الأحد , ديسمبر 22 2024 | 3:49 م
آخر الاخبار
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : حزب تحت التأسيس (والسلق السياسي )

رايق المجالي يكتب : حزب تحت التأسيس (والسلق السياسي )

فيلادلفيا نيوز

عن نفسي وشخصي لم أنضم يوما لأي حزب بالتسجيل ضمن كوادره حالي كحال جل الأردنيين ولكنني وربما منذ كنت على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية -ومثلي أجيال – أتبع وأقرأ عن الحزبية والأحزاب ونشأتها في العالم وفي الأردن والعالم العربي وبحكم تطور الوعي والإهتمام بالشأن العام مع مرور الأيام وبحكم تخصصي في دراسة القانون فثقافتي الحزبية والسياسية تراكمت من خلال القراءات والخبرات العملية التي تتقاطع مع الشأن السياسي وكذلك متابعة كل ما يجري على الساحة السياسية الأردنية تأسيسا على معارفي وفهمي لتاريخ الحياة الحزبية في الأردن ومن خلال إهتمامي المستمر والمتنامي بتاريخ بلدي (الاردن ) قبل قيام الدولة وكذلك قرائتي المستمرة والمتأنية للمؤية التي مرت من عمر الدولة , وهذا عرض عن نفسي ليس لشيء إلا أنه ما دعاني للكتابة عن تجربة شخصية قائمة وطازجة جدا مع مع أحد أحزاب (النوايا الحسنة ) التي تتسابق لترتدي عباءة الحزبية الوطنية وتتلخص هذه التجربة بالآتي :

منذ أن أعلن عن توجه الدولة إلى تطوير الحياة السياسية وتم ما تم من وضع تشريعات و/أو تعديلات دستورية وتعديلات على بعض القوانين الناظمة للحياة السياسية تسابقت بعض الشخصيات لعقد إجتماعات ثنائية وثلاثية ورباعية وأستقطبت إليها -وفق شبكة علاقات شخصية – أعدادا قليلة من الشخصيات الأخرى ربما وصل عدد كل مجموعة ما لا يزيد عن عشرة أشخاص توافقت كل مجموعة على إختيار إسم وعنوان لحزب والسير في إجراءات التسويق أولا للإسم ثم البدء بخطوات التأسيس فظهرت عدة أسماء إنضوت تحت كل إسم مجموعة من الأشخاص جلهم من المسؤولين السابقين أو من الذين مروا على مواقع عامة بصفة موظف أو بصفة تمثيلية في مجالس النواب أو الأعيان أو النقابات وغرف التجارة والصناعة فصرنا نسمع ونرى كل مجموعة تعكف على تسويق نفسها كحزب تحت التأسيس .

وتجربتي الشخصية كانت مع أحد تلك الأحزاب وتحديدا مع الشخصية التي نصبت نفسها للتنظير للحزب ولتسويقه وكذلك كناطق رسمي وإعلامي وواضع لمنهجية الحزب وسياسته ومبادئه وهي طبعا شخصية تولت في مرحلة قريبة ماضية مواقع المسؤولية كرأس الهرم في أكثر من مؤسسة مهمة وهي مؤسسات محورية في أهم ما تعانيه الدولة وما يعانيه الشعب في هذه الفترة من ضائقة إقتصادية ومن إرتفاع نسب الفقر والبطالة , وقد راقبت بحكم إهتمامي -كما اسلفت – هذا الحراك على الساحة وكانت هذه الشخصية وهذا الذي سمي حزبا في دائرة متابعتي لكونهما -للأمانة -الأنشط بين أقرانهما من تلك الشخصيات والأحزاب التي ظهرت على الساحة تحت التأسيس ولأني ناشط على موقع (الفيسبوك ) ومن المتفاعلين مع كل شأن عام قمت بالتفاعل مع نشاط تلك الشخصية عبر حسابها الشخصي فوجهت من خلال تعليقات على بعض إدراجات بعض الملاحظات وبعض الأسئلة وأحيانا بعض النقد بلغة وأسلوب لا يخرجان عن إطار وإدبيات النقاش السياسي فجاءت الردود عبر تلك الصفحة دائما (نزقة وكذلك إنشائية وغير مقنعة ومجرد تبريرات وعتاب ) وتضمنت معظمها شكوى وإتهام لي بالهجوم على الحزب وعلى شخص هذا المؤسس للحزب ولأن صاحب المعالي قد ضاق صدره بتعليقاتي تواصل معي عبر حسابي وعلى الخاص فطلب رقم هاتفي وبدأ بيني وبينه تواصلا شخصيا مباشرا وبالرغم من أنني أبديت ترحيبا بشخصه وبينت احترامي للشخوص وبعدي عن الخلط والشخصنة في مناقشة القضايا العامة وبالرغم من أنه بالمقابل يمتلك شخصية لا تخلو من الظرف وروح الفكاهة في التعامل الشخصي المباشر التي أسست أرضية نلتقي عليها للحديث بكل صراحة وشفافية إلا أنني لم أستمع منه إلا لعبارات التبرير والدفاع عن نفسه حين كان في مواقع المسؤولية ثم تأطر حديثه في إعادة عبارات تصدرت نشرات الأخبار عن الحاجة إلى تدشين حياة حزبية والولوج إلى المؤية الثانية من خلال تكوين الأطر الحزبية وفهمت ما بين السطور في حديثه وما صرح به بإقتضاب أحيانا أنه يرغب بإستقطابي للإنضمام للمجموعة التي يقودها لتأسيس الحزب ..!!!

وطبعا ولكوني على دراية تامة بأن هذا حق مشروع لكل صاحب فكرة ولكل من يعمل على مشروع كهذا الذي يعمل عليه صاحبنا لم أخفي إعجابي وثنائي بجهده الشخصي ومواضبته على التحرك في عرض البلاد وطولها لتسويق حزبه ,وكذلك لم أناقش أو أتحفظ على أي عنوان أو مبدأ عام طرحه كمبدأ من مباديء الحزب لأنها -المباديء التي تطرح – هي في الأصل ما تضمنه الدستور الأردني في الجانب السياسي وهي محل إجماع الشعب والمجتمع الأردني طوال الوقت وأبديت له إستعدادي التام للإنضمام لهم في اي مرحلة لأن الشعارات والمباديء هي أيضا شعاراتي ومبادئي بل شعارات ومباديء كل مواطن أردني ولكنني لم أقطع وعدا بالتسجيل الفوري و/أو بإتخاذ أي موقف حاسم أو منحاز لهم في هذا الحزب وتركت الباب مفتوحا على فرض أن التواصل لاحقا قد يفضي إلى إتخاذي القرار بالإنضمام لهم وفي نفسي كنت أريد أن أرى أجوائهم الداخلية وكواليس عملهم حتى لا أظلمهم بتشكيل إنطباع عام على ضوء ما يظهر في العلن .

ومرت بعد ذلك أسابيع قليلة حتى تصادف وجودي في الكرك مع علمي بوجود فعالية ولقاء لهذا لحزب أو لمؤسسين من هذا الحزب على رأسهم صاحبنا (منظر الحزب ) فبادرت للحضور لأن الدعوة يفترض أنها عامة لأبناء الكرك وتوقعت أن تتواجد أعدادا لا بأس بها لكون هذا الحزب من المفترض أن هناك عدد من ابناء الكرك قد إنضموا إليه وأن فعاليات سابقة ولقاءات تمت على مستوى الألوية والمناطق في الكرك ولكنني تفاجأت بعدة أمور أكاد أقول أنها صعقتني وهي :

أولا : عدد الحضور لم يتجاور (60 إلى 70 ) شخصا نصفهم من المنضمين للهيئة التأسيسة والبقية عامة الشعب الذين لا علاقة لهم بأي نشاط نقابي أو حزبي أو حتى إنشطة العمل العام الإجتماعي للجمعيات والأندية ولم أرى ناشطا واحدا من نشطاء الحراك في الكرك و/أو نشطاء الفيسبوك .

ثانيا : أسر لي بعض المنضمين للهيئة التأسيسة لهذا الحزب وأعلنها احدهم في هذا اللقاء بأنهم علموا بالصدفة بوجود مثل هذا اللقاء وأن الذين يفترض أنهم سجلوا سابقا لم تصلهم دعوات للحضور .

ثالثا : إستمعت على مدى ساعة ونصف من لحظة وصولي للمتحدث الرئيس وهو (صاحبنا ) وبعض من قدمهم ولم أسمع إلا تكرارا أولا للدفاع عن شخوص نواة التأسيس وثانيا ترديدا لمباديء عامة على انها مباديء الحزب وهي طبعا ما تعلنه كل الأحزاب القائمة والعريقة وكذلك التي تحت التأسيس وكذلك استمعت لما هو ايضا تكرارا وإسهابا في الحديث عن حاجة الأردن للذهاب إلى مرحلة وجود الأحزاب وبنفس العبارات التي تتردد في وسائل الإعلام الرسمي .

رابعا : طلبت الحديث وطرحت عدة ملاحظات من باب النصح (كنقطة نظام ) منها أ- التكرار والإسهاب في التحدث بأمور حسمت كتوجه وقرار للدولة وهي الحاجة والضرورة لدخول مرحلة تشكل حياة حزبية حيث تمت تعديلات دستورية وسن قوانين الأحزاب والإنتخابات وانتهى الامر ونحن في مرحلة البدء بالتنفيذ ب- عدم وجود أي طرح معلن للحزب حول محاور البرنامج الإصلاحي الذي سيتبناه الحزب بالرغم من تكرار أن هذا الحزب حزب برامجي إصلاحي ومن المعروف أن أي برنامج وخطط تفصيلية لابد أن تبنى وتستند إلى محاور واضحة تبين مواقف الحزب الواضحة من القضايا الرئيسية في الوطن .ج- عدم التعمق في فتح حديث سياسي شفاف مع جمهور المتفاعلين مع دعوات الهيئة التأسيسة لأي لقاء .
خامسا : في أثناء حديثي وقبل أن أنهي تعالى صوت احد الحضور وكان يتحدث بإنفعال محتجا على عدم التطرق لقضية يراها هو أنها مهمة بالنسبة للشريحة التي هو منها وهو طبعا مواطن بسيط فحاولوا إسكاته لينتظر دوره في الحديث فقمت أنا بقطع حديثي وعرضت ان أعطي (المايكرفون ) لذلك الشخص ليقول ما لديه ولكن (صاحبنا ) رئيس الجلسة رفض إعطاءه الفرصة للحديث بل طالبه بالسكوت والخروج من القاعة ثم بينما بعض اصدقاء ذلك الشخص يقومون بتهدئته عند باب القاعة أنتفض رئيس الجلسة (صاحبنا ) وأمسك المايكرفون ) وخطب خطبة عصماء بعصبية معترضا ومقرعا لذلك الشخص ومتهما هذا الإسلوب بطلب الحديث (بالغوغائية ) ثم بدأ بالرد على ملاحظاتي بالقول ” إنه يرفضها ” وواصل الحديث بعصبية مدافعا عن نهجهم وعن طريقة طرحهم مبديا عدم قبول أي نقد لأي حرف يصدر عنهم وكأن ما يتلونه على منصاتهم وفي لقائاتهم (تنزيل السماء ) فظهرت جليا الشخصية السلطوية النزقة والذهنية التي تؤمن بالقاعدة العسكرية (للإنضباط ) ” نفذ ثم ناقش ” وزاد من نزق (منظر الحزب ) وعصبيته أن قاطعته لأصحح له ما فهمه على غير ما قلته بوضوح لدرجة أنه ألقى (المايكرفون ) وبدت عليه علامات إرتفاع الضغط أو السكر .
سادسا : والأهم ان صاحبنا رد علي بأمر تكرار الحديث بما هو محسوم بالقول ” لا يا عزيزي انا لا اخاطب المثقفين السياسين وهم قلة بل اخاطب الغالبية التي لديها جهل بما تعرفه انت ” ,أي أنه اتهم جموع الشعب (بالجهل ) وهذه نبرة إستعلاء على من يخاطبهم .

حدث كل هذا في لقاء يفترض انه سياسي حواري على أرض الكرك التي هي مهد الحزبية في الأردن وحاضنة الفعل الوطني السياسي ما قبل تأسيس الدولة الأردنية فما كان مني لأن الكركي لا (يزجر الضيف ) ولأنني مجرد موطن لبى دعوة عامة ولأني احترم نفسي وقبل ذلك احترم المكان والحضور فما كان مني إلا أن انسحبت بهدوء ولم أكمل تلك الجلسة أو ذلك اللقاء وغادرت ومن معي وأنا أتألم على وطني الذي أصبح سراة السياسة فيه على هذه الشاكلة ولا يمتلكون أبسط وأول قواعد التعاطي مع الشأن العام ومع الشأن السياسي فقد قيل : ” سعة الصدر آلة السياسة وفي قول اخر (آلة الرياسة ) ” فإذا كانت هذه ردة فعل من يؤسس حزبا في مواجهة مواطن طلب الحديث بصوت عالي وفي مواجهة ملاحظات فيها نصح ونقد بناء فكيف ستكون ردة فعله مثلا إذا وصل للبرلمان ووصل للحكم وتسلم رئاسة حكومة إستنادا لمشروع الدولة القادم بتشكيل حكومات برلمانية ..؟؟؟؟؟

وفي النهاية أود أن أبلغ معالي الحزبي الجديد عن شعبنا الأردني رسالة مفادها :” أن هذا الشعب لم يحب أو يستطعم يوما إلا الطبيخ الناضج والأردني لا يحب المسلوق سلقا من كل شيء فبناء الأوطان ليس (كسلق البيض ) ” …!!!

ملاحظة : المعني بحديثي اعلاه يبدو معرفته بالكرك سماعية وفقط من بعض من لم يعرفوا الكرك من بعض ابنائها الذين أخذتهم دوامة عمان ومدن اخرى ولم يعودوا يعرفوا عن الكرك إلا أن منسفها طيب .

ابو عناد .

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com