فيلادلفيا نيوز
التيار السياسي والحزب في أي دولة ومجتمع هو كيان قانوني سياسي يعمل في مجال السياسة وطبيعي أن يكون له (منتسبين ،مناصرين ،متعاطفين ) يعني هو كيان قانوني له صفة في المجتمع مثل كيان السلطة أو السلطات في أي دولة فالسلطة لها (عاملين منتسبين، ولها من يؤيدون قرارتها من غير المنتسبين العاملين في كوادرها) .
وعليه فالطبيعي أن يكون لكل كيان جمهوره الذي يؤيده وكذلك الذي يعارضه وابتداء فالطبيعي أن يكون هناك تعارض في الاتجاهات والفكرية وأيضا العقدية وكذلك البرامجية او المنهجية بين الكيانات القانونية في الدولة الواحدة.
فمثلا (التيار الإسلامي الحزب) يصنف أنه معارض للحكومات التي تمثل السلطة لأختلاف المنهجية واختلاف البرامج ولكن ليس لإختلاف العقيدة لأن الدولة الأردنية دستورها نص على أن (دين لدولة الإسلام) فشعبها الأغلبية يتبعون شريعة محمد والاقلية شريعة عيسى صلوات الله وسلامه عليهما وعلى أنبياء الله ورسله ،لكن الثقافة فقط إسلامية لكل الشعب ومكوناته ومذاهبه وطوائفه واحزابه كإطار لمجتمع الدولة ولوطن.
وأن يكون دين الدولة الاسلام هذا لا ينفي أو يقتضي أن لا يكون في الدولة شرائع أخرى لها أتباع غير الإسلامية وهذا يعني أن الفهم القانوني الدستوري الأردني يقوم على أن (الدين واحد) ولا توجد أديان سماوية متعددة بل هي شرائع متعددة.
وعودا على مفهوم المعارضة وعكسها الموالاة فالاحزاب المعارضة وعلى رأسها (حزب الاخوان المسلمين) في الأردن تعيب دائما على السلطة انها لا تقبل المعارضة وتطالبها بأن تحسن الحكم بأن تتعامل مع المعارضة وتصغي لها وتحاورها كمبدأ وسلوك سياسي عام سليم ديمقراطي ولكن ـللأسف ـ ذاته هذا الحزب في أدبياته وسلوكه السياسي لا يقبل من غير جمهوره ومن جمهوره أي معارضة لنهجه السياسي او لمواقف أو قرارات تصدر عن الحزب…؟!؟!؟!؟!
أليس في ذلك أنفصام في الفكر السياسي أو فهم معنى العمل السياسي..؟!؟!؟!
لماذا يعتبر كل من يعارض الحزب الإسلامي معارضا للإسلام وكل من ينقد او ينتقد أو يتجنى حتى على الحزب هو ناقد أو منتقد أو متجني على الإسلام…؟!؟!؟!؟؟
أنا شخصيا أرفض تسمية أي كيان سياسي أو أي غير سياسي ونسبته للإسلام (تيار اسلامي ،حزب اسلامي ،بنك إسلامي ،مستشفى اسلامي ،دكانة إسلامية ، فريق كرة قدم اسلامي)…؟!؟!؟!؟!؟!؟
قد يعتبر البعض ذكر (فريق كرة قدم إسلامي) تهكما لكنه ليس كذلك ومقصود للإشارة إلى أن النشاط الإنساني (سياسة ،رياضة ، زراعة ، اكروبات) هي ذاتها في كل البشرية ولها قواعدها الخاصة ولا علاقة لها بمعتقدات من يمارسونها .
في تركيا مثلا (الحزب اسمه العدالة والتنمية) ولم يسمى الاسلامي والنهج أيضا لا يقحم التسميات ولا يقحم الفتاوى الشرعية في العمل السياسي والإداري وبالرغم من أنه حزب حاكم يعارضه تيارا علمانيا لم نسمع يوما أن هذا الحزب شيطن معارضه لكنه يجابهه بالفكر وبالعمل فيكسب في اختيارات الشعب التركي فيحكم.
“دين الدولة الاسلام” يا إخوة الاسلام وأخوة الاسلام ليست حكرا على منتسبي حزب بل أن هذا يعني أن إخوة الوطن في هذا الدولة تجمع كل الشرائع وكل الإتجاهات الفكرية على قاعدة واحدة هي التوحيد بالله ورفض الظلم والطغيان والكل جند لتحقيق كرامة الإنسان وهذا أساس الفكر الإسلامي.
أبو عناد.