الخميس , مارس 28 2024 | 10:05 م
الرئيسية / السلايدر / “جمعة غضب للأقصى” اليوم

“جمعة غضب للأقصى” اليوم

فيلادلفيا نيوز

يعمّ فلسطين المحتلة، اليوم، “يوم غضب شعبيّ” عارم ضدّ الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، ولتأكيد مواصلة رفض دخوله عبر البوابات الإلكترونية، بينما رفع جيش الاحتلال حالة التأهّب القصوى بخمس كتائب إضافية لقمّع التصعيد الفلسطيني.
ويتقاطرّ الفلسطينيون، من أرجاء الوطن المحتل، صوبّ الأقصى، في “يوم الحشد والنصرّة”، الذي تداعت إليه القوى والفصائل الوطنية، للدفاع عن المسجد ضدّ عدوان الاحتلال، عبر تنظيم الاعتصامات والمسيرات الجماهيرية وإعلان الثورة المناهضة للبوابات الإلكترونية، التي نصبّتها السلطات الإسرائيلية عند مداخل المسجد الأقصى وبواباته.
وقررت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة “إغلاق جميع مساجد القدس والتوجه لخطبة وصلاة الجمعة عند بوابات المسجد الأقصى”، وفق ما أوضحه مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين.
ودعا الشيخ حسين إلى “شدّ الرحال للمسجد الأقصى”، قائلا “يجب أن تكون خطبة الجمعة بالأقصى”، مضيفا إن “مقدساتنا نفديها بالأرواح ولا نقبل بأي إجراء يتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.
ولفت إلى أن “أهالي القدس لا يقبلون بأي تغيير جرى على الأقصى”، منذ يوم الجمعة الماضي، وهو الأمر الذي أكدّه أيضاً خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، بقوله إن “المصلين في الأقصى لن يقبلوا العبور عبر البوابات الالكترونية التي وضعها الاحتلال”.
من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، “جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للنفير العام لنصرّة الأقصى، والتصدي لجريمة الاحتلال ضدّ المسجد والاستفراد به”.
وطالب هنية، في تصريح أمس، “جماهير الأمة العربية والإسلامية بالتحرك العاجل والفاعل لنصرة الأقصى”، محذرا من أن “المسجد يتعرض لخطر حقيقي يمس قدسيته ومكانته”، مشددا على ضرورة عقد قمة طارئة للدفاع عنه.
وكانت “حماس” في الضفة الغربية قد دعت كوادرها وأبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم للخروج عقب صلاة الجمعة بمسيرات غضب نصرة للأقصى، والتوجه إلى نقاط التماس في الضفة الغربية والاشتباك مع قوات الاحتلال فيها.
وشددت على “أهمية المشاركة في جمعة الغضب من قبل شرائح الشعب الفلسطيني وفصائله كافة؛ تأكيدا على إسلامية القدس والأقصى، ورفضا لإجراءات الاحتلال الرامية لفرض واقع جديد على الأقصى وإفشال مخططاته”.
وتتزامن هذه التطورات مع استئناف المستوطنين المتطرفين اقتحاماتهم العدوانية للمسجد وتنفيذ جولاتهم الاستفزازية داخل باحاته، بحماية قوات الاحتلال، بينما يواصل الفلسطينيون اعتصامهم ورباطهم عند أبواب المسجد، ويؤدون صلواتهم خارجه لرفضهم المرور عبر ما يصفونها “ببوابات السيطرة” الإسرائيلية.
وفي الأثناء؛ قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع حالة التأهب القصوى في القدس المحتلة، تحسبًا لأي تصعيد فلسطيني محتمل.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، عبر موقعها الالكتروني، بأن “المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أعلن، في جلسة لقادة أركان الجيش لتقييم الأوضاع، عن اتخاذ قرار رفع حالة التأهب القصوى بالقدس والمناطق المحيطة بالحرم لكافة القوات الإسرائيلية، بإضافة خمسة كتائب إضافية للتصدي لأي أحداث متوقعة”.
إلى ذلك؛ يواصل الرئيس محمود عباس جهوده المكثفة واتصالاته مع عدد من العواصم، للضغط باتجاه وقف انتهاكات الاحتلال ضدّ المسجد الأقصى.
وكلف الرئيس عباس “وفداً فلسطينياً بالتوجه إلى العاصمة الأذرية، باكو، لإطلاع أعضاء لجنة فلسطين التابعة للأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعقد اجتماع خاص وفوري، وتوسيع اجتماعاتها، لتشمل بحث ما يجري في مدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى على وجه الخصوص من وضع خطير”، وفق الرئاسة الفلسطينية.
وأوضحت بأن التحركات الكثيفة تهدف إلى “استصدار موقف من شأنه وقف جميع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية تجاه الأقصى، وإزالة البوابات الإلكترونية، واحترام الوضع التاريخي والقانوني، واحترام حرية العبادة، وحق الشعب الفلسطيني، وجميع المسلمين في أنحاء العالم بممارسة حقهم في أداء الشعائر الدينية فيه بحرية كفلتها الشرائع الدولية”.
وكان الرئيس الفلسطيني قد ثمن، في تصريح أمس، الجهود التي يبذلها الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ووقوفه بثبات لمواجهة هذا الوضع الخطير، حماية للمسجد الأقصى.
وأكد على “أهمية تضامن الأمتين العربية والإسلامية، ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف”، مناشدا إياهم “مواصلة واجباتهم لدعم صمود أهالي القدس المحتلة”.
ونوه إلى ضرورة “الحذر من الاستهانة بمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين في أنحاء العالم، ومحاولة فرض حقائق جديدة على الأرض، واستمرار الإجراءات الإسرائيلية في انتهاك صريح لمقررات الشرعية الدولية”.
بدوره، أشاد السفير الفلسطيني في عمان، عطاالله خيري، بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك للتصدي للاجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة، مؤكداً بأن “الأردن الشقيق يعتبر الظهير الأمين والسند الصادق للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والمدافع الأول عن القدس ومقدساتها عبر التاريخ”.
وقال خيري إن “الاتصالات المباشرة لجلالته مع الحكومة الإسرائيلية لجهة وقف الإغلاق ووقف أعمالها الاستفزازية في الأقصى قد منعت تفاقم الأوضاع هناك، وأدت إلى تراجع الاحتقان ووقف الإندفاع الإسرائيلي نحو المزيد من أعمال العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن “جلالة الملك، رئيس القمة العربية، يتحدث باسم الأمتين العربية والإسلامية ويترجم قرارات القمة العربية، التي عقدت بالأردن في شهر آذار (مارس) الماضي، واعتبرت القضية الفلسطينية قضيتها الأولى والمركزية بحرص جلالته على تقديم القضية الفلسطينية عربياً على القضايا الاخرى”.
وأكد أن “صوت جلالة الملك مسموع ويحظى بالاحترام والتقدير والتأثير القوي على المستوى العالمي والإقليمي، بهدف حماية المقدسات الدينية والدفاع عنها في كل مناسبة عبر المحافل والمنابر الدولية وبشكل مباشر مع حكومة الاحتلال”.
وأشار خيري إلى أن “التنسيق الأردني الفلسطيني المشترك متواصل ومستمر على كافة المستويات وفي جميع المجالات التي تهم القضية الفلسطينية”، مضيفا أن “التشاور بين القيادتين الشقيقتين يتم على أكمل وجه في جميع الظروف والأوقات وعلى كافة الصعد الثنائية والعربية والدولية”.
على صعيد متصل؛ دعا كل من المجلس الوطني الفلسطيني، ومجلس النواب الأردني، ومجلس الأمة الكويتي، لعقد جلسة طارئة للاتحاد البرلماني العربي لمواجهة العدوان الإسرائيلي ضدّ المسجد الأقصى، والتصدي لاعتداءاته الصارخة على الأماكن المقدسة وحقوق العبادة، وممارسة الشعائر الدينية وتقييد حرية الوصول إليها.
وتضمنت تلك الدعوات، الموجهة إلى رئاسة الاتحاد البرلماني العربي، مطلب “وضع خطة برلمانية عربية مردّفة بآليات عملية، بالتنسيق مع الإتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، للتصدي لأشكال الغطرسة والاستبداد والعدوان التي يمارسها الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، ومواجهة ممارساته الجائرة ضدّ الشعب الفلسطيني

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com