الأحد , نوفمبر 17 2024 | 9:20 م
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / حسين الجغبير يكتب : أيام فرح ملكية

حسين الجغبير يكتب : أيام فرح ملكية

فيلادلفيا نيوز

قلنا مرارا، أن الأردنيين رغم ما يعانون منه من أوضاع اقتصادية صعبة، وفرص نجاة من التردي المالي الشخصي تكاد تكون معدومة، وقناعتهم التامة بأن الحكومات لا تعمل بمستوى يليق بهم وبهذا الوطن، وشعورهم بالإحباط العميق ورفضهم للواقع الذي يعيشون فيه، إلا أنهم عند مفاصل معينة في عمر هذا البلد تجدهم يرمون كل ذلك خلف ظهورهم، يجمدون حالة اللاشعور لديهم والسخط، ليلتفوا حول بعضهم البعض لتبقى هذه البلد آمنة ومستقرة. ولأن الهاشميين بالنسبة لهم هم العنوان الأصيل الذي مهما بلغ بهم ما بلغ، يبقى لهم الأمل في غد أفضل. اليوم يشهد الأردن عرسا وطنيا، هذا العرس يكمن في كل بيت وزاوية وشارع، فالابن الذي شاهدناه يكبر بين جنباتنا غدا شابا، يعتزم تكوين أسرة هاشمية جديدة، حيث يستعد، ومن خلفه كل الوطن، لعقد قرانه لتزداد مهماته في الحياة، ويزداد ألقه معها. ولأنه ابن لنا، نشاركه فرحته، ونحتفل معه، وبه، وهو ديدن الأردنيين الذين لم يتوانوا عن الاحتفال في المحافظات وفي العاصمة، استعدادا للأول من الشهر المقبل وهو موعد عقد القران، فهذا الأمير الشاب لم يترك ساحة من ساحات هذا البلد إلا وزارها، واختلط بشبابها ورجالها وشيوخها، كأنه واحد منهم، وهو يستحق أن يرد له الجميل من قبل هؤلاء بأن يكون عنوانهم خلال الأيام المقبلة ويباركون له ما هو مقدم عليه. كان في زياراته للمحافظات والقرى يلقي وراء ظهره بدلته الرسمية، مرتديا لباسا عاديا، لأنه يعلم جيدا أن بين ناسه وأهله، فلا داعي للرسميات، والمجاملات، والبرتوكولات، مصطحبا معه ابتسامته، وكلماته البسيطة التي تؤكد أنه واحد منا، لا واحد علينا. أيام من الاحتفالات في هذا اليوم الوطني، وكل الأردنيين على شوق لأن يعيشوا يوما فريدا من نوعه. أيام من الاحتفالات حرصت الأسرة الملكية على أن يشارك فيها كل الاردنيين، من كافة أطيافهم، وطبقاتهم، وجغرافيتهم، فلا فرق اليوم بين أحد، حيث البساطة، لتشعر أنك في عرس لمواطن عادي في أي مكان من هذا الوطن الذي يجمع ولا يفرق. احتفال غنائي عربي مجاني فتحت أبوابه لكافة الطبقات، حيث سيتمكن الجميع من الاستماع لمطربين عرب لا يمكن لهم حضور حافلاتهم لارتفاع أجورهم، وعشاء يجمع الآلاف في مضارب بني هاشم، يمثلون كافة المحافظات والقرى. هؤلاء هم الهاشمين، عندما يحتفلون يحرصون على أن يكون احتفالهم يشبهننا لأنهم مثلنا حتى ولو كانوا ملكوا. إنها ايام قادمة فرصة لنا لأن نعبر عما بداخلنا من حاجة ملحة للفرح، وهي فرصة لا تأتينا عادة إلا من بوابة جلالة الملك وأسرته الكريمة.

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com