فيلادلفيا نيوز
علي الطراونة
ثنائية الزيت والزعتر ..ثنائية الفقر والجوع والقرى المنسية ..
الزيت والزعتر والصباح ووجه والدي ووالدتي وذكريات الطفولة تمتزج مع بعضها لتشكل خليطا نقيا للصفاء والنقاء والذهنية العالية ..
عندما كنا صغارا ولم يكن يتوفر في غالبية المنازل غيره افطارا يضاف اليه الزيتون والخبز والشاي اكلنا منه حد الملل واصبح جزء من ثقافتنا وجزء من ذهنيتنا وتكويننا المجتمعي ووصلت هذه الثنائية حدا تكاد لا تستطيع قبول رؤية احدهم منفردا على اي مائدة ..
كبرنا وافتقدنا زيتنا وزعترنا واصبح الاكل مختلفا ومما هب ودب لدرجة اننا لم نكن لنرحم انفسنا لجهلنا بما يسمى السيد “كولسترول والاستاذ دهن ثلاثي وكريتنين واخرين كثر يكونون سببا في الجلطات والموت المفاجئ ما يجعلنا نجد انفسنا في لحظة مضطرين لمراجعة الاطباء ليجدوا جميع ما ذكرت مرتفعة مما يضطرنا في نهاية المطاف التحزم بكيس كبير من الادوية يذكرني بذلك الكيس الذي تحوزه العجائز في قرانا عند عمر السبعين وتحاول اعطاء جزء من هذا الدواء للجارات مودة ورغبة من بعضهن في شفاء الاخريات وكذلك الحال عند الرجال وكان الكيس على موعد معنا ..نراه مع الكبار ونحن صغارا ويلازمنا في حلنا وترحالنا ونحن كبارا..
الاطباء ينصحون بضبط الغذاء واخذ الدواء وينصحون بمقاطعة اللحوم والدهون والتدخين وكل شيء باستثناء الزيت والزعتر .. لله در الزيت والزعتر ما اجمله نبدأ عمرنا معه كرها وينتهي معه عمرنا كرها .. ابعد الله عنكم الامراض والشرور …