فيلادلفيا نيوز
تزينتْ عمانُ وتَجملت، تبرّجت وتَحلّت كعروس فاتنة، ممشوقة القِوام، أنيقة المبسم، مشرقةُ الحُسن.. تبهرجَت بعَلم وطن خفّاق طوّق أطيافها، وبدفءٍ شعبي عامر أحاط أكنافها.. إنهُ اليوم المشهود، والممدود كخفقة قلب وقُبلة روح، كمهجةُ فؤاد وإكليلُ غار.. تلألأ فضائها لفرحة أغلى أبنائها، وعزفت للحياة سيمفونية عشق ساحرة للتاريخ الطويل محاولةً ربطَ ماضٍ بحاضر، وذاهبٍ بقادم.. تنسجُ من مآقيها عُش أُنس، وكوفية فخار لأمير أحلامها، وحسين آمالها.. توثقُ العهد لشاب زاه الطلعة بهي الإباء بفاتنة حُسن ورِقة هي سكينتهُ القادمة وبوحهُ المنشود.. فتعقدُ القِران بين أضلعها، وفوق صدرها، وتكنزُ داخل أحضانها أحبتها وغواليها..
عمانُ المجد والقُبلُ..
عمان الرمز والأملُ..
عُرسٌ ملكي مهيب، نقشٌ يبقى في الذاكرة الخالدة لوطن شامخٍ عزيز أَسرَ قلوبنا المتنهدة بغبطة غامرة، وأضاء في جوارحنا شُهباً من الآمال المنسية.. وأجملُ ما فيه أنهُ يشبهنا، يُلامسنا، يُداعبنا.. هو لنا كما نحنُ بدون تَجمّل وتزويق.. أردنيون بحق، وطنيون حتى النخاع..
وها هم الهاشميون – كما هم دائماً – يضربون للعالم أجمع مثالاً جديداً جلياً يؤكدون من خلاله التمسك بالأصالة والعبق الموروث.. قدموا لنا يوماً يليقُ بالأردن ويليق بنا، رمزاً بنكهة أردنية خالصة، متألق المعنى، بديعُ الإيحاء، يعرضُ أنموذجاً لجيل قادم برونق التواضع والإحتشام، صورةٌ غنية التفاصيل فقَدها سياقنا الإجتماعي في ظل تنافس المظاهر المادية. ذوق يتناسب مع البساطة والرقي بعيداً عن موجة الماديات والتقليد والإستهلاك.. بساطة ووقار في ذات الوقت، دقة في الشكل، غناً في التفاصيل، تهذيب في الحركات، تواضع في السلوكات.. فالأُسرةُ الملكية الكبيرة حاضرةٌ بكل أبجدياتها بتكاتف رفيع المستوى والإحترام بين ملك وملكة، وزوج وزوجة، أب وأبناء، ملكةٌ أُم تمارسُ دورها دون اكتراث للأضواء والشكليات همُّها الوحيد فرحةٌ أبنائها وتَحَلقُ الجميع حولها، وظهور المراسم بأبهى صورة.. وأخوات أميرات، حوريات جميلات تناسين الكاميرات واللقطات، وتذكرّن فقط بأنّ هذا الفارس هو الأخ والسند، وهذه الأميرةُ هي الفسيفساء الجميلة للعائلة فلم يترفعّن عن تعديل فستان، أو المسير حول الزفة بقمة التواضع والأدب فأعطيّن درساً في المحبة العائلية والرباط الأُسريّ..
أعتقدُ بأننا كنّا بحاجةٍ لهذا الدرّس الوطني، وهذا الأنموذج الملكي، وهذا العرسُ الأدبي كورقة نقاشية جديدة حفرها القائدُ بحكمته وإنسانيته، ولكنّ بأسلوب عملي وتطبيق ميداني على أرض الواقع.. قدّم فيها الملكُ الجليل والملكةُ الرائدة هندسةً من الأُسرية الحقيقية المتكاملة والمثالية المفقودة الراقية، وقدّم فيه سمو الأمير وزوجته المصون مثالاً من الفروسية والهيبة بنكهة الطبيعة والجمال.. فلم نشهد في هذه الأيام إلا جمالاً وروعة، ونجاحاً بارزاً محترفاً لكافة الأجهزة الأمنية والتنظيمية.. ورسائل عديدة من الإحترام والإقتدار.. وهي رسالةٌ لنا لإعادة بوصلة التعدي والتبذير والتقليد التي هيمنت على عقولنا.. شكراً للقائد العظيم والملكةُ الأم، شكراً للعريس الفارس والهاشمي الأصيل..
ودام الأردن عزيزاً، شامخاً، أبياً وسياجاً منيعاً من المحبة والألفة والرفعة.