردن الأكثر تأثرا من أي قطر أو منطقة أو شعب في العالم وهذا يستدعي أن يكون هناك رفع لحالة طواريء سياسية إلى أقصى الدرجات وإلى التركيز على اخذ كافة الإحتياطات والإستعدادات لمجابهة أي أثر أو تأثير بل هو الاستعداد لمعارك سياسة وإقتصادية ستزداد معها الضغوطات والتحديات على المملكة الأردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعبا.

ومما لا نقاش فيه أن الاستعداد لدخول اي مرحلة أو أي معركة سياسية أو غير سياسية يقع على عاتق السلطات العامة في الدولة وليس على الشعب أو على مؤسسات المجتمع المدني أو على الأفراد والجماعات وتكون الحكومة القائمة هي المسؤول الأول والأخير عن إتخاذ ما يلزم من إستعداد لدخول أي مرحلة وأول هذه المهام هي تمتين الجبهة الداخلية فلا تقدر اي دولة مهما كانت عظيمة وقوية أن تكسب في اي معركة صغيرة إذا كان هناك أي نوع من الانقسامات وعلى أي مستوى أو صعيد داخل الدولة وهذا من البدهيات السياسية والعسكرية الثابتة تاريخيا وعلميا ومنطقيا.

ونحن في الأردن – وإن جملنا أو انكرنا باي وسيلة – لدينا انقسام خطير يضعف الجبهة الداخلية تماما في أي مواجهة وهو الانقسام بين عناصر الدولة (السلطة) و(الشعب) فحالة انعدام الثقة وتزايد إحتقان الشارع بسبب الأوضاع الإقتصادية ولعبة شد الحبل بين هذه العناصر هي أخطر ما قد تتعرض له دولة حتى في أفضل الظروف والمناخات السياسية وهي والحال التي يعيشها العالم والمنطقة أمر أو حالة كارثية ومدمرة اقل ما توصف به أو يشبهها هو حال أهل القسطنطينية عاصمة بيزنطا ورجال السياسة والدين فيها حينما كانوا يخوضون الجدالات بينهم (هل الملائكة ذكور أم إناث) وكل فريق يريد إثبات وجهة نظره وإقناع الآخر وفي ذات الوقت الذي كانت جيوش محمد الفاتح تقترب وتحاصر أسوار القسطنطينية.

فيا حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ويا رجال الدولة والسياسة والإدارة ويا من تعلنون دوما انتمائكم وولائكم وحرصكم على هذا الوطن نناشدكم بما تدعون حبهم وولائكم وإنتمائكم لهم بأن تتابعوا الارصاد السياسية كما تتابعون الارصاد الجوية وكذلك أحاديث المنجمين عن تنبؤاتهم للسنة الميلادية الجديدة وأن ترفعوا حالة الإستعداد والطواريء فعليا بأن تتنبهوا لضرورة تمتين الجبهة من الداخل واقعيا وفعليا بالبحث عن حلول عملية وواقعية وأن تتنازلوا عن تعاليكم على هذا الشعب وإستهتاركم بالرأي العام وبهذه الحالة من إدارة كل طرف ظهره للآخر وأن تتوقفوا عن نهج حرق المراحل وترحيل الأزمات والمشاكل للأمام وانتم لا تأبهون إلا لزمن وجودكم في مواقع المسؤولية والقرار فلا تريدون إلا أن تغادورها وأنتم في رغد إلى رغد.

يا أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة أنتم المسؤولون أمام الله وأمام الملك وأمام الشعب ولا أحد أو جهة غيركم عن حماية الوطن والقادمات على البلاد عاديات لا ينفع معها الزيف والتملق والنفاق وأكوام الصور وخطابات الإنشاء اللغوي.

اللهم هل بلغت….
اللهم فأشهد….

أبو عناد.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com