فيلادلفيا نيوز
يسود الهدوء الحذر في ساحات المسجد الأقصى المبارك، مع استنفار الاحتلال الإسرائيلي لقواته والاحتشاد الواسع للفلسطينيين لإحياء الجمعة الأخيرة بشهر رمضان الفضيل، اليوم، وذلك في أعقاب حالة التوتر والغليان الشديدين التي سادت أمس بعد اطلاق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المصلين بهدف قمعهم وتفريقهم من مسيرة حاشدة نظمت داخل باحاته لنصرة الأقصى وللاحتجاج ضد الاعتداءات على المقدسات وبحق الشعب الفلسطيني.
ومع استنفار قوات الاحتلال واستمرار الشبان الفلسطينيين بالاعتكاف داخل المسجد الأقصى، فإن مشهد التهدئة المؤقت قابل للتفجر في أي لحظة، أسوة بالأمس حينما نشرت قوات الاحتلال عناصرها الكثيفة بمحيط المسجد وعند أبوابه، واعتلت الأسطح الملاصقة له، لقمع الغضب الفلسطيني.
وأصيب عشرات المصلين بالاختناق نتيجة اطلاق قوات الاحتلال القنابل الغازية المسيلة للدموع صوب المصلين والمعتكفين الذين تجمعوا في ساحات المسجد الأقصى، حيث استخدمت طائرة مسيرة في إطلاقه صوبهم للمرة الثانية على التوالي خلال أسبوع، طبقاً للأنباء الفلسطينية.
وانطلقت مسيرة حاشدة في صحن قبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى، رُفعت خلالها أعلام فلسطين والرايات، ورُددت هتافات نصرة للأقصى.
من جانبها، دعت حركة “حماس” أبناء الشعب الفلسطيني لاستمرار الرباط في المسجد الأقصى المبارك والمشاركة الحاشدة في فجر الجمعة اليوم التي تأتي بعنوان “عيد النصر”، للدفاع عنه وإفشال مخططات الاحتلال، مؤكدة أن “عدوان الاحتلال على الأقصى يدفع إلى تصعيد المقاومة في كل فلسطين، لحماية المقدسات، ورد العدوان وصد محاولات المساس بالقدس والأقصى.
وأفاد نائب رئيس حركة “حماس” في الخارج، موسى أبو مرزوق، أن الاتصالات مع العديد من الأطراف الإقليمية والدولية مستمرة للضغط على الاحتلال ولجم عدوانه ضد مدينة القدس المحتلة، مشيراً إلى أن الاحتلال طلب من العديد من الأطراف أن يتواصلوا مع الحركة لتهدئة الشارع الفلسطيني.
وقال أبو مرزوق، في تصريح أمس، إنه في حال لم تتمكن هذه الاتصالات من إنهاء استفزازات الاحتلال بمدينة القدس المحتلة، فإن جميع أشكال المقاومة مشرعة للرد على الاستفزازات، وللدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وقال إن “حماس” أوصلت رسالة عبر تلك الأطراف بأنها غير معنية بالحرب، ولكن إذا استمر العدوان على القدس، والضفة الغربية، فسيتم الدفاع عن المقدسات والشعب والتصدي لأي محاولة تستهدف تغيير الأوضاع في القدس، أو تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً كما حدث في المسجد الإبراهيمي.
في حين رأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن انتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية لن يكتمل إلا بعودة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة ومحررة من الاحتلال الإسرائيلي، بوصفها محور النضال الفلسطيني.
وأكدت أن طريق استعادة القدس وبقية الأرض المحتلة يتم من خلال الوحدة الوطنية والشراكة والمقاومة الفلسطينية، معتبرة أن يوم القدس العالمي مناسبة لتذكير العالم بما تتعرض له المدينة من مخطط صهيوني يهدف إلى تكريس ما يسمى “السيادة الإسرائيلية عليها، سواء عبر القوانين الصهيونية العنصرية، أو بالسعي لتهجير أبنائها ودفعهم للتخلي عن أرضهم”.
في حين أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، التقييدات والتضييقات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومياً على حياة المواطن الفلسطيني للحد من قدرته على الحركة والتنقل بحرية في أرض وطنه، بما في ذلك حريته في زيارة القدس المحتلة وأداء الصلاة فيها.
وقالت الخارجية الفلسطينية، إن الاحتلال حول البلدات والمدن والمخيمات الفلسطينية إلى سجون يتحكم بالخروج منها والدخول إليها عبر بوابات حديدية أو حواجز أو أبراج عسكرية عند مداخلها في إطار حصار عسكري ظالم على قطاع غزة وعدوان ضد الضفة الغربية، بما فيها القدس التي يسعى الاحتلال لتحويلها إلى ثكنة عسكرية وتقطيع أوصالها بشبكة حواجز واسعة.
وطالبت، المجتمع الدولي بالعمل الجاد والفوري لإجبار سلطات الاحتلال على الانخراط في عملية سياسية تفضي لإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس المحتلة كمدخل أساس لا بديل عنه لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة برمتها.
في المقابل، لم تتوقف ما يسمى منظمات “الهيكل”، المزعوم، عن اطلاق الدعوات لمناصريها وللمستوطنين إلى تنظيم اقتحامات جماعية جديد للمسجد الأقصى، في يوم ما يسمى “استقلال إسرائيل”، الذي يأتي عشية الذكرى الـ74 للنكبة.
ودعت “منظمات الهيكل” عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى ما وصفته “الاقتحام الكبير للمسجد الأقصى”، في يوم ما يسمى “الاستقلال لإسرائيل”، في 5 أيار (مايو) المقبل، وذلك “بعد الإخفاق في مسيرة الأعلام بمدينة القدس المحتلة”، بحسب ما ورد منها.
وخلال شهر رمضان كثفت الجمعيات الاستيطانية من اقتحامها لساحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة لشرطة الاحتلال، حيث شهدت ساحات الحرم، مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وشرطة الاحتلال، خلال ما يسمى “الفصح اليهودي”، المزعوم.
وقمعت شرطة الاحتلال الفلسطينيين بالمسجد بالغاز المدمع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط ما أسفر عن إصابة المئات من المصلين بجروح متفاوتة، وكذلك المئات بحالات اختناق.الغد