الأحد , ديسمبر 22 2024 | 4:15 م
آخر الاخبار
الرئيسية / stop / رايق المجالي يكتب : الطبقة العازلة وما في قبعتها..؟؟؟

رايق المجالي يكتب : الطبقة العازلة وما في قبعتها..؟؟؟

فيلادلفيا نيوز

في كل مجتمع هناك طبقات عديدة وفي أي دولة هناك طبقة تسمى الطبقة الحاكمة وهي طبقة كبار المسؤولين ولا يقصد بالطبقة الحاكمة اليوم كما كان الأمر قبل مئات السنين( الأسر الحاكمة) وهذا ما تصر الطبقات الحاكمة الحديثة أن يكون التفسير له( أن الطبقة الحاكمة هي أسرة الحكم في الدولة) لأن هذه الطبقة من المسؤولين يريدون دمج أنفسهم ببيت الحكم من جهة حتى يتحصنوا به ويختبؤا خلفه.

لدينا في الأردن طبقة تحكم بإسم الملك ورأس النظام وهذه الطبقة يفترض فيها أن تترجم السياسات العليا ورؤى قيادة البلاد ولكن الواقع والمجرب والثابت غير ما هو مفترض، فقد صارت هذه الطبقة هي الطبقة العازلة بين الشعب وقيادته لا بل صارت هي ما يحجب الحقائق ويقطع الصلة والعروة بين الشعب وبين قيادته.

وعلى مدى عقدين أو أكثر من عمر هذه الدولة تحولت هذه الطبقة إلى سياج حديدي وجدار عازل بين الشعب مادة النظام وبين رأس النظام بل مارست التضليل بالإتجاهين وحتى تقطع سبل التواصل التي لا تسيطر عليها مارست كل أشكال القمع وتكميم الافواه في مواجهة الشعب بعد أن عطلت ما تسيطر عليه من قنوات أخرى كالتمثيل النيابي والنقابي والإعلام ولكنها لا تقدر بالطبع أن تمارس ذات الأمر في مواجهة رأس النظام فلا يملك أو يقدر كائنا من كان أن يمنع وصول الخطاب الملكي للشعب فكان أن إستمرت القيادة بالتوجيه والتكاليف لهذه الطبقة بما يضمن صون البلاد ورعاية مصالح الدولة والشعب ولكن الأثر الملموس وما تحول إلى واقع مزري يتناقض تماما مع توجه له القيادة وما تكلف به الحكومات ومؤسسات الحكم في الدولة… ¿! ¿! ¿!

هذه الطبقة الحاكمة والتي تشكلت وتكونت من تحالفات رأس المال مع مراكز ومواقع القرار شكلت طبقة وكتلة صلبة حصينة على الاختراق ولا تخدم أي مصلحة إلا المصالح المتشابكة داخلها.

وحيث أن الأوضاع بما آلت وتؤول إليه دائما في صالح هذه الطبقة ولا تؤثر عليها أي آثار سلبية لأي مؤثرات اقتصادية ولا تتضرر مصالحها من أي حدث أو أوضاع سياسية في العالم والمنطقة بل تستفيد وتزداد ثراء من كل حدث حتى الحروب فمن الطبيعي أن تحافظ هذه الطبقة على مكتسباتها ولو خاضت حروبا ومعارك من أجل ذلك.

ومن الطبيعي والبديهي أن تحارب هذه الطبقة كل من يحاربها أو يؤشر عليها لذلك فالشعب الذي يبدأ بكشف كواليس هذه الطبقة ويبدأ بالشكوى منها يصبح بالضرورة الد أعداء هذه الطبقة.

ومن يقرأ جيدا المشهد الأردني سيعرف وبوضوح أن الغضب والإحتقان وحتى الإنفجار باي شكل سواء أكان محدودا أم شاملا ما هو إلا غضب موجه لهذه الطبقة بالتحديد حصرا وبالتالي فالطبيعي أن تمارس هذه الطبقة كل أشكال المراوغة والتضليل وأن تستعمل أجهزة الدولة بالطريقة التي تشتت الانتباه عن الأسباب وعن جوهر المشكلة والازمة ليظهر أن ما يحدث هو مجرد عبث بأمن البلاد من مجموعات غوغائية.

وهنا فالوعي الحقيقي لدى فئات الشعب هو العامل الحاسم بأن تفوت الفرصة على الفاسد الذي يخشى محاسبته وعلى المقصر الذي يخشى أن يظهر تقصيره وذلك بعدم الإنجرار إلى الغوغائية أو التعبير عن الاحتقان والغضب بممارسة اي نوع من الشغب حتى لو كان برمي حصاة على إشارة ضوئية أو مركبة عسكرية أو أمنية، فالتعبير السلمي المكفول بالدستور والقانون له أشكال لا حصر لها تعكس حضارية الشعب من جهة ومن جهة تفوت الفرصة على كل مستفيد من وصم الشعب بالغوغائية.

ابو عناد.

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com