فيلادلفيا نيوز
في عمان والمحافظات هناك من يؤسسون ملتقيات ومنتديات تحت مسميات وعناوين الثقافة والأدب لكنهم يفرون من وجود المثقفين الحقيقين ومن لهم بصمات حقيقية في الثقافة والأدب.
تلك الملتقيات تبقى حصرية على مجموعات تجمعهم علاقة ما كالصداقة أو المصالح المشتركة أو مجرد مواقف من أمر ما وتتحول تلك الملتقيات إلى مجرد(كوفي شوب )خاص للتعاليل محدودة العضوية.
بعضها وربما كلها تنسب نفسها لمنطقة وتكون المنطقة التي ينسب اليها الملتقى أو المنتدى تعج صفحاتها بالمثقفين والعلماء في كل مجال ومع ذلك لا أحد من أبناءها المبرزين في الثقافة والأدب والفنون يعرف شيئا عن الملتقى الذي يفترض بها أنه ملتقى كل المثقفين ونخب منطقتهم ولا تتم دعوتهم حتى عند تاسس تلك الهيئات الثقافية وتقتصر الدعوات أو الفعاليات دائما على موظف أو مسؤول كبير أو وجيه فقط حتى لو كان ذلك الوجيه لا يحسن القراءة والكتابة أو كان الموظف مجرد موظف لا علاقة له بأي جانب ثقافي أو ادبي أو فني.
ونجد كل من يؤسسون تلك الهيئات الثقافية انفسهم أول من يعيبون-مثلا- على الأحزاب في الأردن انها احزاب أشخاص وشلل..؟!؟!
هذه ظاهرة يجب دراستها من الناحية السيكولوجية النفسية للافراد لأنها تتعلق بالأنا المرضية ولأن المصابين بهذا المرض ابرز طباعهم هو الفرار والابتعاد عن أي مجال يغرقون فيه ولا يراهم فيه احد وطبعا يفرون من أي فرد أو شخص أو جهة وجودهم يلغي وجوده.
حال هؤولاء كحال من كانت امنيته أن يصبح( مدير دائرة) ولم يتمكن من ذلك لعدم اهليته أو لعدم توفر أي شرط من شروط وجوده في موقع مدير دائرة فيقرر أن يرسم على الارض( دائرة كبيرة أو صغيرة ) فيقف في وسطها ويعين نفسه مديرا لتلك الدائرة.
إن التفسير الوحيد العلمي السيكولوجي الفردي والاجتماعي لقيام مثل هذه الأشياء الشكلية والفارغة مضمونا وانتشارها كظاهرة هو انتشار حالة(عقدة النقص) لدى شريحة عريضة لذلك يخلق الأفراد كيانات وهمية يعتقدون انها تعوضهم عن جوانب النقص وترفعهم في عيون الناس عندما لم تسمح بذلك مؤهلاتهم العلمية أو السياسية او الإجتماعية أو الوظيفية.
ومثلها أيضا أصبحت قصة(تعربش ) الصحافة والاعلام وتأسيس صفحة اخبارية أو موقع اخباري ممن لا يعرفون (ألف باء الصحافة والإعلام) وكل تلك الدكاكين التي تواضب على نقد الغير وخصوصا الأحزاب السياسية فيقولون عنها(دكاكين ) على قاعدة المثل الشعبي(حطت معيارها في جارها )
ودمتم
أبو عناد