فيلادلفيا نيوز
هذه شخصية أردنية لها خلفيات أردنية لا تقبل المزاودة فهو إبن المحافظة والعشيرة العريقة وهو الوجه المعاني العشائري الرزين وهو الأردني الذي لم يكن إلا شعبي المولد والنشأة ولم يولد كما يقال “وفي فمه ملعقة من ذهب” ولم يدخل “الروضة” ومدارس “الانترناشونال” وقد جلس على ذات “الرحلاية” التي جلس عليها كل أبناء الوطن من عامة الشعب وهو بعد خط السير الطبيعي على مقاعد الدرس كان النائب عن منطقته لعدة دورات ومجالس والوزير والمسؤول الذي تولى عدة حقائب وزارية ومهام عامة ليكون النائب والمسؤول المخضرم.
هذه شخصية تبرز في هذه الآونة ضمن حكومة الخصاونة لتحمل في أوقات وفي شؤون ومسائل مسؤولية تتجاوز مجرد كونه يتولى حقيبة وزارة الإدارة المحلية أو نائبا لرئيس الحكومة بل نراه يتصدى إلى مهمة وموضوع لا يقل أهمية عن المهام التي أوكلت للجنة الملكية لإصلاح وتطوير منظومة التشريعات المتعلقة بالحياة السياسية وهو موضوع تعديل قانون الإدارة المحلية الذي يعتبر أساسا وركنا في الحياة السياسة والإدارية والإقتصادية الأردنية لإرتباط موضوع الإدارة المحلية بتفاصيل المجتمعات الأردنية على اختلافها وتمايزها في تفاصيل كل منطقة ومجتمع أصغر من المجتمع الاوسع (مجتمع الدولة) ويشكل موضوع الإدارة المحلية ركيزة هامة وهاجسا مزمنا للأردنيين قد عانى منه الوطن على كل الأوجه كما كان وما زال هو الخطوة الأولى في” ألف ميل” الحياة السياسية.
هذه شخصية ليست تصنف ليبرالية ولا محافظة كما أنها شخصية لا تنتمي لتيار مسيس ومحزب وهي فقط وجه أردني مخضرم وليست شخصية خلافية وإن إختلفنا مع طروحات لها أو أفكار أو قرارات في معرض الخدمة والعمل لأن هذه الإختلاف طبيعي ونجده مع أي شخصية عامة، لهذا فتصيد بعض التصريحات وإجتزائها من سياق حوار يخوضه الوزير كريشان أو إختلافنا مع فكرة يتبناها أو حتى تأكدنا من خطأ الفكرة أو الطرح لا يجعله من الذين يحملون أجندة غريبة عن هذا الشعب وهذا الوطن فخطأ الإجتهاد لا ينفي أجر الإجتهاد.
أنا شخصيا لا تربطني بمعالي الوزير كريشان أية علاقة شخصية أو وظيفية ولكنني بصفة المراقب والمهتم بالشأن العام لا أجد تبريرا منطقيا لإتخاذ بعض الشخصيات الوطنية والعامة هدفا للغمز أو اللمز أو تحميلها مسؤولية كل ما جرى ويجري في الوطن أو أن نطالب هذه الشخصيات – ومنها وزراء ونواب وأعيان – أن يحملوا على عاتقهم أفرادا تصحيح كل خلل وإنتشال الوطن والمواطن من كل ضائقة يمر بها.
معالي كريشان مثال حي كعديد من الشخصيات التي ما زالت تعطي وتعمل وهي شخصيات من الجيل الذي نترحم على أيامه فقد عملوا وخدموا في مواقع عامة على مدى يقارب النصف قرن في مسيرتهم الوظيفية وبمعية وزمالة غالبية من نترحم عليهم ونستدعيهم عند كل موقف ونطالب بأن يأتينا في السلطات العامة من هم على شاكلتهم ومن مدرستهم، وها هو هذا الرجل المخضرم والوجه الأردني يعمل ويناقش ويقرر وفق صلاحياته في المضمار الذي أنتدب للخدمة فيه فلماذا نبني بيننا وبينه كمسؤول جدر وأسوار من النقد المتسرع أو الأحكام المسبقة على نتائج الجهد وذريعتنا ووسيلتنا هي القياس على نهج حكومات أو صفات غلبت على أكثرية المسؤولين في السنوات الأخيرة فنأخذ” الصالح بالطالح” كما يقال ونستمر فقط بالرفض لمجرد الرفض فتتحول حالة المعارضة لمجرد معارضة من أجل المعارضة.
لقد إخترت هذه الشخصية وهذا الوجه الأردني كمثال حي ومن الواقع والقائم في أعمال السلطات ولكن الأمثلة الشبيهة كثيرة على مدى السنوات والأيام برغم أنها سنوات وأيام عجاف.
كل الاحترام والتقدير لمعالي الوزير ولكل من هم على نهجه ووجوههم كوجهه وتلتقي أياديهم مع يده لا يعتزلون ولا يكلون ولا يملون من الإستمرار في الجهد والإجتهاد ليذكرونا دائما بمثلنا الشعبي ” إن خليت بليت”…!
والله والوطن من وراء القصد.
رايق عياد المجالي /أبو عناد.